مع استمرار تسليم الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس" بعد إعلان اتّفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أن الجثة الرابعة التي سلّمتها الحركة ليل الثلاثاء لم تكن لأحد الرهائن.

وجاء في بيان للجيش "بعد استكمال الفحوص في معهد الطب العدلي تبيّن أن الجثّة الرابعة التي سلّمتها حماس إلى إسرائيل أمس لا تتطابق مع أي من المختطفين الإسرائيليين".

وطالب الجيش الحركة الفلسطينية "ببذل كافة الجهود" لإعادة جثث جميع الرهائن الذين لقوا حتفهم.

"كل الرهائن"

في المستجدّات، لفتت متحدّثة باسم الحكومة الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تتوقّع من "حماس" إعادة الرهائن المتبقّين إلى إسرائيل.

وأضافت خلال مؤتمر صحافي "حماس... مطالبة بالوفاء بالتزاماتها مع الوسطاء وإعادة جميع رهائننا في إطار تنفيذ الاتّفاق (الخاص بوقف إطلاق النار في غزة)".

وأردفت قائلة "لن نساوم على هذا، ولن ندخر جهداً حتى يعود رهائننا الذين سقطوا واحداً تلو الآخر".

 

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن "المفاوضات على المرحلة الثانية لن تبدأ ما دام حماس لم تُعد جميع الرهائن القتلى كما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى".

 

 

من جهّتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة استلام رفات 45 فلسطينيا أعادتها إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين. وقالت في بيان إنّها استلمت "45 جثماناً لشهداء تم الإفراج عنهم اليوم (الأربعاء) من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبواسطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 90 جثماناً".

 

طلب أميركي...
بدورها، ذكرت هيئة البث أن "حماس" تواجه صعوبة في تحديد هوية جثث المحتجزين، وقالت: "ترى إسرائيل أن تصرّف حماس لم يكن متعمّداً".

ولفتت إلى أنّه "حتى الآن ليس واضحاً ما إذا كانت ستجري دفعة إضافية اليوم لإطلاق سراح جثامين الأسرى، والأمر قيد نقاش مكثّف بين الوسطاء وحماس".

 

أقارب لأسرى إسرائيليين. (أ ف ب)

 

بالموازاة، قالت القناة 12 عن مصادر عسكرية إسرائيلية "إنّنا نأمل أن تسلمنا حماس المزيد من الجثث اليوم "، مؤكّدة بدورها أن الحركة "لم تتعمّد تسليمنا جثة خاطئة".

من جهّتها، كشفت القناة 14 عن أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم التصعيد عسكرياً في غزة بسبب القضية.

وقالت هيئة البث إن "تركيا سترسل إلى غزة فريقاً مكوّناً من 81 شخصاً مع معدات لتحديد مواقع جثث الأسرى الإسرائيليين".

عودة الجثامين
من جهته، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّه "بعد استكمال عملية تحديد الهوية من قبل المعهد الوطني للطب الشرعي، وبالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية والحاخامية العسكرية، أبلغ ممثلو الجيش الإسرائيلي عائلات المخطوفين أوريئيل باروخ العريف تامير نمرودي وإيتان ليفي بأن أحبّاءهم أُعيدوا إلى إسرائيل وتمّ استكمال التعرّف على هوياتهم".

 

وأضاف، في بيان: "تُعرب حكومة إسرائيل عن مشاركتها العميقة في حزن عائلات باروخ، نمرودي، وليفي، وفي حزن جميع عائلات المخطوفين الذين سقطوا".

وتابع البيان: "تؤكد الحكومة، وجميع أجهزة أسرى الحرب والمفقودين في دولة إسرائيل، عزمها والتزامها بالعمل من دون كلل من أجل إعادة جميع المخطوفين الذين سقطوا لدفن كريم في وطنهم".

وختم: "يُطلب من حماس الوفاء بالتزاماتها تجاه الوسطاء وإعادتهم في إطار تنفيذ الاتفاق. لن نتنازل عن ذلك، ولن نوفّر أي جهد حتى نعيد جميع المخطوفين الذين سقطوا — حتى آخرهم".

المرحلة الثانية
في السياق، أشارت صحيفة "هآرتس" نقلاً عن دبلوماسي أجنبي إلى أن "مفاوضات المرحلة الثانية بدأت ولا تزال أولية وتسير ببطء".

ووقّعت الدول الراعية للاتفاق الولايات المتحدة وتركيا وقطر ومصر وثيقة شاملة بشأن غزة في شرم الشيخ الإثنين.