مفاوضات هدنة غزة تنطلق في الدوحة... ونتنياهو يعول على لقائه المرتقب بترامب

وقال المصدر إن "المفاوضات تدور حول آليات التنفيذ" للاتفاق المحتمل و"تبادل الأسرى"، موضحا أنها بدأت عند الساعة 18,30 بتوقيت غرينيتش ويتم خلالها "تبادل المواقف والإجابات عبر الوسطاء".
قبل ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن الاثنين قد "يساهم" في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال نتنياهو في إحاطة للصحافيين من أمام الطائرة في مطار بن غوريون: "أعتقد أن المحادثة مع الرئيس ترامب يمكن أن تُسهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي نتمناه جميعا".
وسيكون هذا اللقاء الثالث لنتنياهو مع ترامب خلال أقل من ستة أشهر، فيما يضغط الأخير من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي مزقته الحرب المستمرة منذ 21 شهرا.
وقالت القناة 12 العبرية في وقت سابق اليوم إنه من المتوقع أن يتواجد وفد "حماس" في غرفة، ووفد إسرائيل في غرفة أخرى في نفس المبنى، بينما يقوم مسؤولون مصريون وقطريون بنقل الرسائل بين الطرفين.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على سير المباحثات إن "الوسطاء أبلغوا حماس ببدء جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة الأحد"، مشيرا إلى أن وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، والطواقم الفنية "يتواجدون حاليا في الدوحة وجاهزون لمفاوضات جدية".
وأضاف أن المفاوضات تركز على "آليات تنفيذ اتفاق الاطار لوقف النار بناء على المقترح الجديد" مشيرا إلى أن "حماس تريد التركيز على الملاحظات التي أبدتها في ردها لتحسين إدخال المساعدات بكميات كافية وعبر منظمات الأمم المتحدة والدولية، والانسحاب (الإسرائيلي) من القطاع، والضمانات لوقف الحرب بشكل دائم ورفع الحصار وإعادة الإعمار".
وأوضح المسؤول ذاته أن منظمات الأمم المتحدة خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لديها مئات النقاط ومراكز توزيع المساعدات وخبرة طويلة في القطاع، منوها إلى أن "حماس تريد التأكيد على فتح معبر رفح (الحدودي بين مصر وغزة) في الاتجاهين أمام الأفراد والمساعدات".
وغادر وفد من المفاوضين الإسرائيليين الاحد متوجّها إلى الدوحة، حسبما أفادت قناة "كان" العامة.
ومساء السبت، أعلنت إسرائيل أنها سترسل فريق تفاوض إلى قطر لإجراء محادثات تهدف إلى تأمين اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة.
والجمعة، أعلنت حركة "حماس" أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فورا" في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة برعاية الولايات المتحدة وبوساطة مصر وقطر.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لقد تم إبلاغنا الليلة الماضية بالتغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها على المقترح القطري وهي غير مقبولة لإسرائيل".
ورغم ذلك أصدر نتنياهو "توجيهات لتلبية الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة ومواصلة الجهود لاستعادة رهائننا على أساس المقترح القطري الذي قبلته إسرائيل"، موضحا أن "فريق التفاوض سيسافر غدا (الأحد) لإجراء مناقشات في قطر".
الوضع الميداني في غزة
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم مقتل 26 شخصا بضربات إسرائيلية، مع توسيع إسرائيلا عملياتها العسكرية بعد حوالى 21 شهرا على اندلاع الحرب مع حركة حماس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل: "قُتل ما لا يقل عن 26 شخصًا جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ منتصف الليل في مناطق مختلفة من قطاع غزة".
وأوضح بصل أن من بين القتلى "عشرة شهداء وعددا من الجرحى سقطوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت في الساعة الرابعة صباحًا (01:00 ت غ) منزلًا في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة".
وقد أشار بصل إلى عدة حوادث حصدت قتلى، وقعت بغالبيتها في شمال القطاع.
وقال أسامة الحناوي، أحد سكان حي الشيخ رضوان: "نفقد يوميًا شبابًا وعائلات وأطفالًا، ويجب على هذا أن يتوقف الآن. لقد سُفك ما يكفي من الدماء – كفى دمارًا وتشريدًا لشعبنا".
وأضاف أن الجيران واصلوا البحث تحت الأنقاض لساعات بعد الغارة، على أمل العثور على جثث الضحايا.
وفي مستشفى الشفاء بمدينة غزة، اجتمع أقارب القتلى لإقامة صلاة الجنازة على أرواحهم، ومدّدت الأكفان على الأرض، وكان من بينها على الأقل أربعة أكفان صغيرة تشير إلى أن الضحايا أطفال.