بعد اشتباكات إدلب قائد "فرقة الغرباء" يعود للواجهة... من هو عمر أومسين؟

تجدّدت صباح الأربعاء الاشتباكات العنيفة في بلدة حارم غربي إدلب، بين قوات الأمن التابعة لإدارة الأمن العام وكتيبة "الغرباء" الجهادية بقيادة الفرنسي من أصول سنغالية عمر أومسين، عقب اقتحام مخيم "الفرنسيين" الذي يعدّ المعقل الرئيس للكتيبة. وسُجّل تحليق طائرات استطلاع من طراز "شاهين" فوق المنطقة لمراقبة التحركات مع ارتفاع حدّة التوتر.
جاءت العملية الأمنية — بحسب مصادر خاصة — على خلفية اتهامات لأومسين (45 عاماً) بخطف طفلة فرنسية من المخيم، في ظل تهديدات أمنية متصاعدة. واتهم أومسين والدة الطفلة بأنها "شيعية كافرة"، قبل أن يكشف تسجيل صوتي مسرّب عن مفاوضات مالية معها، وهو ما اعتُبر دليلاً على ابتزاز، فيما أصدر أومسين بياناً هاجم فيه الدولة السورية واتهمها بـ"العمالة"، ملوّحاً بالتصعيد العسكري.
مصدر خاص أكد أيضاً أن تسجيلاً منفصلاً وثّق إصدار أومسين حكماً بجلد امرأة 40 جلدة أمام زوجها، بذريعة مساعدتها أطفالاً على الخروج من المخيم، بما يعزّز اتهامات بفرضه نموذج "دولة داخل الدولة".
من هو عمر أومسين؟
انتقل أومسين من مدينة نيس الفرنسية إلى سوريا عام 2013، والتحق بالجماعات الجهادية قبل أن يقود كتيبة "الغرباء" التي تضم مقاتلين فرنسيين. تُصنّفه الولايات المتحدة ودول أخرى كـ"إرهابي عالمي"، وتتهمه فرنسا بتجنيد 80% من الجهاديين الناطقين بالفرنسية الذين غادروا إلى سوريا والعراق.
قاتل ضمن "هيئة تحرير الشام" ثم أعلن استقلال كتيبته، وشارك في معارك ضد قوات النظام شمال اللاذقية، قبل تداول أنباء عن التحاقه بتنظيم "حرّاس الدين" الذي فككته "الهيئة" لاحقاً. وفي أيلول 2020 اعتُقل لأكثر من 17 شهراً في سجون الهيئة قبل إطلاق سراحه، وفق التلفزيون السوري.
يدير أومسين حالياً "مخيم الفرنسيين" الذي يضم نحو 100 شخص، بقبضة حديدية، مع فرض تعليم ديني صارم، خصوصاً للفتيات.
خطر تصعيد مفتوح
وكتيبة "الغرباء" أصدرت بياناً قالت فيه: "منذ 2013 نقاتل في سبيل الله، والآن قوات الأمن تهاجمنا… سندافع عن أنفسنا".
في المقابل، نفت إدارة الأمن الداخلي وجود "حملة عامة ضد المهاجرين"، مؤكدة أن أكثر من 150 عائلة فرنسية تعيش في إدلب "بأمان ومن دون مضايقات". فيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن جبريل، نجل أومسين، أن الاشتباكات مرتبطة بـ"رغبة فرنسا في تسلّم شخصين من المجموعة"، مؤكداً استمرار القتال منذ منتصف الليل.
وظهر جبريل في مقطع مصوّر — يقول إنه لاعب في نادي أميّة لكرة القدم بإدلب — متحدثاً عن تطويق المخيم من قبل الأمن الداخلي، وسط تصاعد التهديدات المتبادلة وخشية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع.