جنود الاحتياط الإسرائيليون منهكون... عقدة جديدة لهجوم نتنياهو على غزة؟

اسرائيليات 30-08-2025 | 15:35

جنود الاحتياط الإسرائيليون منهكون... عقدة جديدة لهجوم نتنياهو على غزة؟

خلال الأشهر القليلة الماضية، تزايد عدد الجنود الاحتياطيين الإسرائيليين الذين لم يحضروا للخدمة العسكرية. ويشير البعض إلى الإرهاق، فضلاً عن الحاجة إلى إنقاذ زيجات متوترة أو وظائف متداعية.
جنود الاحتياط الإسرائيليون منهكون... عقدة جديدة لهجوم نتنياهو على غزة؟
جنود اسرائيليون في غزة (أ ف ب)
Smaller Bigger

تشهد صفوف قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي تراجعاً ملحوظاً في الالتزام، مع امتناع عدد متزايد من الجنود عن الالتحاق بالخدمة، نتيجة الإرهاق المستمر وتزايد الشكوك في جدوى الحرب المستمرة في غزة منذ نحو عامين.

خلال الأشهر القليلة الماضية، ازداد عدد جنود الاحتياط الإسرائيليين الذين لم يلتحقوا بالخدمة العسكرية. ويشير البعض إلى الإرهاق، فضلاً عن الحاجة إلى إنقاذ زيجات متوترة أو وظائف متداعية. ويقول آخرون إنهم يشعرون بخيبة أمل متزايدة من القتال.

وفيما تستعد إسرائيل لاستدعاء عشرات الآلاف من هؤلاء الجنود لشن هجومها على مدينة غزة، يقول مسؤولون عسكريون إنه من غير الواضح كم منهم سيعودون إلى القتال بعد ما يقرب من عامين من الحرب الطاحنة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

ويهدد تزايد السخط في صفوف الجيش بتعقيد خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة في محاولة للقضاء على "حماس" قضاءً حاسماً. وقد أعلن الجيش أنه يعتزم استدعاء 60 ألف جندي احتياطي إضافي وتمديد خدمة 20 ألف جندي آخر.

إلى جانب غزة، لا تزال القوات الإسرائيلية تقاتل على جبهات عدة أخرى حيث يقوم الجنود الإسرائيليون الآن بأعمال عسكرية في أجزاء من جنوب لبنان وسوريا، بالإضافة إلى شن عمليات كبيرة في المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.

ومع ذلك، وصف نحو عشرة ضباط وجنود آخرين الوحدات بأنها منهكة ومرهقة، وقال اثنان منهم على الأقل إن 40 إلى 50% من رفاقهم الاحتياطيين لم يحضروا للخدمة. وقال آخرون إنهم انسحبوا، معتقدين أن الحرب لم تعد عادلة.

واعترض  رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اللواء إيال زامير بنفسه على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع الهجوم في غزة، ومن أسباب هذا الاعتراض مخاوفه بشأن لياقة الاحتياطيين، وفقاً لمسؤولين أمنيين إسرائيليين.

وتجند إسرائيل عموماً اليهود الإسرائيليين بعد الثانوية، على الرغم من أنها تمنح إعفاءً يواجه انتقادات شديدة للأقلية الأرثوذكسية المتطرفة في البلاد. ويعتمد الجيش اعتماداً كبيراً على الاحتياطيين لتشكيل ما يصل إلى ثلثي القوة الإجمالية، لا سيما سلاح الطيران والعديد من كتائب المشاة اللازمة لشن هجوم شامل على مدينة غزة.

فيما يرى بعض المخططين العسكريين الإسرائيليين أن معظم جنود الاحتياط لا يزالون يستجيبون عند استدعائهم، يقلق آخرون الآن من أن النقص سيجعل إتمام العملية أكثر صعوبة، وفقاً لاثنين من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين.

ويقول محللون عسكريون إن نظام استدعاء جنود الاحتياط من الحياة المدنية للخدمة في المعارك كان فعالاً في الحروب القصيرة. لكن العديد من الاحتياطيين قضوا الآن مئات الأيام في الخدمة الفعلية، ما جعلهم آباءً وموظفين وطلاباً غائبين.


الجيش الاسرائيلي على حدود قطاع غزة (أ ف ب)
الجيش الاسرائيلي على حدود قطاع غزة (أ ف ب)

 

وبدأ عدد أقل من الجنود الإسرائيليين في رفض الخدمة في غزة لأسباب أيديولوجية، بحجة أن الحرب ضد "حماس" قد ضلّت طريقها. وقُتل أكثر من 60 ألف شخص في غزة، بينهم آلاف الأطفال، وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.

ويقول الخبير والباحث الفلسطيني المتخصص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد لـ"النهار" إنه "لا شك بأن وضع الجنود ووضع الجيش الإسرائيلي في أسوأ حالاته، فالهيكلية العسكرية الإسرائيلية لم تُصمَّم لخوض حرب طويلة الأمد".

ويضيف: "الجيش الإسرائيلي خاض تجربتين قاسيتين، الأولى مع حزب الله في لبنان والتي استمرت قرابة عام وأرهقت العديد من وحداته، والثانية هي الحرب المستمرة في غزة منذ 23 شهراً"، ويتابع: "ذلك لعب دوراً بإحداث تغيير في موقف القيادة العسكرية التي باتت تضغط باتجاه وقف الحرب والعمل على إعادة الأسرى الإسرائيليين، وهو ما يعزز أيضاً من موقف الرأي العام في الداخل الإسرائيلي، الذي يطالب بإنهاء الحرب".

وقال أحد الجنود إن عدد المجندين في سريته المكونة من 100 جندي تضاءل تدريجياً إلى 60 جندياً، حيث أشار العديد منهم إلى توترات في المنزل بسبب رعاية الأطفال، ومشكلات في وظائفهم اليومية، وأسباب تتعلق بالصحة العقلية.

وحين اندلعت الحرب بعد هجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، استدعت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 300 ألف جندي احتياطي. في البداية، كان معدل الإقبال غالباً ما يتجاوز 100%، وفقاً للجيش الإسرائيلي، حيث هرع المتطوعون إلى القواعد، على أمل الانضمام إلى القتال. ولكن مع استمرار الحرب، بدأت تظهر بعض الشقوق.

ويعم الغضب بعض الجنود بسبب مطالبة الجيش لهم بمزيد من أسابيع الخدمة، حتى في الوقت الذي ضغطت فيه الحكومة الإسرائيلية لإعفاء الطلاب المتدينين المتشددين من التجنيد لإرضاء حلفاء نتنياهو السياسيين.

ويقول شديد لـ"النهار": "المشكلة تكمن في طبيعة الحكومة الحالية، التي يغلب على مكوّناتها الطابع الديني العقائدي الغيبي، فهي لا ترى في الرأي العام مسألة مهمة، بل تعتبر نفسها في امتحان ديني وربّاني، وتؤمن بأن الربّ قد اختارها للقيام بهذا العمل الجهادي وفق قناعاتها".

ويضيف: "لذلك، فإن هذا الضغط السياسي الداخلي لن يكون له أثر فعلي إلا في حالتين: الأولى، تدخل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو أمر مستبعد حالياً، خصوصاً في ظل دعمه القوي وغير المحدود لنتنياهو، الثانية، أن تتطور الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل إلى حالة من العصيان المدني، وهو أيضاً احتمال ضئيل وصعب التحقق، وبالتالي، فإن جميع السيناريوهات المطروحة معقدة وصعبة في الوقت الراهن".

وتُشير هذه التطورات إلى تحديات تواجه الجيش الإسرائيلي في استمرارية الحرب، وسط تراجع الحافز بين الاحتياطيين وضغوط متزايدة على الحكومة، ما قد يعقّد مستقبل العمليات العسكرية، خاصة في مدينة غزة.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/12/2025 1:48:00 AM
الشرع يتحدث عن الإرهاب، الأقليات، والتحالفات الدولية في أول مقابلة مع الصحافة الأميركية
المشرق-العربي 11/12/2025 7:35:00 AM
القطعات تفرغت بعد إغلاق صناديق الاقتراع لحماية المراكز والمخازن ونقل عصا الذاكرة وصناديق الاقتراع والمواد الانتخابية
المشرق-العربي 11/12/2025 3:00:00 PM
أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية تقدّم ائتلاف "الإعمار والتنمية"، بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في عدد من المحافظات
اسرائيليات 11/12/2025 12:35:00 AM
سُلّطت الأضواء في تل أبيب على "الكابتن إيلا"، باعتبارها المرشحة الأبرز لخلافة أفيخاي أدرعي في المنصب الذي شغله منذ أكثر من عقدين.