10 وفيات في الأردن بيومين... مشهد موت يطل كل شتاء رغم التحذيرات

المشرق-العربي 13-12-2025 | 15:46

10 وفيات في الأردن بيومين... مشهد موت يطل كل شتاء رغم التحذيرات

بعد وفاة 4 من عائلة واحدة في محافظة الزرقاء، توفي 5 من عائلة واحدة أيضاً بالمحافظة ذاتها.
10 وفيات في الأردن بيومين... مشهد موت يطل كل شتاء رغم التحذيرات
الدفاع المدني الأردني يسعف مصاباً (أرشيفية)
Smaller Bigger

رغم التحذيرات التي عادة ما تطلقها الجهات المعنية في الأردن، إلا أن مشاهد الموت بسبب المدافئ في كل فصل شتاء لا تزال تتكرر وتحصد الأرواح وسط حالة من الحزن ودعوات إلى تكثيف جهود التوعية أكثر فأكثر.

لم يكد الأردنيون يستفيقون من صدمة وفاة أربعة أشخاص من عائلة واحدة نتيجة إصابتهم بضيق في التنفس؛ إثر تسرب غاز المدفأة في منطقة الهاشمية بمحافظة الزرقاء الخميس، حتى شهدت المحافظة نفسها الجمعة، وفاة خمسة أشخاص من عائلة واحدة أيضاً وللسبب ذاته، قبل أن يتكرر المشهد بوفاة شاب عمره 19 عاماً في العاصمة عمان.

في أعقاب ذلك، تعالت الأصوات التي تطالب بتكثيف جهود التوعية بطرق الاستخدام الآمن للمدافئ، بالإضافة إلى فرض رقابة على المدافئ التي يتم تصنيعها في الأردن، أو تلك المستوردة من خارجه، لضمان مطابقتها المواصفات اللازمة.

 

 

 

 

بيان أمني

واليوم السبت، برز تحرك أمني بهذا الخصوص، حيث دعا الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المواطنين ممن يملكون المدفأة المتعارف عليها بـ"الشموسة" وبأنواعها كافة إلى إيقاف استخدامها على الفور وعدم إشعالها داخل المنازل تحت أي ظرف كان.

وأكّد الناطق الإعلامي في بيان، ضرورة أخذ هذا التحذير على غاية من الأهمية بعد أن ثبت بأن حالات الاختناق التي وقعت خلال الـ24 ساعة الماضية اشتركت بالنوع ذاته للمدفأة.

كما أكّد أن الجهات المعنية تقوم بفحص عينات من تلك المدافئ بأنواعها كافة، وسيتم إعلان النتائج في حال الانتهاء منها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن فرقا مشتركة باشرت بحصر تلك المدافئ داخل المحلات التجارية والمعامل التي تقوم بتصنيعها لمنع بيعها لحين الحصول على النتائج المخبرية. 

 

مدفأة تعمل على الغاز (أرشيفية)
مدفأة تعمل على الغاز (أرشيفية)

 

تكثيف جهود الرقابة

ويرى الناشط عمر راشد أن "الجهات المعنية، خصوصاً الدفاع المدني، يقوم بشكل مستمر بدور توعوي بارز فيما يخص استخدام المدافئ، إلا أنه من المؤسف والمحزن أن تتكرر الفاجعة تلو الأخرى كل شتاء".

لذلك، يقول راشد لـ"النهار" إنه "يجب تكثيف الجهود التوعوية أكثر فأكثر، وأن تمتد لتشمل كل الجهات الفاعلة سواء الرسمية أو الأهلية، بالإضافة إلى ضرورة الاستفادة من مشاهير منصات التواصل لإيصال رسائل توعوية لمتابعيهم".

وبحسب الصحافي عبد العزيز محمديين، فإن "المسؤولية الأكبر تقع على عاتق أرباب الأسر، إذ يفترض أن يكون لديهم وعي ودراية بأن الاستخدام الخاطئ للمدافئ ينتج عنه حوادث قاتلة، وبالتالي يجب أن لا يستهينوا باستخدامها وأن يعلموا أبناءهم في الوقت ذاته على طرق الاستخدام الآمن".

وأضاف محمديين لـ"النهار" أن "الجهات المعنية تحذر بشكل دائم وتحديداً من ترك المدافئ مشتعلة عند النوم، إلا أن غالبية حوادث الموت تأتي لهذا السبب، وهو ما يستدعي إعادة النظر بجهود التوعوية والبحث عن آليات أكثر جدوى وفاعلية".

وقال إنه "من الضروري أيضاً تشديد الرقابة على بيع المدافئ من حيث مدى مطابقتها المواصفات والمقاييس، لا سيما أن بيان الأمن العام يشير إلى مدفأة من نوع معين كانت الأسرتان الضحايا تستخدمانها".

 

 

 

 

المواصفات والمقاييس

وفي تصريحات سابقة لـ"النهار"، قالت مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس المهندسة عبير الزهير، إنه وبالنسبة للمدافئ المستوردة، يتم الكشف على الإرساليات داخل الحرم الجمركي، ويتم تدقيق بطاقة البيان للمدفأة ومن ثم سحب عينات وتحويلها للفحص حسب المواصفات القياسية الأردنية المعتمدة وتعليمات الأجهزة التي تعمل باحتراق الوقود الغازي، وفي حال أظهرت نتائج الفحص مطابقتها يسمح بتداولها داخل السوق المحلي، أما في حال المخالفة فيتم إعادة تصدير الإرسالية.

وبشأن المنتجات المعروضة في الأسواق المحلية، أضافت الزهير أنه يتم عمل جولات تفتيشية على المحلات وسحب عينات وإرسالها للفحص للتأكد من مطابقتها وفي حال المخالفة يتم مصادرتها، كما تتم زيارة المصانع المحلية وسحب عينات من إنتاجها للتأكد من مطابقة المنتجات.

ووفق الزهير، فإن "المؤسسة تراقب المنتجات التي يتم تنظيم بيان جمركي فيها عند استيرادها، وتجري الرّقابة على المصانع المحليّة، كما تعمل على التفتيش المستمرّ على الأسواق لمنع تداول المنتجات المخالفة، أمّا بخصوص طرق الإدخال غير القانونية فهي من اختصاص دائرة الجمارك- مديريّة مكافحة التّهريب".  

 

نصائح وتوجيهات

ومن أبرز النصائح والتوجيهات التي عادة ما تعلنها مديرية الدفاع المدني، هي إجراء الصيانة الدورية اللازمة للمدافئ بشكل عام، وبالنسبة لمدافئ الغاز، يجب التأكد من عدم وجود "انثناءات أو تشققات" بالخرطوم الواصل بين الاسطوانة والمدفأة، والتأكد كذلك فيما يخص مدافئ الكهرباء من سلامة الأسلاك بحيث تكون غير تالفة أو معراة.

وفيما يخص مدافئ الكاز، ضرورة عدم القيام بتزويدها بالوقود وهي مشتعلة، إضافة إلى عدم وضع الأواني المملوءة بالماء عليها أو استخدامها للطهي أو تسخين الماء، لأن ذلك قد يؤدي إلى سقوطها وتعريض المحيطين بها لخطر الإصابة بالحروق، كما يجب مراعاة أن تكون المدافئ بعيدة عن الأثاث لمسافة مناسبة، وعدم تمرير الأسلاك الكهربائية فوقها أو بالقرب منها وعدم اللجوء إلى تجفيف الملابس عليها.

وبالنسبة لمدافئ الحطب أو جفت الزيتون والتي يشيع استخدامها في أوساط الأسر الفقيرة لقلة تكاليفها مقارنة بغيرها، فإن هذا النوع من المدافئ قد يؤدي إلى احتمالية وقوع حوادث الاختناق بشكل كبير، نتيجة لطبيعة الوقود المستخدم كالحطب ومادة الجفت، حيث ينتج عن ذلك كميات كبيرة من الدخان وغازات أول وثاني أكسيد الكربون، ما يحتاج إلى تهوية المنزل بشكل جيد بين الحين والآخر، وإطفائها قبل النوم لضمان عدم التسبب بالاختناق.

ومن الضروري أيضاً مراقبة الأطفال وعدم السماح لهم باللعب قرب المدافئ بمختلف أنواعها، محذرا في الوقت ذاته من تركها مشتعلة أثناء النوم، ذلك أن أي مادة كيماوية تحتاج في عملية احتراقها إلى الأوكسجين، وفي حال عدم وجود التهوية المناسبة في المنزل، يؤدي ذلك إلى نقص كمية الأوكسجين فيه، وتبدأ هذه المواد المشتعلة بإنتاج غاز أول أكسيد الكربون الذي له القدرة على الاتحاد مع (هيموجلوبين) الدم، ما يؤدي إلى تشبع الجسم بهذا الغاز، والذي يتسبب بضعف عام في عمل وظائف الجسم دون أن يشعر الشخص بذلك، ما يؤدي إلى ضيق في عملية التنفس والتسبب بالوفاة. 

 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد