إسرائيل تُهاجم "حزب الله" وتضغط على "اليونيفيل"... فهل تُمهّد للتصعيد عسكريّاً؟

المشرق-العربي 02-11-2025 | 19:34

إسرائيل تُهاجم "حزب الله" وتضغط على "اليونيفيل"... فهل تُمهّد للتصعيد عسكريّاً؟

أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"
إسرائيل تُهاجم "حزب الله" وتضغط على "اليونيفيل"... فهل تُمهّد للتصعيد عسكريّاً؟
امرأة تنظر إلى حطام سيارة، في اليوم التالي لغارة جوية إسرائيلية قتلت ركابها، في قرية كفررمان. (أ ف ب)
Smaller Bigger

بدأت إسرائيل تركّز سياسياً وعسكرياً على الجبهة اللبنانية، وتكثّف في الوقت نفسه حملاتها الإعلامية التحريضية. فقد تحدّثت التقارير الأخيرة عن محاولات "حزب الله" إعادة تأهيل نفسه، وعن استعدادات إسرائيلية لتوسيع نطاق الهجمات وصولاً إلى العاصمة بيروت، فيما طاولت الانتقادات أيضاً قوّة "اليونيفيل".


وأفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"، مؤكدة أن التهديد الإيراني "لا يزال قائماً ولن يختفي".


وفي حين يواصل سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غارات شبه يومية على الأراضي اللبنانية، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنّ "حزب الله" يعمل على إعادة بناء قوّته وتكديس الصواريخ والقذائف ومعدات القتال، "يُهرَّب جزءاً منها عبر سوريا رغم محاولات القوات الأمنية السورية والإسرائيلية إحباط عمليات التهريب". وفي هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال المسؤول اللوجستي في "قوّة الرضوان"، الذي وُصف بأنه "عنصر محوري في عملية إعادة بناء الحزب".


ونقلت "القناة 12" عن مصدر أمني إنه "بعد عام على وقف النار، بدأ حزب الله يتعافى، وتدرك إسرائيل أن التنظيم اكتسب قدرات جديدة، لذلك تواصل هجماتها في الجنوب وفي العمق اللبناني، وتستعد لزيادة وتيرة الضربات إذا اقتضى الأمر".
وأضاف المصدر أن "تغييراً طرأ في موقف الإدارة الأميركية التي باتت تريد من الحكومة اللبنانية التحرك للحد من نفوذ حزب الله"، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب "تفقد صبرها" وتضغط على بيروت لتفكيك البنية العسكرية للحزب خلال شهرين، مع نهاية العام، بعدما تبيّن أن الجهود السابقة لنزع سلاحه "لم تكن كافية".
وتابع أن "الدولة اللبنانية لا تدخل بعض المناطق التي ينشط فيها الحزب، وإذا لزم الأمر نعرف كيف نزيد من وتيرة الهجمات". وأوضح أنه "منذ وقف النار، تم اغتيال نحو 340 عنصراً من حزب الله، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته بوتيرة مرتفعة في الجنوب، ولا تقتصر غاراته على تلك المنطقة فحسب، إذ يهاجم كل موقع يكتشف فيه محاولات لإعادة بناء البنية التحتية للأسلحة".

 

"اليونيفيل" تحت النار
من ناحية أخرى، أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن القيادة الشمالية الإسرائيلية "تحذّر من سلوك قوّة ’اليونيفيل‘ التي تقوم بأعمال مريبة وغير اعتيادية". جاء ذلك بعدما أسقطت القوة الدولية طائرة إسرائيلية مسيّرة في جنوب لبنان، زاعمة أن الجيش الإسرائيلي هاجمها، ما دفع تل أبيب إلى الادّعاء أن العملية أجريت "من دون سبب مبرّر".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحادثة غير اعتيادية وتثير تساؤلات جدية بشأن سلوك القوة الأممية"، موضحةً أن إسقاط الطائرة تمّ في منطقة كفركلا قرب المطلة، وأن العملية نُفّذت بواسطة وحدة فرنسية تصرّفت من دون تفويض "في محاولة لإثبات أهميتها". ولفتت مصادر عسكرية إلى أن إطلاق النار كان يمكن أن يمتد بسهولة إلى مستوطنة المطلة ويعرّض المدنيين للخطر.
وأضافت أن هذا السلوك يأتي "ضمن توجّه أوسع"، إذ يشهد بعض كتائب "اليونيفيل" نشاطاً مفرطاً منذ تجديد ولايتها، وتسعى إلى اكتساب خبرة ميدانية عبر الاقتراب من السياج الحدودي والتدخل في النشاطات العملياتية.
وخلال محادثات مغلقة، عبّر ضباط الجيش الإسرائيلي الكبار عن "إحباطهم المتزايد" مما وصفوه بالانفلات والتنمّر من بعض عناصر قوات الأمم المتحدة، معتبرين أن "اليونيفيل باتت تتجاوز صلاحياتها وتعمل أحياناً ضد الجيش الإسرائيلي".
وفي حديثٍ مع الصحيفة العبرية، انتقد مسؤول عسكري كبير في القيادة الشمالية سلوك القوة الدولية، قائلاً: "نواجههم حين يوثّقون تحركات الجيش الإسرائيلي بدلاً من مراقبة الحدود، ووجّهنا احتجاجات واضحة حيال أفعالهم غير المبرّرة. إنهم ليسوا قوة مساعدة بل قوة أجنبية تقوم بأعمال مريبة وتتجاوز مهماتها".
وترى إسرائيل أن "اليونيفيل" تنفذ هذه الأنشطة لإثبات أهميتها أمام مجلس الأمن، وبالتالي لضمان تمديد ولايتها التي يُفترض أن تنتهي نهاية العام المقبل. وقد عبّرت ألمانيا ودول أوروبية أخرى عن دعمها لتمديد المهمة، فيما تعمل القوة في قطاعات لا تدخل ضمن صلاحياتها، كالمساعدة في إعادة إعمار القرى الحدودية وتزويد الجيش اللبناني الوقود والمواد الغذائية.

دورية لقوات اليونيفيل في مرجعيون جنوبي لبنان. (أ ف ب)
دورية لقوات اليونيفيل في مرجعيون جنوبي لبنان. (أ ف ب)

 

المخاوف من الفراغ
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن الجيش الإسرائيلي يشعر بالقلق حيال "اليوم التالي" في حال تقليص دور "اليونيفيل"، إذ يُخشى أن يؤدي انسحابها إلى فراغ أمني خطير يتسلل إليه مقاتلو "حزب الله". فالجيش اللبناني يعتمد إلى حدٍّ كبير على وجود القوة الدولية، وقد يواجه صعوبة في السيطرة على المناطق الجنوبية من دونها.
وأضافت أن مقارنة "اليونيفيل" بآلية المراقبة الأميركية الجديدة، التي تضم عدداً محدوداً من المفتشين، تُظهر ضعف فاعلية القوة الدولية وسعيها إلى تضخيم دورها الميداني. كما أثار قرار تمديد ولايتها للمرة الأخيرة قلق الدول الأوروبية المشاركة فيها، وعلى رأسها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا، التي بدأت بالفعل تبحث عن بدائل تضمن استمرار وجودها العسكري في لبنان بعد انتهاء المهمة، سواء عبر اتفاقات مباشرة مع الحكومة اللبنانية أو من خلال إنشاء قوة أوروبية جديدة على غرار "اليونيفيل".
فجنوب لبنان، بحسب الصحيفة، يشكّل موطئ قدم استراتيجياً في شرق البحر الأبيض المتوسط. فرنسا ترى فيه امتداداً لنفوذها التاريخي، فيما تسعى إيطاليا الى تعزيز دورها حلقة وصل مع الجيش اللبناني، وتحتفظ ألمانيا بدورٍ رائد في المجال البحري. كما أن استمرار الوجود الروسي في سوريا يعزّز رغبة الأوروبيين في البقاء على مقربة من الساحة اللبنانية.
في المحصلة، على رغم الضربات الموجعة التي تلقّاها "حزب الله" خلال الحرب مع إسرائيل واغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، إلا أنّه لا يزال يحتفظ بقدرات نار كبيرة وفق التقديرات الإسرائيلية. وبينما تستعد تل أبيب لاحتمال تصعيد جديد على الجبهة اللبنانية، يبقى مستقبل الجنوب مرهوناً بمصير "اليونيفيل" وبالقدرة على تجنّب الانزلاق نحو مواجهة أوسع.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 11/1/2025 8:19:00 AM
من هي الدول المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؟ 
سياسة 11/1/2025 3:32:00 PM
برّاك: "آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان ما زالت تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل"...
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
اقتصاد وأعمال 10/31/2025 9:15:00 AM
جدول جديد لأسعار المحروقات