هل يمهد الاتفاق بين "حماس" وإسرائيل الطريق فعلاً إلى سلام دائم؟

المشرق-العربي 10-10-2025 | 06:23

هل يمهد الاتفاق بين "حماس" وإسرائيل الطريق فعلاً إلى سلام دائم؟

لا يزال الغموض يكتنف بعض الجوانب الأكثر تعقيداً في اقتراح ترامب
هل يمهد الاتفاق بين "حماس" وإسرائيل الطريق فعلاً إلى سلام دائم؟
فلسطينيون في غزة بعد اعلان الاتفاق (ا ف ب)
Smaller Bigger

"هي الخطوات الأولى نحو سلام قوي ودائم وأبدي"... هذا ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب حين أعلن أن إسرائيل وحركة "حماس" وافقتا على المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة. صحيح أن ذلك يُعد انفراجة كبيرة في محادثات وقف النار، ولكن الكثيرين يحتفلون بها بتفاؤل حذر.

 

لا يزال الغموض يكتنف بعض الجوانب الأكثر تعقيداً في اقتراح ترامب، لكن يبدو أن الطرفين أصبحا أقرب مما كانا عليه منذ أشهر عدة إلى إنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ودمرت معظم غزة، وأشعلت نزاعات مسلحة أخرى في أنحاء الشرق الأوسط، بحسب وكالة "أ ب".

 

شددت "وول ستريت جورنال" على أن إعلان ترامب مثل اختراقاً في المفاوضات، كما رأت "نيويورك تايمز" أن ترامب على وشك تحقيق أكبر إنجاز ديبلوماسي في ولايته الثانية إذا تمكن ترامب من الحفاظ على هذا الاتفاق.

 

وكان وصول مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر يوم الأربعاء إلى شرم الشيخ لحضور محادثات السلام التي حضرها أيضاً رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إشارة إلى أن المفاوضين يهدفون إلى التعمق في أصعب القضايا في الخطة الأميركية لإنهاء الحرب.

 

قال ترامب إن الاتفاق "يعني أنّه سيتمّ إطلاق سراح جميع الرهائن قريباً جداً وستسحب إسرائيل قواتها إلى الخط المتّفق عليه"، لكن هناك العديد من التفاصيل الشائكة التي لم يتم تناولها، والتي قد تتطلب المزيد من جولات المفاوضات، فيما ستشهد الأيام المقبلة موجة من النشاط الديبلوماسي، حيث يخطط ترامب لزيارة إسرائيل. 

 

ستشمل المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار الإفراج عن جميع الرهائن، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة إلى خط متفق عليه، والإفراج عن بعض السجناء والمعتقلين الفلسطينيين والسماح بمزيد من المساعدات الإنسانية. لكن من غير المتوقع الإفراج عن السجينين الفلسطينيين البارزين مروان البرغوثي وأحمد سعدات، بحسب "سي إن إن".

 

وعند الإعلان عن الاتفاق، لم يتم التطرق إلى النقاط الخلافية الرئيسية، بما في ذلك نزع سلاح "حماس" والحكم المستقبلي لغزة وإعادة إعمار القطاع. وقالت الشبكة الأميركية إن "حماس" قد لا تعرف مكان رفات بعض الرهائن المتوفين أو قد تكون غير قادرة على استعادتها.

 

فلسطينيون في غزة بعد اعلان الاتفاق (ا ف ب)
فلسطينيون في غزة بعد اعلان الاتفاق (ا ف ب)

 

ويقول الباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر منّاع لـ"النهار" إن "الاتفاق بين حماس وإسرائيل بشأن إطلاق سراح الرهائن لا يمكن اعتباره خطوة مستدامة نحو السلام، بل أقصى ما يمكن وصفه به هو أنه اتفاق يهدف إلى وقف الحرب مؤقتا وليس إلى إنهائها جذريا"، مضيفا أن "جوهر الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي يتجاوز حدود قطاع غزة، ولا يمكن لأي اتفاق جزئي أن يُفضي إلى سلام دائم ما لم يُفتح مسار سياسي واضح يؤدي إلى تسوية شاملة تقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومعالجة القضايا الجوهرية".

 

بدورها، قالت "نيويورك تايمز" إن من غير الواضح ما إذا كان الصراع قد انتهى بالفعل. فقد أشارت تصريحات ترامب ونتنياهو فقط إلى الخطوة الأولى. وقد يكون الوصول إلى المرحلة التالية، حيث يتعين على "حماس" التخلي عن أسلحتها، والأصعب من ذلك، التخلي عن مطالبتها بإدارة غزة، أكثر صعوبة من إعادة الرهائن الأحياء والأموات إلى ديارهم. قد تعارض "حماس" الخطوات التالية، وكذلك نتنياهو، الذي يجادل بأن المهمة لن تكتمل حتى يتم ملاحقة كل مقاتلي "حماس" الذين شاركوا في هجمات 7 أكتوبر. أي من هذه الأمور ما قد يؤدي إلى انهيار الهدنة الهشة. ومن غير الواضح كيف ستقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتشكيل قيادة مؤقتة "تكنوقراطية". يبدو من غير المرجح أن تغادر إسرائيل ما بقيت "حماس"، وربما حتى بعد رحيلها. ولا يبدو أن أحداً قادر على تفسير الدور الذي ستلعبه السلطة الفلسطينية، إن كان لها دور. فالخطة تتصور دوراً للسلطة الفلسطينية، وهو أمر يعارضه نتنياهو.

 

وقال مسؤولون مصريون إن الوسطاء يعملون على التوصل إلى اتفاق نهائي قد يتعثر. وإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن، تبقى تفاصيل مهمة لم يتم التوصل إليها بعد: إلى أي مدى سيتعين على إسرائيل سحب قواتها وكيفية ضمان عدم اندلاع الحرب مرة أخرى. ونظراً لأن الاتفاق يركز على تحرير الرهائن، فإنه لا يذكر قضية الدولة الفلسطينية.

 

ويقول منّاع في هذا الصدد إن "الاتفاق الحالي يمثل المرحلة الأولى فقط من عملية متعددة المستويات، تتعلق بتبادل الأسرى، وهي بطبيعتها قضية أقل تعقيدًا من الملفات الأعمق مثل نزع سلاح حماس، إعادة إعمار القطاع، وتحديد الجهة التي ستتولى إدارته بعد الحرب"، مشيرا الى أن "هذه الملفات تمثل عقدًا سياسية وأمنية معقدة للغاية لا تزال دون حلول واقعية".

ويضيف: "بناءً على ذلك، يمكن القول إن إسرائيل قد تسعى - بعد تنفيذ هذا الاتفاق – إلى الانتقال من نمط الحرب الشاملة إلى حرب منخفضة الكثافة، أي عمليات أمنية محدودة تستهدف والتمركز في بعض المواقع، مع المماطلة في إعادة الإعمار والإنفاق المدني".

 

الاتفاق يشكل بداية مشجعة لكنه يترك ملفات حيوية غير محسومة. هل ستنجح الأطراف في تجاوز هذه العقبات لضمان سلام دائم، أم أن الخلافات العميقة ستقود إلى تجدد الصراع مستقبلاً؟


 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
المشرق-العربي 10/9/2025 5:51:00 AM
حذّر أدرعي سكان قطاع غزة من العودة إلى المنطقة التي تقع شمال وادي غزة
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟