بسام بربندي المستعيد صفته الديبلوماسية لـ"النهار": "قمة الرياض" فتحت أبواب العالم للشرع

المشرق-العربي 05-12-2025 | 06:02

بسام بربندي المستعيد صفته الديبلوماسية لـ"النهار": "قمة الرياض" فتحت أبواب العالم للشرع

 السفير السوري بسام بربندي الذي انشق عن النظام السابق واستعاد صفته الديبلوماسية أخيراً، يقول لـ"النهار" إن ما حصل في سوريا خلال سنة كان بمثابة حلم.
بسام بربندي المستعيد صفته الديبلوماسية لـ"النهار": "قمة الرياض" فتحت أبواب العالم للشرع
بسام بربندي
Smaller Bigger



حققت سوريا خلال سنة واحدة  تقدماً ملحوظاً في إعادة تأهيل صورتها على الساحة الدولية بعدما ارتبط اسمها على مدى أكثر من نصف قرن  بحكم الرجل الواحد والقمع والإرهاب. واكتسب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد القيادة المركزية الأميركية السابق الجنرال ديفيد بترايوس في قمة كونكورديا في نيويورك دلالات رمزية واضحة إلى التغير في نظرة العالم، وتحديداً واشنطن، إلى المجموعة التي وصلت إلى الحكم في سوريا. كيف أمكن تحقيق ذلك خلال سنة واحدة؟ وما سرّ هذا الزخم الدولي عموماً والأميركي خصوصاً لإعادة سوريا إلى الحضنين الدولي والعربي؟.
 السفير السوري بسام بربندي الذي انشق عن النظام السابق واستعاد صفته الديبلوماسية أخيراً، يقول لـ"النهار" إن ما حصل في سوريا خلال سنة كان بمثابة حلم. أولاً الطريقة التي انهار بها النظام في عشرة أيام واختفى وانهار معه جزء كبير من جيشه ومخابراته و"حزب الله" والميلشيات الإيرانية والقواعد الروسية. وما حصل بعد ذلك هو استمرار لهذا النوع من حلم لم يخطر ببال أحد.
نقطة التحول كانت برأي الديبلوماسي السوري،  قمة الرياض بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والشرع برعاية السعودية التي غيّرت شكل الرعاية الدولية.  
الاهتمام الأميركي الاستثنائي بسوريا، يرده بربندي إلى رغبة أميركية في أن تكون سوريا مستقرة لمصالح أميركية خاصة تنسجم لحسن الحظ تماماً مع المصالح السورية، بما فيها  تحقيق الازدهار وطرد كل ما له علاقة بإيران والتنظيمات الإرهابية، سواء السنية أم الشيعية.  ويوضح أن استقرار سوريا من منظور أميركي هو اقتصادي وهذا شيء إيجابي يناقض المعادلة السابقة القائمة على أن الأمن يؤدي إلى الاستقرار.  
 مع وصول "جبهة النصرة" إلى دمشق،  تمسكت واشنطن بستة شروط لرفع العقوبات المفروضة بموجب قانون "قيصر"
 ولكن بعد "قمة الرياض"، يقول بربندي: "حصل تحول مذهل. تم الاتفاق على تقوية الشرع  لتحقيق تلك الشروط لا العكس، وساد اقتناع بأن لا استقرار من دون تمكين الشرع".
مذذاك، فتحت الأبواب للشرع، من نيويورك إلى واشنطن والخليج. ومع ذلك، بقي الاحتضان الأميركي هو اللغز الأكبر .

ويقول:"وفي النهاية نحن نتحدث عن استقرار في الشرق الأوسط بالطريقة التي تراها ترامب. وسوريا هي المركز الذي يمكن أن يحقق جزءاً من خطط ترامب. هي أكبر من الأردن ولبنان ومؤثرة في العراق وفلسطين، واستقرارها يؤدي إلى استقرار كل هذه المنطقة. والتقت هذه الرغبة الأميركية مع شخص قال منذ اليوم الأول إنه لا يريد محاربة إسرائيل ويريد السلام وبناء بلده. حتى الآن  التقت كل هذه المصالح مع دعم تركي ومصري وسعودي".

ومع ذلك،  يؤكد أن الادارة الأميركية تعطي سوريا فرصة، لا "غرين كارد". ويصر على  أن أدوات الضغط أصبحت أكثر خطورة، "فإذا غيّر الأميركي رأيه قد  تتوقف أموال إعادة إعمار سوريا. ولكن ما تراه الإدارة الأميركية اليوم هو جدية سورية في استمرار الاتفاق الأمني مع إسرائيل و ضبط الحدود مع  لبنان وضبط التنظيمات ضمن الأراضي السورية.  صحيح أن الأمور ليست مثالية، أي الجيش ضعيف والدولة ضعيفة ولكنها تبذل جهدها وتحقق نتائج مرضية ضمن ما هو موجود".
تخترق صورة هذا التحول الكبير في سوريا أحداث واضطرابات في الداخل يردها الديبلوماسي السوري إلى أن جماعة "النصرة" التي وصلت إلى الحكم ليست جماعة سياسية وإنما مجموعة عسكرية مؤلفة من كوادر جهاديين سلفيين وجدوا أنفسهم فجأة يحكمون بلداً متعدد الأعراق والأديان مع كل تعقيدات الحرب والثورة والأمراض المتحكمة.    ما جرى في الساحل ضد العلويين كان خطأ تم دفعهم إليه، أي أن النظام السابق لم يقصر ولكن رد الفعل لا يتماشى مع منطق الدولة  وكان أقرب إلى منطق الفصائل. والأمر نفسه ينطبق على ما حصل في بعض المناطق المسيحية حتى مع مشايخ من السنة تم طردهم من الجوامع. يجب الإقرار بأن ثمة نظاماً جديداً يتكون  خطوة خطوة.    
في المحصلة، كان الشرع ذكياً جداً في التعاطي مع السياسة الخارجية وحاول فعلاً أن يعيد سوريا كدولة لا تشكل خطراً عقائدياً أو إرهابياً أو عسكرياً للبنان ولا للإسرائيل ولا لتركيا أو الأردن، أو السعودية، أو مصر أو الخليج. كانت هناك بعض العثرات، ولكن أعتقد أنه نجح في شكل كبير بالامكانات الموجودة،  بالطبع مع الدعم التركي والقطري والسعودي. ولكن النتيجة الحقيقية لأي نجاح خارجي تقاس بانعكاسه على الداخل. المعارضة السورية قابلت مسؤولين كباراً حول العالم ولكن ألركانها عندما ظنوا أن الإنجاز شخصي فشلوا ولم يستطيعوا تحويل هذا الإنجاز السياسي الخارجي إلى إنجاز داخلي.

 

 

 بسام بربندي العائد إلى سوريا الأحد المقبل بعد غياب سنوات، ما هي خططه لسوريا وماذا يتوقع من سوريا الجديدة؟ 
يقول: "أتمنى أن يكون لي مكان أستطيع من خلاله أن أردم  هذه الفجوة بين النجاحات السياسية وكيفية الاستفادة منها في الداخل". 

 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/3/2025 12:22:00 PM
لا بد من تفكيك شبكات التمكين الإسلامية داخل الجيش السوداني، وعزل قادته الموالين للإخوان... فهذا شرط أساسي لأي دعم دولي لعملية السلام.
المشرق-العربي 12/3/2025 12:18:00 PM
ياكواف كاتس، وهو أحد مؤسسي منتدى السياسة MEAD، والباحث البارز في JPPI، ورئيس تحرير السابق لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، يجيب عن هذه الأسئلة في مقال له، ويشير إلى الفوارق بين الماضي والحاضر.
المشرق-العربي 12/3/2025 2:17:00 AM
يطالب القرار إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان
سياسة 12/4/2025 10:43:00 AM
أمرت الحكومة العراقية بتجميد جميع أموالهم وأصولهم...