المشرق-العربي 06-10-2025 | 06:15

هل ينجح ترامب في إنهاء صراع "عمره 3 آلاف عام"؟

إصرار ترامب، وعدم تشتت انتباهه عن هذه الحرب، يُقابل بإيجابية لدى طرفي السياسية الأميركيين. 
هل ينجح ترامب في إنهاء صراع "عمره 3 آلاف عام"؟
رجل يرتدي قناعاً على هيئة ترامب، يحمل بالوناً على شكل قلب خلال تجمّع لعائلات الرهائن الإسرائيليين في تل أبيب. (أ ف ب)
Smaller Bigger

يُسابق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوقت بانتظار العاشر من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، موعد إعلان جائزة نوبل للسلام. لديه بضعة أيام يجب خلالها إطلاق الرهائن الإسرائيليين. في سبيل هذه اللحظة التي يبدو أنها اقتربت أكثر من أي وقت مضى، كان توعد الجمعة الفائت عناصر حركة "حماس" في غزة بفتح أبواب الجحيم لمرة واحدة وأخيرة، لكنه أيضاً وعدهم بالحفاظ على حياتهم إذا وافقت الحركة على الخطة خلال 72 ساعة.

 

"حماس" شكرت ترامب على جهوده ووافقت على أجزاء أساسية من الخطة فيما أبقت موقفها من مستقبلها وتسليم سلاحها مفتوحاً على التأويل. لكن الرئيس رأى في رسالة "حماس" ما يستحق نشرها حرفياً على منصته بحرفيتها، وبتوقيع الحركة باسمها الكامل بالإنكليزية. "حماس" وافقت إذن، تحت التهديد. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فقال ترامب لـ"أكسيوس" إنه خاطبه قائلاً: بيبي.. إنها فرصتك (لإعلان) النصر.

 

وإذا كانت لجنة الجائزة غير مطلعة كثيراً على تاريخ الشرق الأوسط وتعقيداته، فقد تقتنع بتأكيد ترامب مراراً وتكراراً بأنه في طور إنهاء كارثة عمرها ثلاثة آلاف عام.

 

هو رقم مبهم آخر يرميه ترامب كعادته من دون أن يوضح. طريقته المعتادة في تضخيم إنجازاته وآخرها الحروب السبع التي أوقفها مذ عاد إلى البيت الأبيض. ومع عدم وصول المفاوضات مع روسيا إلى أي أفق، لم يعد لدى ترامب إلا الحرب على غزة.

 

نتنياهو، شأنه شأن كل الذين يتعاطون مع ترامب، يفضل إسماعه كلاماً طيباً، ومن ثم المناورة ما أمكن لتحقيق مصالحه وليس تلك التي ينتظرها صديقه الأميركي الكبير. لكن ترامب يبدو هذه المرة مصراً على تنفيذ الخطة ببنودها العشرين ليس عبر أميركا وحدها بل عبر إشراك الدول معه.

 

 

طفلة فلسطينية نازحة تركض على طول الشاطئ في دير البلح وسط قطاع غزة. (أ ف ب)
طفلة فلسطينية نازحة تركض على طول الشاطئ في دير البلح وسط قطاع غزة. (أ ف ب)

 

إصرار ترامب، وعدم تشتت انتباهه عن هذه الحرب، يُقابل بإيجابية لدى طرفي السياسية الأميركيين. فبعد عامين مأسويين من القتل والدمار، لا أحد قادر على فرض نهاية لهما إلا ترامب الذي على الأقل عدل عن فكرته الأولية بنقل مليوني فلسطيني خارج غزة إلى الأبد، ليعد الآن بإنعاش سكان القطاع اقتصادياً عبر إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات. مصطلحات مغرية لترامب الذي يترأس العالم حالياً بينما العائلة تدير "البزنس" كما لم تفعل من قبل، وجاريد كوشنر نفسه الذي يستثمر في المنطقة بمليارات الدولارات كان شريكاً في صياغة الخطة.

 

لكنها التفاصيل، تلك التي دائماً ما تسمح للشياطين بالتسلل وإفساد الوصفة. فالخطة التي ستنهي صراعاً "عمره ثلاثة آلاف عام"، لا تلحظ جداول زمنية لانسحاب إسرائيل من القطاع، كما لا تأتي على ذكر الشكل المستقبلي للحكم والأمن الهجينين اللذين سيكونان خليطاً من تكنوقراط فلسطيني وحاكم فعلي دولي. الخطة أيضاً لا تلحظ حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بالطبع، كما أنها ليست في وارد الاعتراف بدولة فلسطين. وباعتبار أن "حماس" هي الحلقة الأضعف في هذه الشبكة المعقدة من مراكز القوى، فإن الخطة قد تتعثر حتى بعد إطلاق الرهائن بسبب فرط عقد الائتلاف اليمني المتطرف الحاكم حالياً في إسرائيل والذي يرى أن أي نهاية للحرب من دون القضاء كلياً على الحركة ستكون هزيمة لإسرائيل.

 

وبينما يذهب أكثر المحللين تفاؤلاً إلى اعتبار الخطة جيدة لوقف الحرب، مع التشكيك بنجاحها أصلاً، يغلفها ترامب بالكثير من العسل ويقدمها، قبل الجمعة المقبل، موعد الجائزة المشتهاة، بصفتها أقرب إلى معجزة لم يقع مثلها خلال الثلاثين قرناً الفائتة على الشرق الأوسط. وبين واقع العالم، وما يسوّق له ترامب بصفته حقيقة مطلقة، هوة واسعة بشدة، وقد يزيد من اتساعها إحباطه وغضبه وفتحه لأبواب جحيم جديدة، إذا قررت الأكاديمية السويدية الجمعة أنه لم يبذل جهداً كافياً ليستحق الجائزة الكبرى.

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
سياسة 10/5/2025 3:09:00 PM
تابعت: "إن الدستور اللبناني يكفل المساواة بين اللبنانيين، مقيمين كانوا أم مغتربين. وتحقيق هذه المساواة يقتضي تعديل القانون الحالي بإلغاء المادة 112، بما يسمح لكل مغترب بالاقتراع في بلدته الأم".
مجتمع 10/4/2025 12:02:00 PM
من المتوقع أن تتأثر المنطقة اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بمنخفض جوي متوسط الفعالية مركزه شمال غرب تركيا.
مجتمع 10/4/2025 3:23:00 PM
العملية تأتي في إطار الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش في المنطقة لضبط المطلوبين ومواجهة التفلّت الأمني منذ ساعات الصباح الأولى.