الغوطة التي شتمها الأسد... تاريخ عريق وحصار قاتل ومجازر كيميائية
فضحت تسريبات بشّار الأسد ولونا الشبل حقيقة موقف الرئيس السوري السابق من الكثير من القضايا، ومواقفه الحقيقية من عسكره ومن مناطق سورية، فعبّر عن اشمئزازه من جنوده حينما قبّلوا يده، وشتم منطقة الغوطة في دمشق.
لمنطقة الغوطة أهمية كبيرة في الثورة السورية، إذ كانت معقلاً للمعارضة منذ العام 2012، وتعرّضت لحصار من قبل قوات الأسد وهجمات جوّية راح ضحيتها مئات المدنيين.
تنقسم الغوطة إلى شطرين، الشطر الشرقي والشطر الغربي، وتعتبر الغوطة الشرقية من أولى المناطق السورية التي التحقت بالثورة منذ انطلاقتها في أبريل/نيسان 2011، وكانت منطقة دوما أبرز المناطق التي شاركت في الحراك الشعبي.
وبعدما تحوّل الصراع في سوريا إلى صراع مسلّح، شهدت مناطق الغوطة الشرقية مواجهات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة.
فرضت قوات الأسد حصاراً محكماً على الغوطة، ما أدّى إلى أزمة إنسانية، وفي 21 أغسطس/آب 2013، ارتكب النظام السوري مجزرة بشعة استخدمت فيها صواريخ تحمل مواد كيميائية، مما أسفر عن مقتل 1600، أغلبهم من الأطفال، إضافة إلى مئات من الجرحى.
وقامت القوات الحكومية حينها بهجوم كيميائي آخر ضد سكان معضمية الشام بالغوطة الغربية.
وشمل اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه ضمن مفاوضات أستانا برعاية روسيا وتركيا وإيران الغوطة الشرقية، لكن قوات النظام استمرت بقصف المنطقة.
وفي غوطة دمشق الكثير من الآثار القديمة التي تعود إلى عصور متعددة، وفق ما تشير التقارير، منها خمسة عشر ديراً تاريخياً أثرياً ومجموعة من التلال والمواقع الأثرية كتل الصالحية الذي يضم آثاراً من العصر الحجري القديم وتل أسود الذي يقع إلى الشرق ويحوي آثاراً تعود إلى العصر الحجري الوسيط والقديم بجانب تل المرج الذي يقع في منطقة حوش الريحانة وتل أبوسودة بالقرب من المرج وآثار كثيرة في جسرين وعين ترماو وحران العواميد وبلدة حمورة التي تعرف الآن بحمورية.
وفي غوطة دمشق أيضاً مزارات دينية ومقامات وقبور للصحابة مثل مقام السيدة زينب في قرية السيدة زينب في الغوطة جنوب دمشق، وقبر الصحابي مدرك بن زياد الفزاري، ومقام إبراهيم الخليل في منطقة برزة, وقبر عبد الله بن سلام في منطقة سقبا، وكذلك قبر ومقام سعد بن عبادة الأنصاري في المليحة، ومقام أبي مسلم الخولاني، ومقام أبي سليمان الداراني, وجامع المقداد بن الأسود في ببيلا، ومقام الخضر في جرمانا، ومزار عبد الله بن عوف في المعضمية.

نبض