مدينة غزّة... بين ديموغرافيتها وأهمّيتها العسكرية
تشهد مدينة غزّة، كبرى مدن قطاع غزّة وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، تطوّرات دراماتيكية مع بدء الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً واسعاً عليها، وُصف بالمرحلة الرئيسية من العملية العسكرية.
فقد توغلت القوات الإسرائيلية فجراً بالدبابات والوحدات البرية، مدعومة بغارات جوّية استهدفت بنى تحتية ومرافق مدنية، في محاولة للسيطرة على المدينة التي تُعدّ القلب السياسي والشعبي للقطاع.
قبل العملية، كان يسكن في غزّة ما بين 1.1 و1.3 مليون نسمة، بينهم نازحون من مناطق أخرى، وفق ما يقول مسؤول البحوث المسحية في المركز وليد لداودة، ومنذ اندلاع العملية، نزح ما يقارب خمسة عشر في المئة من السكان، وسط توقعات بزيادة أعداد المغادرين خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بحيث قد لا يبقى في غزّة سوى ما بين خمسة وعشرين وثلاثين في المئة من سكان المدينة، حسب لداودة.

وتعاني المدينة أزمة إنسانية خانقة، إذ انتشر الدمار الواسع، وانهارت شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، فيما المستشفيات شبه عاجزة نتيجة الأضرار التي لحقت بها والضغط الهائل الناتج عن تزايد أعداد الجرحى.
لكن المعركة تتجاوز البعد العسكري. فغزّة كانت مركز قيادة حركة حماس سابقاً، وموئل قاعدتها الشعبية الأكبر، وفق ما يقول لداودة لـ"النهار"، وتعتقد إسرائيل أنّ السيطرة على المدينة ستوجّه ضربة معنوية للحركة، وتزيد الضغط من أجل التعجيل بملف الأسرى. كما ترى إسرائيل أنّ فصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه لن يتحقق إلا عبر السيطرة الكاملة على غزّة، وفق الباحث نفسه.
نبض