القيود الإسرائيلية مستمرة... وكالات الإغاثة: لا زيادة كبيرة حتى الآن في مساعدات غزة

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات تابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أنه لم تتحقق بعد أي زيادة كبيرة في المساعدات اللازمة لتخفيف المجاعة والمعاناة في غزة بعد عامين من الحرب.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الإسرائيلية تقييد دخول المساعدات إلى قطاع غزة المدمر وتأجيل فتح معبر رفع الجنوبي مع مصر حتى غد الأربعاء على الأقل.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن إسرائيل اتخذت تلك الخطوة لأن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تباطأت في تسليم رفات الرهائن. من جهتها أكدت حماس أن من الصعب تحديد أماكن الجثث لأن كافة مواقع الدفن وسط الركام المنتشر في غزة ليست معروفة.
ضرورة فتح المعابر
قال ريكاردو بيريس المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): "نحن بحاجة إلى فتح جميع المعابر. كلما طال أمد إغلاق معبر رفح زادت معاناة سكان غزة، وخاصة النازحين في الجنوب".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس أمس الاثنين.
وجرى تبادل آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء مقابل معتقلين فلسطينيين، مما زاد التوقعات بتدفق عاجل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد تحذير منظمة عالمية لمراقبة الجوع من أن مئات الآلاف من الناس يواجهون خطر المجاعة.
وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهو الجهة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على تدفق المساعدات إلى غزة، يوم الجمعة إنه يتوقع دخول حوالي 600 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا خلال وقف إطلاق النار. ولم يرد على طلب لمزيد من التعليقات اليوم الثلاثاء.
وقالت وكالات الأمم المتحدة إن جميع المساعدات حتى الآن دخلت عبر معبر كيسوفيم في المناطق الجنوبية والوسطى منه، بينما ظل الإغلاق ساريا على المعابر المؤدية إلى شمال غزة، حيث يعود عشرات الآلاف من السكان المتضررين.
لا زيادة في المساعدات حتى الآن
قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر كريستيان كاردون للصحافيين في جنيف اليوم: "لم يحدث التحول بعد. ما زلنا نشهد دخول عدد قليل فقط من الشاحنات، وتتهافت حشود كبيرة على هذه الشاحنات بطريقة لا تتوافق مطلقا مع المعايير الإنسانية".
وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نحو 350 شاحنة مساعدات إنسانية فقط دخلت غزة خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إنه أدخل 137 شاحنة منذ مطلع الأسبوع، مشيرا إلى أنه لم يشهد أيضا زيادة في المساعدات حتى الآن. وأضاف البرنامج أنه لم يدخل أي من مساعداته إلى غزة أمس الاثنين بسبب عملية تبادل الرهائن والمعتقلين.
وتسعى وكالات الإغاثة إلى زيادة الإمدادات بسرعة إلى الناس في غزة، حيث يقول برنامج الأغذية العالمي إن ما يصل إلى 400 ألف شخص لم يتلقوا المساعدات منذ عدة أسابيع.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسف تيس إنغرام، إن المنظمة تمكنت من إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالإمدادات المنقذة للحياة، مثل الخيام العائلية والأغطية البلاستيكية المشمعة والملابس الشتوية ومستلزمات النظافة الصحية.
وأضافت: "من المأمول أن يتم توسيع نطاق العمل بشكل جدي في وقت لاحق من هذا الأسبوع".
الوكالات تواجه قيودا مستمرة
لم تتلق نحو 50 منظمة إغاثة دولية، بما في ذلك المجلس النرويجي للاجئين ومنظمتا كير وأوكسفام، تصاريح لدخول الإمدادات حتى الآن حيث تواجه عوائق التسجيل المستمرة.
وقالت بشرى الخالدي، مستشارة السياسات المعنية بغزة في منظمة أوكسفام: "نحن في هذا المأزق... لن يتم تلبية احتياجات السكان الذين عانوا من المجاعة على مدى أشهر من خلال بضع شاحنات".
وكانت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق قد ذكرت في وقت سابق أنه سيُسمح لشاحنات المساعدات التي تديرها الأمم المتحدة "والمنظمات الدولية المعتمدة" والقطاع الخاص والدول المانحة بدخول غزة.
إلا أن جاسون ناب، المسؤول في هيئة الإغاثة الكاثوليكية، قال لرويترز من غزة إن الهيئة حصلت على تصريح بإدخال الإمدادات مع إعطاء الأولوية لمستلزمات الإيواء.