بعد غياب ست سنوات، عادت العاصمة السورية دمشق لتحتضن معرض دمشق الدولي في دورته الـ62، تحت شعار "سوريا تستقبل الجميع"، بمشاركة 22 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 800 شركة تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية والتعليمية والصحية والتراثية.

الحدث، وهو في الأصل فعالية اقتصادية، تحوّل إلى ملتقى تجاري واستثماري واسع يحمل أبعادًا سياسية واجتماعية تعكس عودة سورية إلى واجهة التفاعل الإقليمي والدولي.

شهد المعرض مشاركات لافتة من دول عربية عدة، أبرزها السعودية وتركيا وقطر والأردن والكويت، إلى جانب السفارة الفلسطينية، فضلًا عن حضور شركات ومؤسسات من دول أجنبية، في خطوة فتحت من جديد نافذة تواصل بين سوريا والعالم.

التنظيم جاء على مستوى رفيع، حيث ساهمت الإجراءات الأمنية الدقيقة في تسهيل حركة دخول وخروج آلاف الزوار الذين توافدوا إلى أجنحة المعرض على مدار أيامه الأولى.

مشاركة خليجية في النسخة 62 من معرض دمشق الدولي (سانا)

ولم يقتصر الحضور على الشركات التجارية والاستثمارية، إذ شهدت أروقة المعرض نشاطًا لافتًا للقطاعات الصناعية والزراعية والغذائية والفنية إلى جانب الجامعات السورية التي استعرضت ابتكارات طلابها ومشاريعهم البحثية.

في جولة ميدانية، أكد وزير الصحة الدكتور مصعب العلي أن الوزارة شاركت هذا العام بجناح خاص يتضمن بنك دم متنقلاً تابعاً للمؤسسة العامة لبنوك الدم، موضحًا بأن المبادرة شهدت إقبالًا كبيرًا من الزوار وصل إلى نحو 90 متبرعًا يوميًا، معتبرًا ذلك انعكاسًا لكرم الشعب السوري وروح المبادرة المجتمعية.

من جانبه، أشار وزير النقل الدكتور يعرب سليمان إلى أن تنظيم المعرض هذا العام شكّل تحديًا كبيرًا تم تجاوزه بنجاح، لافتًا إلى إطلاق حملة للسلامة المرورية بالتعاون مع وزارة الصحة، تتضمن توزيع حقائب إسعافات أولية على الزوار، على أن تصبح هذه الحقائب إلزاميّة في جميع السيارات، وفق التعديلات الجديدة على قانون السير. كما شدّد على أن التبرّع بالدم خطوة حيويّة لإنقاذ أرواح ضحايا حوادث السير الذين غالبًا ما يحتاجون كميات كبيرة من الدم في الدقائق الأولى بعد الحوادث.

جناح يعرض إنتاجاً محلياً من العسل (سانا)

على الصعيد الثقافي والفني، تضمن المعرض فعاليات موسيقية وحفلات غنائية وعروضًا تراثية وفنية شارك فيها فنانون محليون وعالميون، مما أضفى جواً من البهجة والحيوية على زوار المعرض وجعل التجربة أكثر تنوعًا ومتعة لجميع الأعمار

يحمل المعرض في طياته رسائل انفتاح اقتصادي وسياسي، تعكس سعي سوريا لاستعادة مكانتها الإقليمية وجذب الاستثمارات، وسط حضور دولي يؤكد رغبة متزايدة في إعادة بناء جسور التعاون مع دمشق.