متعاقد أميركي عمل سابقاً في غزة: إطلاق النار استهدف مدنيين وليس مقاتلين

منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، تقول الأمم المتحدة إن مئات الفلسطينيين تعرضوا لإطلاق النار والقتل على يد الجيش الإسرائيلي والمتعاقدين العسكريين الأجانب في مواقع المساعدات التابعة لها أو بالقرب منها. وقد تحدثت شبكة "سي بي إس نيوز" إلى شاهد عيان جديد، قال إن الأمر لا يقتصر على إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين فحسب، بل أيضاً على الأفراد الذين تم توظيفهم من خلال متعاقدين أميركيين من الباطن لتأمين مواقع مؤسسة غزة الإنسانية.
الشاهد، الذي سنشير إليه باسم مايك، طلب من "سي بي إس نيوز" إخفاء هويته لأنه يخشى الانتقام. عندما تم توظيف مايك من قبل شركة لوجستية أميركية لقيادة شاحنات المساعدات في إسرائيل، قال إنه لم يكن لديه أي فكرة أنه سيعمل مع قوات غزة الإنسانية داخل غزة.
تم إنشاء صندوق غزة الإنساني المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل ليحل محل الأمم المتحدة كموزع رئيسي للمساعدات في أيار/مايو. وفي أواخر شهر حزيران/يونيو، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على تقديم 30 مليون دولار للمجموعة، واصفةً عملها بأنه "مذهل للغاي".
سجّل مايك مقاطع فيديو سراً وشاركها مع الشبكة. يمكن سماع إطلاق النار في مقاطع الفيديو، والذي يقول مايك إنه تم إطلاقه على الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدات.
وقال: "استغرقني الأمر يومين أو ثلاثة أيام لأدرك أنهم كانوا يطلقون النار على الناس بالفعل، ولم يكونوا يطلقون النار على المقاتلين".
وعندما سُئل عمّا إذا كان يعتقد أنها كانت طلقات تحذيرية، قال مايك: "لا، إنها عشوائية". وأضاف أن كلّاً من الجيش الإسرائيلي وأفراد الأمن الأميركيين كانوا يطلقون النار.
لا يُمكن معرفة الجهة التي تُطلق النار في مقاطع الفيديو التي قدمها لنا مايك، لكنّه قال إنه لم يكن هناك مناسبة واحدة شاهدها لم يكن فيها إطلاق نار، وكان يتواجد في المواقع المضاءة بشكل ساطع بمعدل خمسة أيام في الأسبوع إلى أسابيع عدة. وقد اطّلعت "شبكة سي بي إس نيوز" على جدول عمله، وتؤكد البيانات الوصفية من هاتفه الخلوي التواريخ والأوقات التي كان فيها في غزة.
وقال مايك إن الفلسطينيين كانوا يتجمعون بالقرب من المواقع قبل ساعات من فتحها ليكونوا أول من يحصل على الطعام، مضيفاً أنه لم يسبق له أن رأى حشداً من الناس يتصرفون بهذه الكثافة وهذا اليأس.
وعند سؤاله عن أسوأ ما مرّ به، قال إنه في إحدى المرات كُلّف من قبل المتعاقدين الأمنيين بتنظيف البقايا البشرية والحيوانية المجاورة لأحد المواقع أثناء عمله بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة من تلك البقايا: "أجد صعوبة في الحديث عن ذلك".