المشرق-العربي 29-09-2025 | 11:58

تزايد الضغوط على ألمانيا للانضمام إلى الجهود الرامية لفرض ‏عقوبات على إسرائيل

تجد برلين نفسها معزولة بشكل متزايد بعد اعتراف العديد من حلفائها ‏الغربيين بدولة فلسطين
تزايد الضغوط على ألمانيا للانضمام إلى الجهود الرامية لفرض ‏عقوبات على إسرائيل
مباني غزة تحولت الى أنقاض (أ ف ب)‏
Smaller Bigger

تتزايد الضغوط على ألمانيا للانضمام إلى الجهود الرامية إلى فرض ‏عقوبات على إسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة، ما أثار نقاشا ‏محموما في بلد يطارده شعور بالذنب بسبب المحرقة.‏


وتجد برلين، الداعم الراسخ لإسرائيل في حقبة ما بعد الحرب العالمية ‏الثانية، نفسها معزولة بشكل متزايد بعد اعتراف العديد من حلفائها ‏الغربيين بدولة فلسطين.‏

ففي حين ديْن الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين ‏الأول/أكتوبر 2023 بالإجماع في الغرب واعتبر الفتيل الذي أشعل ‏الحرب في القطاع الفلسطيني، يعتقد كثر اليوم أن الرد العسكري ‏الإسرائيلي كان غير متناسب تماما نظرا إلى عدد الضحايا المدنيين.‏


وهذا الأسبوع، تتّجه الأنظار إلى برلين التي سيتعين عليها اتخاذ ‏موقف بشأن مقترحات الاتحاد الأوروبي لمعاقبة إسرائيل. ومن ‏المقرر عقد قمة في 1 تشرين الأول/أكتوبر في كوبنهاغن حيث ‏سيكون على المستشار الألماني فريدريش ميرتس إعلان موقف بلاده ‏من ذلك.‏


وفي الشارع الألماني، أصبحت التظاهرات المناهضة للحرب ‏الإسرائيلية على غزة حدثا أسبوعيا.‏


وقالت مريم صالحي، الباحثة في السياسة الدولية في جامعة برلين ‏الحرة إن "ألمانيا ترزح تحت ضغوط متزايدة من اتجاهات عدة... من ‏شركاء داخل الاتحاد الأوروبي... لكن أيضا من المجتمع المدني داخل ‏ألمانيا وعلى الصعيد الدولي".‏


وتبقى مسألة الدعم الراسخ لإسرائيل من المحرمات في ألمانيا مع ‏مقتل ستة ملايين يهودي في المحرقة النازية خلال الحرب العالمية ‏الثانية.‏


وكانت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل رفعت تصنيف الأمن القومي ‏الإسرائيلي إلى مرتبة "مصلحة الدولة"، أي أنه مبدأ أساسي يتجاوز ‏كل الاعتبارات الأخرى.‏


لكنّ تصريحا لمستشارها بشأن الدبلوماسية والسفير السابق لدى الأمم ‏المتحدة كريستوف هوسغن تسبب بصدمة كبيرة. ففي آب/أغسطس، ‏اعتبر أن إسرائيل تخاطر بأن تتحول إلى "دولة فصل عنصري" ‏ودعا برلين إلى الاعتراف بدولة فلسطين.‏

 

 

رجل يودع ضحايا سقطوا بالقصف الإسرائيلي على غزة (أ ف ب)‏
رجل يودع ضحايا سقطوا بالقصف الإسرائيلي على غزة (أ ف ب)‏

 

 

‏"عدم تكرار ذلك" ‏
كانت ذكرى الفظائع التي ارتكبها النازيون ومبدأ "عدم تكرار ذلك ‏مرة أخرى" من السمات المركزية للسياسة الألمانية منذ فترة طويلة، ‏لكن العديد من المنتقدين يعتبرون أن الوقت حان لإعادة تقييم ما تعنيه ‏هذه العبارة فعلا.‏


وقالت صالحي: "كما يفسّر حاليا، فإن هذا المبدأ ينطوي على ‏مسؤولية تجاه دولة إسرائيل. لكن يمكن اعتباره أيضا مسؤولية تجاه ‏القانون الدولي (...) ووعدا بعدم السماح بوقوع إبادة جماعية مرة ‏أخرى".‏


وفي مواجهة الوضع الإنساني في غزة، شددت برلين لهجتها. ففي ‏آب/أغسطس، أعلن ميرتس فرض قيود على مبيعات الأسلحة ‏لإسرائيل.‏


ولاقت هذه الخطوة ترحيبا من اليسار لكنها في الوقت نفسه أثارت ‏احتجاجات من اليمين، لا سيما من جانب حزب الاتحاد الاجتماعي ‏المسيحي البافاري، حليف حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي.‏


وقال خبير السياسة الخارجية ستيفان ماير في الاتحاد الاجتماعي ‏المسيحي "نحن نقدم رواية عن دور معكوس للجاني والضحية في ‏إسرائيل، وهو ما لا ينصف الوضع العام في رأيي".‏


من جهتها، اعتبرت الجمعية الألمانية الإسرائيلية النافذة أن ذلك يمثل ‏‏"انتصارا لحماس في الحرب الدعائية العالمية".‏

 

‏"جحيم على الأرض" ‏
تجنّبت ألمانيا وصف الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها "إبادة ‏جماعية"، حتى بعدما استخدم تحقيق للأمم المتحدة هذا المصطلح.‏


كذلك، أوضحت برلين أن ألمانيا لا تنوي حاليا الاعتراف بدولة ‏فلسطينية، خلافا لفرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا وحلفاء غربيين ‏آخرين.‏


وفيما يدرس الاتحاد الأوروبي الحد من العلاقات التجارية مع ‏إسرائيل وفرض عقوبات على وزراء، يقول منتقدون إن الوقت حان ‏لاتخاذ إجراءات ملموسة.‏


وقال المؤرخ رونيه فيلدانغل إن وزير الخارجية يوهان فاديفول أشار ‏في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن غزة هي "جحيم ‏على الأرض" لكن "ألمانيا لا تفعل سوى القليل لإنهاء هذا الجحيم"، ‏مطالبا بأن تتوقف برلين عن "غض الطرف عن هذا الأمر".‏


يتّفق العديد من الألمان مع هذا الرأي وقد أصبحت الاحتجاجات ‏المؤيدة للفلسطينيين أكبر وأكثر جرأة في الأشهر الأخيرة، ما يعكس ‏تحولا في الرأي العام.‏


والسبت، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في شوارع برلين مطالبين ‏إسرائيل بإنهاء حربها في غزة.‏


وأظهر استطلاع أجرته شبكة ‏ZDF‏ العامة، أن 76% من الناخبين ‏الألمان يعتقدون أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة غير ‏مبررة.‏

 

كذلك، أظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة يوغوف ونشرت نتائجه ‏هذا الأسبوع أن 62% من الناخبين الألمان يعتقدون أن ما تفعله ‏إسرائيل في غزة يشكل إبادة جماعية.‏

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟