"كريات غات" المقر الذي يخشاه الجيش الإسرائيلي... ماذا نعرف عنه؟
تكشف التطورات المتسارعة حول مقر "كريات غات" في جنوب إسرائيل عن مخاوف متصاعدة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من تحول المركز إلى أداة نفوذ أميركي مباشر بإدارة فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بما قد يؤدي إلى تهميش دور القيادة العسكرية الإسرائيلية في إدارة الملف الفلسطيني، خصوصاً في غزة.
ويعد المقر، الذي افتتح في 21 تشرين الأول/اكتوبر 2025، البديل العملي لقيادة الجيش الإسرائيلي في الجنوب من حيث متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو جزء من الخطة الشاملة التي اقترحها ترامب لإنهاء الحرب في القطاع.
مركز المراقبة الأميركي
يقع المقر في مدينة كريات غات، ويديره القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) بمشاركة جنود من دول عدة. ووفقاً للبيانات الأميركية، فإن الهدف هو مراقبة تنفيذ اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار وضمان الانتقال نحو "الحكم المدني" في غزة.

لكنّ أوساطاً إسرائيلية أعربت عن خشيتها من أن يتحول المركز إلى غرفة عمليات عسكرية بديلة، تخضع لإدارة أميركية مباشرة، وتضع القرار الأمني الإسرائيلي تحت وصاية واشنطن.
من شرم الشيخ إلى كريات غات
جاء إنشاء المقر بعد إعلان اتفاق شرم الشيخ في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025، الذي رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، كمرحلة أولى من خطة ترامب لوقف الحرب. وبعد أسبوع من توقيعه، أعلنت القيادة المركزية الأميركية عن تأسيس مركز التنسيق المدني العسكري لدعم الاستقرار في غزة.
وشارك في افتتاح المركز نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس والمبعوثان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى جانب قائد القيادة الوسطى الأميركية الأدميرال براد كوبر، الذي أكد أن المركز "ضروري لتمكين الانتقال إلى الحكم المدني في غزة".
وفي 24 تشرين الأول/أكتوبر زاره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، مشدداً على "ضرورة منع أي بؤر توتر قد تعرقل العملية الأوسع"، في إشارة إلى المراحل اللاحقة من اتفاق غزة.
دلالة "كريات غات"
اختيار كريات غات كمقر رئيسي للمركز يحمل رمزية سياسية وتاريخية لافتة، فاسم المدينة العبري يعني "كرمة جتّ" أي أرض العصير أو النبيذ، وهي منطقة كانت تقوم على أنقاض قرية فلسطينية مهجّرة عام 1948 تدعى الفالوجة، التي شهدت إحدى أبرز المعارك بين الجيشين المصري والإسرائيلي.
ومن هنا، يرى مراقبون أن تمركز المقر الأميركي في أرضٍ ذات حمولة رمزية مرتبطة بالنكبة، يعكس محاولة لإعادة رسم التوازنات الأمنية والسياسية في المنطقة من جديد، على نحو يعيد النفوذ الأميركي العسكري إلى قلب القرار الإسرائيلي.
نبض