السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة لـ"النهار": الاعترافات الأوروبية بداية تصحيح لدور مؤلم
رأى السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور أن الاعترافات الأوروبية الأخيرة بدولة فلسطينية، ولا سيما من بريطانيا وفرنسا، هي "بداية تصحيح" لـ"الدور المؤلم" الذي أدّته "في تاريخ القضية الفلسطينية"، في إشارة إلى وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو.
وفي حديث لـ"النهار" على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال منصور: "نحن أقرب إلى إنجاز وقف الحرب والعدوان على أهلنا في غزة، وإلى بدء عملية إنهاء هذا الاحتلال غير القانوني واستقلال دولة فلسطين ومن ثم تجسيد حل الدولتين على الأرض".
ورداً على من يرى أن الاعترافات مجرد خطوة رمزية وغير فاعلة، قال إنها "ليست خطوة رمزية، إنما (تمّت من) دول عظمى لعبت دوراً مؤلماً في تاريخ القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني… الدولة التي أعطت وعد بلفور والدولة التي كانت شريكة في سايكس بيكو. عندما تقرر هاتان الدولتان الكبيرتان في أوروبا الاعتراف بدولة فلسطين، فمعناه إقرارهما ببدء عملية تصحيح السلوك جراء الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني طوال مئة عام".

ماكرون وسايكس بيكو
ولفت منصور إلى حديث بهذا الشأن جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "تحدثت شخصياً مع الرئيس ماكرون وكنت أشد على يديه على الدور العظيم الذي لعبه، وهو يشد على يدي (قائلاً) بأنه يريد أن يرى دولة فلسطين حرة مستقلة وعضواً في الأمم المتحدة. قلت له مازحاً: أنا سمعت في قديم الأيام أن شيئاً حدث وأعتقد أن اسمه سايكس بيكو، وأن لكم علاقة به. ضحك كثيراً وشدّ على يدي وقال أعرف الكثير عن سايكس بيكو. قلت له إن هذه بداية الانعطاف في التصحيح وفي الاتجاه الصحيح. هي (خطوة) طيبة ونقدّرها وسنكون معكم شركاء في إنجاز ما توصلنا إليه بشكل مشترك نحن و142 دولة في الأمم المتحدة، عندما أقرت إعلان نيويورك والملاحق التابعة له".
ويرى منصور أن من شروط التوصل إلى ذلك "أن يتوقف التجويع ويدخل الغذاء بالكميات التي يحتاجها شعبنا في قطاع غزة، وأن يتوقف التهجير ولا يكون قدر الفلسطينيين، في رحلة إنهاء هذا الاحتلال غير القانوني، وصولاً إلى استقلال دولة فلسطين وسيادتها على أرضها على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم تجسيد حل الدولتين على الأرض".
اجتماع ترامب
وعما إذا كانت البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة أبلغت بأي معطيات عن خطة أميركية جديدة لإنهاء حرب غزة، عقب الاجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة عرب ومسلمين يوم الثلاثاء، كشف منصور أنه "بحسب ما قيل لنا" فإنّ حديث ترامب في الاجتماع كان مغايراً لما تضمنه خطابه "القاسي" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: "كل هذا الزخم (الاعترافات ومؤتمر حل الدولتين) لا يستطيع قائد مثل الرئيس ترامب أن يتجاهله على رغم خطابه القاسي الذي قدمه، إلا أنه بحسب ما قيل لنا من القادة الذين حضروا، كان على عكس ما كان عليه في الجمعية العامة، وأبدى نوعاً ما تفهماً، معبّراً بلغة استحسنها الحاضرون في القاعة. ولكن يبقى المحك أن تنعطف الولايات المتحدة باتجاه هذا الزخم الدولي، وأن تكون شريكاً في وقف العدوان على أهلنا في غزة وأن تبدأ رحلة إنهاء هذا الاحتلال وإنجاز استقلال دولة فلسطين".
وفي شأن اليوم التالي في غزة وما إذا كان ثمة إجماع عربي على وجوب ألا يكون لحركة "حماس" دور في قطاع غزة بعد الحرب، قال:
"المقياس والتفاصيل في إعلان نيويورك وملاحقه، وقد صوتت لصالحه كل الدول العربية الفاعلة والمؤثرة على الجميع فلسطينياً وفي المنطقة".
وتنص الفقرة 11 في "إعلان نيويورك" على الآتي:
" ينبغي أن يؤول الحكم وإنفاذ القانون والأمن في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية حصراً إلى السلطة الفلسطينية، مع تقديم الدعم الدولي المناسب. وقد رحبنا بسياسة السلطة الفلسطينية "دولة واحدة، حكومة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد"، وأعلنّا دعمنا لتنفيذها، بما في ذلك من خلال عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج اللازمة، والتي ينبغي استكمالها في إطار آلية متفق عليها مع الشركاء الدوليين وضمن إطار زمني محدد. وفي سياق إنهاء الحرب في غزة، يجب على حركة حماس إنهاء حكمها في غزة وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، بدعم وانخراط دوليين، اتساقاً مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة".
نبض