الدويلعة تتجاوز نكبتها بأكبر مغارة ميلادية... رسالة إيمان تتجاوز الألم
في رسالة إيمان وتحدٍّ للألم، افتتح كشاف كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة في دمشق أكبر مغارة لميلاد السيد المسيح، وذلك بعد التفجير الذي طال الكنيسة، وسط أجواء روحية مفعمة بالفرح الميلادي، في تأكيد واضح لأن ما بعد الموت قيامة، وأن الحياة أقوى من كل الدمار.
الأسقف موسى الخوري أكد أن المشاركة في هذا الحدث تأتي لتمثيل بطريرك الروم الأرثوذوكس في افتتاح المغارة، في تقليد سنوي اعتاد عليه أبناء المنطقة، مشيراً إلى أن الشباب الذين عملوا على إنجاز المغارة بذلوا جهوداً كبيرة لإقامتها كأكبر مغارة في سوريا، بدافع محبتهم للحي وأهله، وحرصهم على إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال وترسيخ فرح الميلاد عاماً بعد عام.

وأوضح الخوري أن الأهالي مستمرون بعاداتهم وتقاليدهم رغم كل الظروف، متوجهاً بالتحية إلى رئيس الجمهورية، ولا سيما مع اقتراب عيد التحرير ، متمنياً أن يعمّ الازدهار والأمان أرجاء الوطن، وأن ينعم الأطفال بمستقبل آمن ومستقر ومؤكداً أهمية تكاتف أبناء الوطن، لأن قوة المجتمع بوحدته وتعاونه.
وأكد الأسقف أرسانيوس دحدل أن هذه المناسبة جمعت بين فرحتين كبيرتين، فرحة عيد التحرير وفرحة ميلاد السيد المسيح، في مشهد يجسّد معاني السلام والمحبة والأمل، مؤكداً أن السلام سيحلّ بفضل الأمناء على هذا الوطن، وبفضل كل الأيادي البيضاء التي تزرع الفرح في قلوب الناس. كما نرفع الصلوات إلى رب المجد لإنارة العقول والقلوب، والعمل من أجل السلام وكرامة الوطن، ومن أجل سوريا الحرة الأبية.

وأعرب المشاركون عن فخرهم بهذه الفعالية، مؤكدين أن الأجواء كانت جميلة ومليئة بالمحبة، وأن المشاركة ضمّت أبناء المنطقة كافة من دون أي تمييز ديني، في صورة تعكس وحدة المجتمع وتماسكه، حيث الجميع قلب واحد وأسرة واحدة. كما أثنوا على جمال المغارة وحسن التنظيم، موجّهين الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث وإدخال البهجة إلى قلوب الأهالي.
وأكد نائب قائد كشاف مار إلياس ربيع كنهوش أنهم اعتادوا في كل عام على إقامة أكبر مغارة ميلادية في الشام وعلى مستوى سوريا. وأشار إلى أن مغارة هذا العام جاءت بنكهة خاصة، محمّلة بمزيد من الأمل رغم الأضرار المادية التي لحقت بحجارة الكنيسة بعد تفجيرها مؤكداً أن الكنيسة كقيمة وإيمان لا تُهدم وستبقى قائمة دائماً. وأضاف أن الإصرار هذا العام كان أكبر على أن تكون المغارة الأجمل والأضخم، انطلاقاً من الإيمان بأن القيامة بعد الألم، موجهاً الشكر إلى كل شباب الكنيسة الذين ساهموا في إنجاح هذا العمل.
مغارة طفل السلام تؤكد من جديد أن إرادة الحياة أقوى من كل محاولات الدمار، وأن الفرح عندما يولد من بين الركام يكون أكثر إشراقاً وثباتاً، في رسالة محبة وسلام من الدويلعة إلى كل الوطن، عنوانها الإيمان، والوحدة، والأمل الدائم بغدٍ أفضل لسوريا.
نبض