أحالت جهات التحقيق المصرية ممرضة إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بعد تورّطها في إشعال حريق متعمّد داخل قسم العناية المركّزة في مستشفى حلوان العام بالقاهرة، في واقعة وُصفت بأنّها من أغرب القضايا التي شهدها القطاع الصحي في البلاد.

وبحسب التحقيقات، كانت غرفة عمليات الحماية المدنية قد تلقّت بلاغاً عاجلاً من إدارة المستشفى يُفيد باندلاع حريق محدود داخل قسم الرعاية المركّزة. وسرعان ما انتقلت قوات الإطفاء والإنقاذ إلى المكان، مدعومة بعدد من سيارات الإطفاء، حيث فُرض طوق أمني واسع حول المستشفى وتم تأمين نقل المرضى إلى مناطق آمنة داخل المبنى.

وأوضحت المعاينة الأولية أنّ الحريق بدأ في غرفة مخصّصة للأجهزة الطبية، وامتدّ جزئياً إلى بعض المحاليل والأسلاك المتصلة بالأجهزة الحساسة، قبل أن يتمكّن عناصر الدفاع المدني من السيطرة عليه دون امتداده إلى أجنحة المستشفى الأخرى.

صورة تعبيرية

ووفق إدارة المستشفى، تم إخلاء 16 مريضاً من غرف العناية المركّزة بالتعاون بين الطواقم الطبية وقوات الأمن، ونُقل بعضهم إلى مستشفيات أخرى حرصاً على سلامتهم واستمرار علاجهم.

لكن المفاجأة جاءت من تحريات المباحث والأدلة الجنائية، التي كشفت أنّ الحريق لم يكن عرضياً، بل مفتعلاً عمداً من قبل إحدى الممرضات العاملات بالمستشفى، وتُدعى "شروق ع. أ." (23 عاماً).

وأظهرت كاميرات المراقبة وشهادات العاملين أنّ المتّهمة كانت في موقع الحريق قبيل اندلاعه بدقائق، حيث استخدمت قفازاً طبياً مبللاً بالكحول وأشعلته بقدّاحة صغيرة، ثم ألقت به داخل الغرف تباعاً دون أن يلحظها أحد.

وأثبت تقرير مصلحة الأدلة الجنائية أنّ النيران اشتعلت بفعل مادة كحولية سريعة الاشتعال، وتسبّبت في تضرّر سبع غرف رعاية مركّزة بالكامل، إضافةً إلى أجهزة طبية حساسة وشبكات تغذية مركزية قُدّرت خسائرها بعشرات الآلاف من الجنيهات.

وخلال استجوابها، أدلت الممرضة باعترافات صادمة، قائلة: "ما كنتش مخططة أحرق المستشفى، بس كنت عايزة أشوف النار وهي مولعة والناس بتخاف... بحب أشوف النار"، وفق ما ورد في محضر التحقيق.

وبعد انتهاء التحقيقات، أمرت نيابة حلوان الكلية بإحالتها إلى المحاكمة الجنائية بتهمة إشعال النار عمداً في مبنى حكومي أثناء وبسبب تأدية وظيفتها، وهي جناية يعاقب عليها القانون المصري بالسجن المشدد وفقاً للمواد 252 و253 من قانون العقوبات.

وأكدت تقارير المعاينة الفنية أنّ الحريق خلّف أضراراً جسيمة شملت أجهزة تنفس صناعي وأسِرّة طبية وشبكات أوكسجين مركزية، في واحدة من أكثر الحوادث صدمةً داخل المؤسسات الصحية المصرية في السنوات الأخيرة.