القصف أغلق مستشفيات... دبّابات إسرائيلية تتوغّل في غزة
توغّلت القوّات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة اليوم الأربعاء ما يهدّد حياة الفلسطينيين الذين بقوا هناك على أمل أن يؤدي الضغط المتزايد على إسرائيل لوقف إطلاق النار إلى عدم فقدان منازلهم.
وتواصل إسرائيل حملتها العسكرية على مدينة غزة على الرغم من الدعوات المتكرّرة لها بالتراجع، وأصدرت إنذارات لسكّان المدينة تطالبهم فيها بالإخلاء باتجاه الجنوب.
وغادر مئات الآلاف المدينة الواقعة في شمال القطاع، لكن عدداً من السكّان يخشى القيام بذلك بسبب انعدام الأمن وانتشار الجوع هناك.
وقال ثائر (35 عاماً) من حي تل الهوى وهو أب لطفل "إحنا نزحنا غرباً باتجاه منطقة الشط بس في كتير عائلات ما أسعفها الوقت والدبابات دخلت فجأة".
استهداف مأوى
تجاهلت القوّات الإسرائيلية، التي تتوغّل داخل المدينة التي يزيد عدد سكّانها عن مليون نسمة في آب/أغسطس، الدعوات لوقف هجوم تقول الحكومة الإسرائيلية إنه يهدف إلى تدمير آخر معاقل مقاتلي حركة "حماس".
وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قُتلوا وأُصيب كثيرون آخرون عندما استهدفت ضربات جوية إسرائيلية مأوى يضم عائلات نازحة قرب سوق في وسط المدينة. وأضافوا أن شخصين آخرين قُتلا في بيت قريب.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت اثنين من مقاتلي "حماس"، مضيفاً أن قوّاته حاولت الحد من إلحاق أضرار بالمدنيين في المنطقة.

وفي ضاحية تل الهوى بالمدينة، دخلت الدبّابات مناطق مأهولة فحبست الناس في منازلهم، بينما شوهدت دبّابات أخرى متمركزة قرب مستشفى القدس. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة الأكسجين التابعة للمستشفى تضرّرت.
وأفاد شهود ووسائل إعلام تابعة لـ"حماس" بأن الدبّابات تقدّمت أيضاً إلى مسافة أقرب من مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات غزة.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن مقاتلي "حماس" أطلقوا النار من داخل المستشفى، وهو ما نفته الحركة.
وقال مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة والذي تديره "حماس" إسماعيل الثوابتة، في إشارة إلى مداهمات سابقة عدّة شنّتها القوات الإسرائيلية "نخشى أن تكون هذه الأكاذيب مقدّمة لاقتحام جديد للمستشفى أو أي مستشفى آخر، وهو مرفوض تماماً ومخالفة واضحة وصريحة لمبادئ القانون الدولي".
ذكر مسعفون أن 7 أشخاص قُتلوا في النصيرات وقرب رفح بجنوب القطاع.
ودفع الإحباط الدولي الناجم عن حرب غزة بعض حلفاء إسرائيل والولايات المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية هذا الأسبوع. وتراجع التأييد للحرب داخل إسرائيل التي لا يزال لها 48 رهينة محتجزة في غزة، يعتقد أن 20 منهم أحياء، بالإضافة إلى مقتل 465 جندياً في القتال.
واندلعت الحرب بعد أن قادت "حماس" هجوماً على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر وفقاً لما تقوله إسرائيل عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 أسيراً إلى غزة.
نبض