المشرق-العربي 15-08-2025 | 09:22

"رؤية إسرائيل الكبرى"... "أحلام" نتنياهو تؤرق الأردنيين

بدا لافتاً على منصات التواصل الاجتماعي غضب الأردنيين من تلك التصريحات، ما دفع إلى مطالب برد أردني يتجاوز "بيان الخارجية".
"رؤية إسرائيل الكبرى"... "أحلام" نتنياهو تؤرق الأردنيين
أردنيون خلال مظاهرة سابقة رفضاً لخطة إسرائيلية بتهجير الفلسطينيين (أرشيفية)
Smaller Bigger

لا يزال صدى كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدوي في الأردن، وسط تنديد عربي بالتصريحات التي تحدث فيها عن شعوره بأنه "في مهمة تاريخية وروحية ومتمسك جداً برؤية إسرائيل الكبرى" التي تمنح "حقاً توسعياً" للدولة العبرية في أجزاء من الأردن والعراق وشبه جزيرة سيناء في مصر، ومرتفعات الجولان في سوريا، بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية.

الأردن، كما دول عربية عدة، سارع إلى إصدار بيان عبر وزارة الخارجية أدان تصريحات نتنياهو، ورفضها باعتبارها تصعيداً استفزازياً خطيراً وتهديداً لسيادة الدول ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ورأت المملكة أنها تعكس أيضاً الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية وتتزامن مع عزلتها دولياً في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين. 

 

 

وبدا لافتاً على منصات التواصل الاجتماعي غضب الأردنيين من تلك التصريحات، ما دفع إلى مطالب برد أردني يتجاوز "بيان الخارجية" إلى إجراءات عملية، كإعلان النفير العام وقطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية بشكل رسمي مع إسرائيل، وإلغاء معاهدة السلام بين الجانبين، مؤكدين في الوقت ذاته ضرورة أن يكون هناك "يقظة حقيقية أمام أحلام نتنياهو".

وبحسب أستاذ العلوم السياسية د. بدر عارف الحديد، فإن "خطاب نتنياهو ليس جديداً وهو يمثل تياراً إسرائيلياً متطرفاً لطالما تحدث سابقاً عن إسرائيل الكبرى، لكن إعادة إحياء هذا الوهم ومن رأس السلطة في توقيت كهذا، يبعث برسائل قلق في ظل السلوك الإسرائيلي المتوحش في المنطقة وشعورها بالقدرة على إخضاع المنطقة بأسرها".

ويضيف الحديد، لـ"النهار"، أن "بيان وزارة الخارجية الأردنية كان شديد اللهجة وعبّر عن امتعاض كبير من عنجهية نتنياهو، في وقت تدرك المملكة أن ما صرح به لا يخرج عن كونه أوهاماً وسراباً".

 

 الأردن قادر على التعامل مع إسرائيل

ويتابع: "الأردن قادر على التعامل مع إسرائيل أياً كانت السيناريوات، لكن الأمر لا يقتصر على المملكة فحسب، بل أبعاده تطال المنطقة بأسرها، ما يستدعي موقفاً عربياً يتجاوز التنديد إلى استعدادات تشمل مختلف الجوانب للجم الجنون والغطرسة الإسرائيلية التي لا تقيم وزناً لأي مواثيق ومعاهدات".

ولدى سؤاله عما إذا كان من المتوقع أن يتخذ الأردن خطوات إضافية تجاه إسرائيل تضاف إلى "بيان الخارجية"، يقول الحديد إن "المملكة تتصرف كدولة وازنة وبأعلى درجات الحكمة في إدارة علاقاتها مع مختلف الدول، وأعتقد أن البيان كان كافياً بلهجته الحادة أن يوصل الرسائل المراد إيصالها، والأردن لن يتردد في اتخاذ خطوات أخرى إذا ما رأى أن هناك ضرورة لها تبعاً للمصلحة الوطنية العليا".

 

 

 

ولا بد للأردن، كما يرى نقيب الصحافيين الأردنيين السابق الكاتب راكان السعايدة، أن "يخرج من عباءة ردود الفعل التقليدية في ظل سياسات إسرائيلية متطرفة ورئيس حكومة لا يقيم وزناً للإدانات والاستنكارات وما شابه، ويمضي بعنجهية في مسار إسرائيلي مدمر في فلسطين ودول أخرى، وهو يدرك أنه قادر في أي وقت على إعادة التموضع إقليمياً ودولياً وإنتاج صورة جديدة يتخطى فيه صور الجرائم والانتهاكات".

ورغم أن السعايدة يشير إلى أن "مشروع اليمين الصهيوني التوسعي الاستيطاني مخطوط ومعلن في المعتقدات الدينية والفكرية الصهيونية ولم يبرز الآن"، إلا أنه يؤكد في المقابل أنه "يظل خطراً حقيقياً لا مُتوهَّماً، ولا يجب التقليل منه، أو المراهنة على تراجع الكيان ويمينه المتطرف عنه أو على تحالفات قد تردعه، هو كيان ينتظر فرصته لإنفاذ مشروعه".

ويضيف السعايدة، لـ"النهار"، أن "المؤشرات إلى النيات الصهيونية آخذة في البروز على نحو متزايد وعلينا في الأردن أن نقرأها جيداً، وليس أقلها الاستباحات غير المسبوقة للمسجد الأقصى، وتصويت الكنيست على اقتراح يقضي بضم الضفة الغربية، والحملة الشرسة لتسمين المستوطنات وإنشاء بؤر استيطانية جديدة فيها".

 

راكان السعايدة (أرشيفية)
راكان السعايدة (أرشيفية)

 

 الترانسفير إلى الأردن

ويتابع أن هناك أيضاً "إجراءات التهجير والتدمير الممنهج للمخيمات والمدن الفلسطينية في الضفة وتمزيق الجغرافيا واستنساخ تجربة غزة في إحالة الضفة إلى منطقة غير قابلة للحياة تمهيداً لتنفيذ الترانسفير إلى الأردن، وإنشاء ما أسماه الكيان (فرقة جلعاد) العسكرية على حدود الأردن، بالإضافة إلى تنفيذ تمرين عسكري قبل أيام يركز على أداء مكوناته العسكرية على حدود الأردن".

ويتطرق السعايدة، كذلك، إلى التمركز الإسرائيلي في جنوب سوريا على حدود الأردن، وسعي تل أبيب إلى "إنشاء ممر داود المحاذي للحدود الأردنية... كذلك ما تفعله وتخطط له في لبنان"، مضيفاً: "هذه المؤشرات، وغيرها، علينا أن نضعها في اعتبارنا ونحن نقيم سلوك عدو متربص لا يلتزم بميثاق أو عهد، كما على مصر أيضاً أن تقيم ما يخطط له الكيان في قطاع غزة".

أما بشأن ما على الأردن فعله من وجهة نظر السعايدة، فهو أن "نستعد ونحضر أنفسنا ونعدل سياساتنا الداخلية والخارجية لمجابهته، وأن نبني سياسات جديدة تحشد الجبهة الداخلية ونرص صفها ونوحدها ونترك خلافاتنا واختلافاتنا جانباً".

 

اقرأ أيضاً: إدانات عربية لتصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... والـ"تميمة" هديّة لسارة


الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان