يبدو العميد أحمد الدلاتي في كل مكان منذ مدة. "رجل الحرب والسلم"، كما سماه بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.

أمس أطل في اجتماع مع مشايخ الدروز  ورجال دين مسيحيين في السويداء،  بصفته قائد قوى الأمن الداخلي في المحافظة، حيث أعلن فرض حظر تجول في شوارع المدينة، في إطار الإجراءات الأمنية لحماية المدنيين وضمان سلامتهم. وقبل ذلك كان في باكو حيث عقدت اجتماعات أمنية مع الجانب الاسرائيلي.

 فماذا نعرف عنه؟

  كان الدالاتي من أوائل المنخرطين في الحراك الشعبي ضد النظام السابق عام 2011، وشارك في تنظيم التظاهرات السلمية، قبل أن يتحول لاحقاً إلى العمل العسكري والانضمام إلى "جيش الإسلام".

عام 2015، انتقل إلى شمال سوريا وانضم إلى "حركة أحرار الشام" وتدرّج داخلها حتى أصبح نائب القائد العام، وكان له دور محوري في غرفة عمليات "ردع العدوان" التي ساهمت في إسقاط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.

 

السويداء. (وكالات)

 

وفي آخر مسؤوليّاته، عين  في آذار/مارس 2025 عين نائباً لمحافظ ريف دمشق و محافظ القنيطرة، قبل أن يكلّف مسؤولية الأمن الداخلي في السويداء.

مولود في بلدة كفير الزيت بوادي بردى في ريف دمشق، يحمل شهادة في هندسة المعلوماتية من المعهد التقني للحاسوب، وقد تلقّى تعليمه الأساسي والثانوي في ريف دمشق، ثم درس تخصص الحاسوب، ما ساعده لاحقاً في تطوير تقنيات ميدانية في المجال العسكري.

 

View this post on Instagram

A post shared by Annahar Al Arabi (@annaharar)

 

"نقطة الوصل"
الشق الأهم كان ما نقله تقرير لوكالة "رويترز" عن مسؤولية الدالاتي عن اتّصالات مباشرة بين دمشق وتل أبيب بوساطة تركية، ضمن جهود لتهدئة التوتّر الحدودي.

وقد اعتبر كثيرون أن نقله إلى السويداء، وهي محافظة تعرّضت لكثير من الأقاويل عن أدوار إسرائيلية فيها، يُعد تأكيداً على المهمة التي اضطلع بها، ويسهّل له مهمة التواصل مع إسرائيل، نظراً الى الدور المركزي الذي تلعبه المحافظة في سياسة تل أبيب حيال دمشق، ليس لكونها جزءاً من المنطقة الجنوبية التي تسعى الدولة العبرية لتحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح فحسب، بل أيضاً بسبب تعهدّات إسرائيل المتكرّرة حماية أبناء الطائفة الدرزية واعتبار ذلك من أولويّاتها في سوريا.

 

إقرأ أيضاً:التفاوض المباشر بين سوريا وإسرائيل... بين الإنكار وغموض دور أحمد الدالاتي