اشتباكات السويداء تتفاقم... عشرات القتلى والجرحى وسط نزوح جماعي

المشرق-العربي 13-07-2025 | 21:27

اشتباكات السويداء تتفاقم... عشرات القتلى والجرحى وسط نزوح جماعي

المرصد السوري: "القتلى هم (17 من الدروز بينهم طفلان، و4 من بدو السويداء) بالإضافة إلى نحو 50 جريحاً بينهم أطفال وآخرين بحالات حرجة".
اشتباكات السويداء تتفاقم... عشرات القتلى والجرحى وسط نزوح جماعي
مشهد من محافظة السويداء في سوريا (أرشيفية)
Smaller Bigger

قتل 21 شخصاً اليوم الأحد وأصيب عشرات في اشتباكات بين مقاتلين دروز وبدو في محافظة السويداء، وفق حصيلة جديدة أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيراً إلى "نزوح جماعي واشتباكات واستهداف بلدات في تصعيد أمني خطير".

 

وقال المرصد: "ارتفعت حصيلة الضحايا جراء الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء ومناطق بالمحافظة إلى 21 قتيلا بينهم طفلان، وهم: (17 من الدروز بينهم طفلان، و4 من بدو السويداء) بالإضافة إلى نحو 50 جريحاً بينهم أطفال وآخرين بحالات حرجة".

 

وأضاف: "نزح معظم سكان قرية الطيرة في ريف السويداء باتجاه بلدتي المزرعة ومدينة السويداء، عقب دخول مجموعات مسلحة إلى محيط القرية، واندلاع أعمال عنف تخللها إحراق عدد من المنازل، في حين بقيت مجموعات محلية مرابطة داخل الطيرة بهدف حماية المنطقة من الهجمات المتكررة".

 

وتابع المرصد: "بلدتا سميع والمزرعة تعرضتا للاستهداف بعدد من القذائف، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط لبين وحران، وسط تأكيدات من الفصائل المحلية المرابطة على خطوط التماس بأنها تواصل التصدي للهجمات".

 

والاشتباكات هي أول أعمال عنف تشهدها المنطقة منذ تلك التي سجّلت بين دروز وقوات الأمن وأوقعت عشرات القتلى في نيسان/أبريل وأيار/مايو.


ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى "ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار".

وأضاف: "نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين".

وتشكل محافظة السويداء أكبر تجمع للدروز في سوريا الذين يقدر عددهم بنحو 700 ألف نسمة.

وسبق أن أسفرت اشتباكات دامية اندلعت في منطقتين قرب دمشق في نيسان/أبريل، وامتدت تداعياتها الى السويداء، عن مقتل 119 شخصا على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن، في مواجهة دموية تدخلت خلالها إسرائيل عبر شنّ غارات جوية وتحذير دمشق من المساس بأبناء الطائفة.

وإثر هذه الاشتباكات، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد الذي سلط الضوء مجددا على تحديات تواجهها السلطة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة الحكم السابق في كانون الأول/ديسمبر.

 

وفي وقت سابق اليوم، قال المرصد السوري "سيطر أبناء عشائر البدو على مشارف بلدة الطيرة بريف السويداء وقتل شاب درزي أثناء الاشتباكات. كما شهدت قرية لبين اشتباكات بعد تعرض القرية لاستهدفات من الجهة الغربية"، مشيراً إلى أن "الاشتباكات تستمر في حي المقوس بمدينة السويداء، والتوترات امتدت إلى بعض المناطق في ريفي السويداء الغربي والشمالي".

 

ووفق المرصد: "اندلعت اشتباكات عنيفة، بعد ظهر اليوم، على مدخل محافظة السويداء من جهة قرية الصورة الكبيرة في الريف الشمالي، وذلك عقب هجوم شنته مجموعات مسلحة من أبناء العشائر على حواجز للشرطة التابعة لقيادة الأمن الداخلي، فيما سُجّل سقوط قذائف هاون أطلقها المسلحون على محيط قرية الصورة الكبيرة، تزامناً مع محاولتهم التقدم باتجاه الحاجز. ودفعت مجموعات مسلحة من مناطق حوران، اليوم، بتعزيزات عسكرية باتجاه محيط مدينة السويداء، لمؤازرة أبناء العشائر البدوية التي تخوض اشتباكات مع قوات الأمن في عدد من النقاط على أطراف المدينة".

 

 

وقال نقلاً عن مصادر: "إن العشرات من المسلحين المنحدرين من ريف درعا تحركوا على متن آليات باتجاه مناطق الاشتباكات في ريف السويداء الشمالي والغربي، وسط ترقب لتصاعد وتيرة المواجهات في الساعات المقبلة، لاسيما بعد سقوط قتلى وجرحى خلال الهجمات التي شهدتها المنطقة منذ صباح اليوم".

 

وأضاف: "تأتي هذه التطورات بعد أن أقدمت مجموعات مسلحة، منذ ساعات الصباح، على قطع طريق دمشق – السويداء من عدة محاور، أبرزها محور بلدة براق في ريف دمشق، ما دفع القوات الأمنية إلى إغلاق الطريق بشكل كامل أمام حركة المرور، وسط حالة من الاستنفار والتوتر في المنطقة. كما جرى قطع طريق دمشق -السويداء عند حاجز المسمية من قبل القوى الأمنية لضمان سلامة المواطنين".

 

وتابع: "جاءت هذه التطورات في سياق تصعيد أمني متسارع، على خلفية حوادث احتجاز متبادل بين مسلحين محليين وعشائر من  المنطقة، عقب اعتداء مسلح تعرض له شاب من أبناء السويداء على طريق دمشق – السويداء قبل أيام. ووفقاً للمعلومات، فإن مجموعة مسلحة من أبناء العشائر نصبت حاجزاً مؤقتاً قرب منطقة “المسمية”، حيث اعترضت طريق الشاب واعتدت عليه بالضرب وسلبت ممتلكاته، قبل إطلاق سراحه في منطقة نائية وهو بحالة صحية حرجة. ورداً على هذه الحادثة، أقدم عدد من أبناء المحافظة على احتجاز أفراد من العشائر، ما أدى إلى تصاعد التوترات مجدداً، وقيام مجموعة من العشائر بنصب حاجز مؤقت في حي المقوس واحتجاز أشخاص تابعين للمسلحين المحليين، بالتزامن مع قطع طريق دمشق – السويداء الرئيسي".

 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان: "تأتي هذه التطورات في سياق تصعيد أمني متسارع، على خلفية حوادث احتجاز متبادل بين مسلحين محليين وعشائر من المنطقة، عقب اعتداء مسلح تعرض له شاب من أبناء السويداء على طريق دمشق – السويداء قبل أيام".


عنصران من الأمن السوري (أرشيفية)
عنصران من الأمن السوري (أرشيفية)

 

بيان للرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز

من جهتها، أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في سوريا بياناً جاء فيه: "لقد تطورت الأحداث بفتنة خفية مقيته نستنكرها كيفما كانت وكل اللوم وطلب الحساب على مشعليها ففي هذه الأيام العصيبة".

 

وأضاف البيان: "ومع تصاعد التوتر على طريق دمشق – السويداء وامتداد تداعياته إلى مختلف أطراف جبل العرب، نؤكد على موقفنا الثابت والراسخ بأن درء الفتنة هو واجب وطني وأخلاقي لا حياد عنه، ودماء أبنائنا خط أحمر لا يجوز التساهل فيه أو المتاجرة به تحت أي ذريعة أو غاية. نحن ندعو ‏الحكومة المؤقتة لضبط الأمن والأمان على طريق دمشق السويداء وإبعاد العصابات المنفلتة عنه. نحن إذ  نحرّم الاعتداء وندينه بكل أشكاله، ولكننا في الوقت نفسه نرفض القبول باستمرار الظلم أو السكوت عن الانتهاكات المتكررة التي تطال أهلنا وطرقنا وكرامتنا".

وتابع: "وسط ما يحصل من تسارع أحداث  لم نكن نرجو حصولها ندعو الجميع، أفراداً وقيادات، إلى تغليب صوت الحكمة والمسؤولية، والوقوف صفاً واحداً لرفض الفوضى ومخططات التفرقة، مع تأكيدنا على حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا وأرضنا وأمننا، دون الانجرار إلى أتون الفتنة التي لا تخدم إلا أعداء الجبل وسوريا كما ندعو دائما  بأن السلم خيارنا مهما حصل".

 

كما جاء في البيان ذاته: "الاخوة والاهل جميعا في بيان قريب ناشدنا اهلنا من ابناء العشائر الكرام بكل محبة واخاء واهلية وحفظ لتاريخ وعيش مشترك امن وحن على المحبة والاهلية محافظون.  ولن تنحل عرى الأهلية و الوطنية  مهما حصل.   لذلك وبكل أسف فليست هذه هي معركتنا ولسنا أعداء بعضنا. فحرام أن يحصل ما حصل بين الأهل والجوار  ومصير الوطن يتطلب الحرص على أرواحنا وأرزاقنا وكرامتنا جميعا وحرصا على عدم استباحة الدماء الطاهرة من الجميع وكما قلنا ونقول  فدماؤنا وارزاقنا محرمة على بعضنا. بكل مودة وحرص نطلب من كل  الأطراف وقف الأعمال القتالية ووقف إطلاق النار من الجميع حرصا على الجميع واحلال  السلم الأهلي من جديد.. والتهدئة بين أبنائنا والبداوة والعشائر في كل أصقاع الجبل والحرص على أمان الجميع".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/13/2025 1:59:00 AM
حكومة بنيامين نتنياهو تجري مشاورات هاتفية عاجلة بشأن تعديلات على قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار خطة ترامب.
النهار تتحقق 10/15/2025 10:36:00 AM
"الرهائن الإسرائيليون بالبيجامات الكاستور المصرية". ضجة في وسائل التواصل بسبب مشاهد تقصّت "النّهار" صحّتها. 
لبنان 10/15/2025 7:13:00 AM
التفجير استهدف مجدداً حي المساير الذي تعرض سابقاً لأكثر من عملية مماثلة
سياسة 10/15/2025 6:09:00 PM
غارة من مسيرة تستهدف رابيد على طريق صديقين وأنباء عن إصابات