كيف علّقت الداخلية السورية على فيديو "الإعدام الميداني" في مستشفى السويداء؟

أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها تتابع "الفيديو المؤلم" المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي صُوّر داخل المستشفى الوطني في محافظة السويداء.
وأعربت في بيان، عن استنكارها لـ"هذا الفعل الشنيع" وإدانتها إياه بأشد العبارات، مؤكدةً أنّه "ستتم محاسبة الفاعلين وإحالتهم على القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بغض النظر عن انتماءاتهم".
وأشارت إلى "تكليف اللواء عبد القادر الطحان المعاون للشؤون الأمنية، بتوجيه من وزير الداخلية، الإشراف المباشر على مجريات التحقيق لضمان الوصول إلى الجناة وتوقيفهم بأسرع وقت ممكن".
تتابع وزارة الداخلية الفيديو المؤلم المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أُشير إلى أنه صُوّر داخل المشفى الوطني في السويداء في وقت سابق.
— وزارة الداخلية السورية (@syrianmoi) August 10, 2025
يأتي ذلك بعد أن انتشرت مشاهد صادمة على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر عملية إعدام ميداني رمياً بالرصاص لأحد أفراد طاقم مستشفى السويداء الوطني، ممّا تسبّب بموجة غضب كبيرة في سوريا.
ويظهر في المشاهد أفراد جاثون على الأرض من الطاقم الطبي العاملين في المستشفى في أحد الممرات أمام عدد المسلحين الذين يرتدون زيّاً عسكريّاً، فيما ظهر أحدهم بِزِيّ قوات الأمن الداخلي.
وجدّد ناشطون حقوقيون سوريون دعواتهم الى إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف التي وقعت الشهر الماضي في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، بعد نشر مقطع أمس الأحد يظهر مسلحين يبدو أنهم من القوات الحكومية يقتلون مسعفاً متطوعاً في مستشفى.
وانتشر مقطع فيديو من داخل المستشفى الوطني في السويداء، يعود تاريخ تسجيله إلى الاشتباكات الدموية التي حصلت في المحافظة قبل أسابيع، حينما اقتحمت القوات الحكومية المستشفى.
ويظهر الفيديو مجموعة من الأشخاص يبدو أنهم من موظفي المستشفى جاثين على ركبهم في أحد الممرات، وعدد من المسلحين يقفون أمامهم، غالبهم يرتدي زياً عسكرياً، وأحدهم يرتدي زي قوات الأمن الداخلي.
وبعد ذلك، أطلق المسلحون النار على المسعف المتطوع، وجروا جثته بعيداً فيما بدت آثار الدماء على الأرض.
وبدأت أعمال العنف الدامي التي استمرت أسبوعاً في 13 تموز/يوليو باشتباكات بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية في السويداء (جنوب)، لكن العنف تصاعد بسرعة مع تدخل قوات الأمن الحكومية، ما أسفر في النهاية عن مقتل نحو 1400 شخص، كثيرون منهم مدنيون دروز، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت السلطات السورية إن قواتها تدخلت لوقف الاشتباكات بين الدروز والبدو، لكن اتهم شهود عيان وفصائل درزية و"المرصد السوري لحقوق الإنسان" تلك القوات بالانحياز إلى البدو وارتكاب انتهاكات ضد الدروز، شملت عمليات إعدام ميدانية.
"إعدام ميداني مروّع"
ونشر "المرصد السوري" اللقطات أيضاً، ووصفها بأنها "إعدام ميداني مروّع" نفذته "عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية".
ودعا إلى محاسبة المسؤولين و"تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة" في أعمال العنف بالسويداء.
بدوره، حثّ رئيس "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فضل عبد الغني السلطات على التحرك فوراً، ودعا لجنة الأمم المتحدة المكلفة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إلى "التحقيق في الانتهاكات المرتكبة من الأطراف كافة في السويداء".
حصلت "النهار" على فيديوهات تظهر الانتهاكات التي ارتكبها مسلحون بملابس عسكرية وأمنية في المستشفى الوطني في السويداء. pic.twitter.com/r6lgUntzyv
— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) August 10, 2025