بعد عامين على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والقصف العنيف الذي دمّر القطاع بشكل شبه كامل، خرجت تقديرات إسرائيلية تتحدّث عن قدرات حركة "حماس".

كشفت القناة 12 الإسرائيلية اليوم الأربعاء عن "تقديرات بأن حماس لا تزال تحتفظ بمئات الصواريخ المتوسطة المدى ونصف أنفاقها لا تزال فعّالة حتى الآن".

وذكرت القناة أنّه "وفق التقديرات، إن عدد عناصر حماس يبلغ نحو 20 ألفاً".

"انسحاب نتنياهو"
في السياق، ومع دخول اتّفاق وقف إطلاق النار برعاية أميركية، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين وجود "قلق داخل الإدارة الأميركية من احتمال انسحاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الصفقة".

وأضافت أن "استراتيجية واشنطن تتمثّل بمحاولة منع نتنياهو من استئناف هجوم شامل على حماس".

عملية التبادل...
مع كل هذه التوتّرات، أعلنت وزارة الصحّة في غزة الأربعاء تسلّمها جثامين 30 فلسطينياً من إسرائيل عبر الصليب الأحمر.

تسليم جثامين. (أ ف ب)

وأفادت الوزارة في بيان عن "تسلّم 30 جثماناً لشهداء أفرج عنهم اليوم الاحتلال الإسرائيلي وبواسطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 195 جثماناً".

وأعلن مكتب نتنياهو ليل الثلاثاء تسلّم جثتي رهينتين من الصليب الأحمر، بعدما كان الجيش الإسرائيلي أشار مساء إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلّمتهما.

وكانت "حماس" قد سلّمت الاثنين رفات رهينة إلى الصليب الأحمر الدولي. وبذلك يرتفع إلى 15 إجمالي عدد الجثامين التي تسلّمتها إسرائيل بموجب الاتفاق.

وكان ينبغي على "حماس" بحلول 13 تشرين الأول/أكتوبر إعادة جثامين 28 رهينة، لكنّها تؤكّد أنّها في حاجة إلى معدّات لرفع الأنقاض وللوصول إليهم.

وكان كبير مفاوضي "حماس" خليل الحيّة قد أكد لقناة "القاهرة الإخبارية" تصميم الحركة "على المضيّ في الاتفاق إلى نهايته". وقال في مقابلة بثت فجر الثلاثاء "في ما خصّ ملفّ الجثامين، نحن جادّون لاستخراج وتسليم كلّ الجثامين كما ورد في الاتّفاق".

وأضاف "نحن نجد صعوبة بالغة (في استخراج الجثامين) لأنّه مع تغيّر طبيعة الأرض" بسبب الدمار الكبير في القطاع فإنّ استخراجها "يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى معدّات كبيرة، ولكن بالتصميم والإرادة سنصل إن شاء الله إلى إنهاء هذا الملف كاملاً".

والتقى نتنياهو الثلاثاء رئيس جهاز المخابرات المصري حسن رشاد الذي وصل إلى القدس غداة لقاء مسؤولين مصريين وفداً من "حماس".

وأعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنّه خلال الاجتماع مع رشاد "نوقِشَت سبل تعزيز الهدنة السارية في القطاع، والعلاقات الإسرائيلية-المصرية، وتدعيم السلام بين البلدين، بالإضافة إلى الخوض في قضايا إقليمية أخرى".

وتنصّ خطّة ترامب في مرحلة لاحقة على آلية لحكم غزة بعد انتهاء الحرب تشمل تشكيل لجنة من التكنوقراط لتسيير شؤون القطاع اليومية بإشراف "مجلس سلام" يرأسه ترامب شخصياً، وعلى انتشار قوّة استقرار دولية فيه على ألا يكون لحماس أيّ دور في حكم غزة.

والأحد، اهتزّ اتفاق وقف إطلاق النار بعد أعمال عنف أدّت إلى مقتل 45 فلسطينياً وفقاً للدفاع المدني في غزة، وجنديين إسرائيليين، وفقاً للجيش.

وينص الاتّفاق على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية كارثية حيث أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق من السنة انتشار المجاعة في مناطق منه. وينصّ على تجريد حركة "حماس" من السلاح، واستبعادها من أيّ دور في حكم غزة في المرحلة اللاحقة.