معاناة "الانتظار المفتوح"... آلاف المسافرين عبر معبر "اللنبي" عالقون بقرار إسرائيلي مفاجئ

لم تدم طويلاً فرحة آلاف المسافرين عبر جسر الملك حسين (معبر اللنبي) من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية (شرق الضفة الغربية)، حيث شهد المعبر اليوم الأحد اكتظاظاً كبيراً، قبل أن تعلن السلطات الإسرائيلية التي تسيطر على المعبر على الجانب الآخر عن إعادة إغلاقه على نحو مفاجئ أمام المسافرين القادمين والمغادرين.

والخميس الماضي، نفذ مواطن أردني يعمل على شاحنة لإيصال المساعدات من الأردن إلى قطاع غزة، عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين قبل أن يتم قتله، لتعلن السلطات الإسرائيلية إيقاف عمل المعبر وتعليق دخول المساعدات الأردنية من خلاله مع تشديد إجراءاتها العسكرية، لكن أعلن لاحقاً أن المعبر سيستأنف عمله صباح اليوم.    

وكانت إدارة أمن الجسور التابعة لمديرية الأمن العام الأردنية أعلنت أمس السبت، عن إعادة فتح جسر الملك حسين أمام حركة المسافرين بدءاً من اليوم، فيما ستبقى حركة المعبر التجاري (الشحن) مغلقة حتى إشعار آخر.

أزمة سير قرب

استغلال حادثة إطلاق النار

ورداً على استفسارات "النهار"، قال مسؤول أردني إن "المملكة تواصل جهودها الرامية إلى معاودة المعبر عمله كالمعتاد لتسهيل حركة المسافرين والحد من معاناتهم الناتجة من إغلاقه"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "أن التعطيل مصدره الجانب الإسرائيلي، وأن الأردن يرفض فرض أي قيود على حركة المسافرين وكذلك على المساعدات الإنسانية التي تشق طريقها إلى قطاع غزة".

وأشار المسؤول الذي فضل عدم نشر اسمه الى أن "الجانب الإسرائيلي يستغل حادثة إطلاق النار التي شهدها المعبر الخميس الماضي، لفرض قيود إضافية على الحركة، وهو أمر ليس مبرراً، خصوصاً أن الأردن أعلن موقفه من العملية بشكل صريح وواضح بحيث قام بإدانتها وفتح تحقيق بشأنها". 

وأكد الأردن إدانته حادثة إطلاق النار ورفضه إياها، وعدّها خرقاً للقانون وتعريضاً لمصالح المملكة وقدرتها على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للأذى، في حين قالت وزارة الخارجية في بيان صحافي، إن الأجهزة الرسمية الأردنية بدأت تحقيقا في حادثة إطلاق النار.

وأكّدت الخارجية موقف الأردن الثابت في إدانة كل أعمال العنف، ورفض كل الأعمال غير القانونية التي تعرض مصالح الأردن ودوره وعمليات إيصال المساعدات إلى قطاع غزة للأذى. 

وبحسب ما يؤكد لـ"النهار" أحمد علي، وهو أحد العاملين في مكاتب السفريات، فإن "إغلاق المعبر بهذه الطريقة المفاجئة يتسبب بمعاناة كبيرة ومتفاقمة للمسافرين الذي يصل عددهم إلى الآلاف، وهم الذين يواجهون حتى في حالات فتح المعبر معاناة سببها الجانب الإسرائيلي الذي يتعمد القيام بسلوكيات مهينة وإجراءات طويلة تنتهك الكرامة الإنسانية".

كما أكد أن "هناك أعداداً ليس قليلة أيضاً من المسافرين المرضى وكبار السن، بل هناك حالات مرضية طارئة لا تتحمل الانتظار وتحتاج إلى العبور بشكل سلس وعاجل".

وأضاف أن "المسافرين سواء الذي تواجدوا اليوم عند المعبر أو الذين قاموا بتجهيز أنفسهم للسفر في مواعيد قريبة، سيبقون في حالة من الحيرة والتخبط، خصوصاً مع عدم معرفة الموعد الحقيقي لاستئناف عمل المعبر، الأمر الذي ينعكس سلباً على الجوانب الاجتماعية وحتى التجارية".