تسلمت إسرائيل مساء اليوم الثلاثاء رفات 4 رهائن، بعد أن كانت تسلمت يوم أمس الاثنين رفات 4 في إطار عملية تبادل شملت أيضا الإفراج عن 20 رهينة أحياء ونحو ألفي أسير فلسطيني.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن الصليب الأحمر أبلغه بتسلّم رفات 4 رهائن إضافيين في مدينة غزة، في حين أكدت هيئة البث العبرية في وقت لاحق أن الجيش تسلم الجثامين.

وجاء في بيان الجيش إنه "وفق المعلومات التي نقلها الصليب الأحمر فقد تسلم أفراده أربعة توابيت تعود إلى مختطفين وهم الآن في طريقهم إلى قوة من جيش الدفاع والشاباك داخل قطاع غزة".

 

وفي هجوم غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، اختطف مسلحو حركة حماس 251 شخصا واقتادوهم إلى قطاع غزة، في حين أُفرج عن معظم الرهائن في إطار هدنتين سابقتين تمّ التوصّل إليهما خلال الحرب.

وقبل بدء عملية التبادل أمس الاثنين، كانت حماس تحتجز 47 رهينة (أحياء ومتوفون) اختطفوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بالإضافة إلى رفات جندي قُتل في 2014 خلال حرب سابقة في غزة.

 

وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا في وقت سابق من اليوم إن معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر سيظل مغلقا حتى غد الأربعاء على الأقل، وسيتم تقليص تدفق المساعدات إلى القطاع الفلسطيني للضغط على الحركة لتسليم جميع رفات الرهائن المحتجزين لديها.

 

كما دعت هيئة عائلات الرهائن الإسرائيليين الحكومة لوقف تنفيذ مراحل الاتفاق الأخرى حتى تسلم حماس بقية الجثامين.

 

كذلك، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أنها لن تسمح إلا بدخول 300 شاحنة مساعدات، تمثل نصف العدد المتفق عليه، إلى قطاع غزة ابتداء من غد الأربعاء، ولن تسمح بدخول أي وقود أو غاز إلى القطاع إلا لاحتياجات محددة تتعلق بالبنية التحتية الإنسانية.

 

أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، فقد هدد بقطع إمدادات المساعدات عن غزة إذا لم تُعد حماس رفات الرهائن من القطاع.

وقال بن غفير في منشور على تطبيق تلغرام: "أدعو رئيس الحكومة إلى توجيه إنذار واضح لحماس: إذا لم تعيدوا على الفور جميع جثث جنودنا الذين سقطوا واستمرّيتم في المماطلة، سنوقف على الفور جميع إمدادات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة".

 

وسبق أن أشارت حماس إلى أن استعادة رفات بعض الرهائن قد يستغرق وقتاً أطول، لعدم معرفة جميع مواقع الدفن.

 

من جهته، حضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم حركة حماس على تسليم الجثث المتبقية للرهائن المتوفين، قائلا إن هذه الخطوة ضرورية للانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من الولايات المتحدة.

وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال: "أزيل عبء كبير، لكن المهمة لم تُنجز"، مشيرا إلى أنه لم يتم الوفاء بوعد قُطع بإعادة كل الجثث، وذلك غداة زيارة أجراها إلى إسرائيل ومصر احتفاء بالاتفاق.

 

 

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي التعرف على رفات 4 رهائن كانت سلّمتها حركة حماس أمس الاثنين وهم ثلاثة إسرائيليين وطالب نيبالي يدعى بيفين جوشي، في حين أعادت إسرائيل إلى غزة رفات 45 فلسطينيا أفرجت عنها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "في ختام عملية تحديد هوية (رفات الجثامين الأربعة) من قبل المعهد الوطني للطب الشرعي، أبلغ ممثلو الجيش عائلات غاي إيلوز وبيفين جوشي ورهينتين أخريين متوفيين والذين لم تُجز عائلاتهم بعد نشر أسمائهم، أن ذويهم أُعيدوا إلى البلاد لدفنهم".

 

وقررت الحكومة الإسرائيلية عدم فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، يوم غد الأربعاء، ردا على عدم تسليم حركة حماس بقية جثامين الرهائن الإسرائيليين، وفق ما ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية.

وأشارت القناة إلى أن القيادة السياسية قررت تقليص المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كبير، مشيرة إلى أن الحكومة تتبنى بقرارها هذا توصيات الأجهزة الأمنية.

وكانت قناة "كان" قد ذكرت أن المنظومة الأمنية اقترحت على الحكومة عدم فتح معبر رفح وعدم إدخال المساعدات بشكل كامل إلى حين إعادة كافة جثث الرهائن الإسرائيليين من القطاع.

وكانت صحيفة معاريف، قد نقلت أمس عن مسؤول أمني إسرائيلي "إن الاتفاق بين حماس وإسرائيل لم يحدد عدد الرهائن القتلى الذين ستسلمهم الحركة أمس الاثنين، حيث سلمت حماس الصليب الأحمر 4 جثث لقتلى إسرائيليين التزاما بالاتفاق".

 

مشهد من قطاع غزة (أ ف ب)

 

مقتل 6 فلسطينيين

إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم، مقتل 6 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرئيلي في القطاع، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار عليهم بعد اقترابهم من مواقعها.


وأكد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل سقوط "5 شهداء جراء إطلاق طائرات مسيرة إسرائيلية النار على مواطنين يتفقدون منازلهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة".

بدوره قال الجيش الاسرائيلي في بيان صحافي: "تم رصد عدد من المشتبه بهم وهم يجتازون الخط الأصفر ويقتربون من قوات جيش الدفاع العاملة في شمال قطاع غزة بما شكل خرقا للاتفاق".

وتابع: "لقد تم تنفيذ عدة محاولات لإبعاد المشتبه بهم الذين رفضوا الدعوات وواصلوا الاقتراب ليتم إطلاق النار عليهم لإزالة التهديد".

 

كما قتل شخص آخر بنيران مسيرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين جنوب شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، بحسب الدفاع المدني.

وفي تعقيبه، قال الجيش الإسرائيلي: "حاول المشتبه بهم التقدم نحو منطقة كان يتواجد فيها مخزن أسلحة تابع لحماس سبق تفكيكه ... أطلقت القوات النار لإزالة التهديد، وفق الاتفاق".

من جانبه، قال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس في بيان إن الحادثة "انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف "ندعو الأطراف المختلفة إلى متابعة سلوك الاحتلال، وعدم السماح له بالتنصل من التزاماته".

تأتي الحادثتان في اليوم الخامس من اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة الذي تم التوصل اليه بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوسطاء.