السلطة الفلسطينية تخطط لدور رئيسي في غزة بعد الحرب

يقول مسؤولون فلسطينيون إن السلطة الفلسطينية تتوقع أن يكون لها دور كبير في غزة في مرحلة ما بعد الحرب، على الرغم من تهميش خطة الرئيس دونالد ترامب لها في الوقت الراهن، وتعوّل على الدعم العربي لضمان مكانتها على الرغم من الاعتراضات الإسرائيلية.
وبدأ التركيز على مستقبل حكم غزة مع وقف إطلاق النار المقرر أن يبدأ اليوم الخميس، وهو الخطوة الأولى في محاولة ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين. ويجب أن تعالج المرحلة التالية من الاتفاق القضايا الشائكة، بما في ذلك مطالب نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"وإنهاء حكمها في القطاع الفلسطيني.
وكانت "حماس" سيطرت على غزة في 2007. وينص اقتراح ترامب على أن تتولى إدارة غزة بعد الحرب لجنة من الفلسطينيين التكنوقراط بإشراف دولي، ويُلزم السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات قبل أن تتولى زمام الأمور.
ومع ترحيب السلطة الفلسطينية بجهود ترامب، فإن مسؤوليها أعربوا سراً عن خيبة أملهم. وكانت خطة بديلة وضعتها السعودية وفرنسا أكدت دور السلطة الفلسطينية القيادي في غزة.
وأعلن عباس بالفعل التزامه بالتصدي للفساد وإجراء الانتخابات وغيرها من الإصلاحات التي تطلبها الدول الغربية، مما ساعد على إقناع بعضها بالاعتراف بفلسطين في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال ثلاثة مسؤولين فلسطينيين كبار إنهم ما زالوا يتوقعون انخراط السلطة الفلسطينية بعمق في غزة. وأشاروا إلى الدور الذي تؤديه في القطاع منذ سيطرة "حماس" عليه، إذ تدفع الرواتب لعشرات الألوف من الموظفين الحكوميين وتشرف على الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم وإمدادات الكهرباء.
وقال رئيس الوزراء محمد مصطفى لرويترز: "نحن بالفعل موجودون هناك". وكان عباس عيّن مصطفى (71 عاماً) العام الماضي في إطار إعادة هيكلة للسلطة بعد أن أوضح الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن أنه يريد أن يرى سلطة فلسطينية، بعد إصلاحها، تتولى المسؤولية في غزة بعد الحرب.
وقال مصطفى: "وجود ترتيبات دولية موقتة للمساعدة ومراقبة الأمور شيء، والحكم وإنجاز الأمور شيء آخر".
واستشهد المسؤولون الثلاثة بالمكانة الدولية للسلطة الفلسطينية بصفتها الهيئة الممثلة للفلسطينيين، وبدعم الدول العربية التي تريد إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في محاولة للحفاظ على آمال إقامة دولة فلسطينية.
وقال مصطفى إن كثيراً من الدول، بما في ذلك الدول العربية، تعتقد أن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون "مسؤولة" عن غزة لأسباب أبرزها "أنهم يعلمون أنها الطريقة العملية الوحيدة لإنجاز الأمور".