محادثات الأردن حول السويداء... لماذا لم تعقد بعد؟
انتشرت خلال الأيام الأخيرة معلومات عن توجّه وفد درزي من السويداء إلى الأردن لإجراء مباحثات أمس الأحد، لكن وكالة الأنباء الأردنية "بترا" نقلت عن مصدر رسمي قوله إنه لا زيارة لوفد من محافظة السويداء إلى المملكة.
وأضاف المصدر: "الأردن مستمر في جهوده بالتنسيق مع الحكومة السورية والولايات المتحدة الأميركية لحل الأزمة وتثبيت الاستقرار في الجنوب السوري وفق خارطة الطريق التي أعلنتها الدول الثلاث، والتي تضمنت زيارة من أهالي السويداء إلى الأردن والتي لم يحدد موعدها بعد".
مصادر في السويداء تحدّثت لـ"النهار" وأكّدت عدم توجّه أي وفد درزي إلى الأردن، وأشارت إلى أن التواصل الأميركي والأدرني مستمر مع فاعليات في السويداء، لكن لم يتم تشكيل وفد ولم يتم تحديد موعد لزيارة الأردن والتباحث بخارطة الطريق. المصادر تربط المشكلة بهوية الوفد، وبتقديرها، فإن لا جهة قادرة على إجراء مباحثات سوى طرف شيخ العقل حكمت الهجري، كونه ممسك بزمام القرار السياسي والأمني في السويداء.
وفق المصادر، من المستبعد أن يستثني الأميركيون والأردنيون الهجري من المباحثات وإجرائها دون حضوره، لأن عندها لن تكون المفاوضات ذي نتيجة فعلية واقعية على الأرض، بسبب سيطرة الهجري وجماعاته المسلّحة على السويداء.

ورغم وجود نقمة واسعة في صفوف دروز السويداء جرّاء مواقف الهجري وممارسات مسلحيه، إلّا أن هذا الاعتراض لم يتحوّل بعد إلى حركة سياسية موحّدة وقادرة على فرض قرارها في المحافظة الدرزية، ولا زالت على مستوى الأفراد. ووفق أجواء من السويداء، فإن الجماعات المسلّحة التي تنضوي تحت إطار الحرس الوطني التابع للهجري يفرض بقوّة السلاح قرار الهجري ويرفض ويمنع وجود معارضة، وبالتالي لا قدرة لمعارضي الهجري على إجراء مفاوضات والتوصّل لقرارات عملانية.
مشاركة الهجري من عدمها في محادثات في الأردن جدلية. المشاركة ستعني الموافقة الضمنية على خارطة الطريق التي تنص على دمج السويداء بسوريا فيما الهجري يرفض هذا المبدأ ويطالب بالانفصال. رفض المشاركة سينعي اتخاذ موقف ضد الأردن ومن خلفه الدول العربية والخليجية الداعمة لمبادرة خارطة الطريق وإفشال المشروع، وبالتالي تحدي هذه الدول.
نبض