نتنياهو يتحدّث عن "تقدم كبير" بمفاوضات غزة... هل يتم إقناع حماس باقتراح ويتكوف؟

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، إنه تم إحراز "تقدم كبير" في مفاوضات صفقة التبادل واستعادة المحتجزين في قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو: "من المبكر إعطاء الأمل لكننا نعمل دون تلكؤ في هذه الساعات من أجل صفقة تبادل. نعمل في كل وقت من أجل الصفقة وأتمنى أن نستطيع التقدم".
لاحقاً، قال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء عقد اجتماعاً مع وزير الدفاع ووزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس الأركان لبحث تطورات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
إلى ذلك، أفاد مراسل لـ"أكسيوس" عبر منصة "إكس" اليوم، نقلاً عن مسؤولين كبيرين أميركي وإسرائيلي، بأنه لا يُتوقع حدوث انفراجة في محادثات مرتقبة هذا الأسبوع حول وقف إطلاق النار في غزة لكن الجهود المبذولة لإقناع حماس بتخفيف موقفها حيال اقتراح تدعمه الولايات المتحدة تحرز تقدماً.
وكانت إسرائيل أعلنت أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، أنها وافقت على المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، متهمةً "حماس" برفضه.
فيما أكدت الحركة الفلسطينية أنها وافقت على الاقتراح الأميركي، مطالبةً ببعض التعديلات.
وكررت أكثر من مرة استعدادها لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع المحاصر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع مع تعهدات أميركية بذلك.
في حين اتهم ويتكوف "حماس" بعرقلة المفاوضات، لافتاً إلى أنها لم توافق على المقترح.
يذكر أن اقتراح ويتكوف كان نص على إطلاق 10 أسرى إسرائيليين و8 جثث مقابل هدنة 60 يوماً، وافراج إسرائيل عن مئات الفلسطينيين.
إلا أن "حماس" طالبت بتغيير جدول إطلاق سراح الرهائن العشرة الأحياء وجثث الثمانية المشمولة بالصفقة، بحيث يتم ذلك على 6 دفعات خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.
كما طالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل إلى الخطوط التي كان متمركزاً فيها قبل انهيار الهدنة في آذار/ مارس الماضي، وتمسكت بالحصول على ضمانات أميركية لإنهاء الحرب بشكل تام، ما شكل نقطة الخلاف الرئيسية.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "إسرائيل أجرت تعديلات طفيفة على اقتراح الصفقة وتنتظر رد حماس، وتدرس كذلك إرسال وفد تفاوضي للدوحة أو القاهرة"، بينما تحدثت القناة 13 العبرية عن "اقتراح قطري جديد يتضمن إطلاق سراح 8 أسرى أحياء في اليوم الأول واثنين في اليوم الأخير، وإطلاق سراح جثث على 3 دفعات، مع وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، وإجراء مفاوضات حول إنهاء الحرب، وضمانات شخصية من ويتكوف وترامب باستقرار وقف إطلاق النار".
مزيد من الضحايا...
قالت سلطات الصحة في غزة إن 17 فلسطينيا على الأقل قُتلوا وأُصيب العشرات جراء إطلاق إسرائيل النار لدى اقتراب آلاف النازحين من موقع توزيع مساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في وسط القطاع اليوم الثلاثاء.وذكر مسعفون أن المصابين نُقلوا إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط غزة ومستشفى القدس في مدينة غزة بشمال القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت أعيرة تحذيرية على "مشتبه بهم كانوا يتقدمون في منطقة وادي غزة ويشكلون تهديدا للقوات".
وأضاف أنه على علم بتقارير تفيد بإصابة عدد منهم، لكنه أشار إلى أن الأرقام التي أصدرتها سلطات الصحة المحلية لا تتوافق مع المعلومات المتوفرة لديه.
وقال الجيش: "أطلقت القوات الرصاصات التحذيرية على بعد مئات الأمتار من موقع توزيع المساعدات قبل موعد فتحه تجاه مشتبه بهم كانوا يشكلون تهديدا للقوات".
وكان الجيش اتهم سابقا مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بتعمد تعطيل توزيع المساعدات.
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية في بيان: "حدثت هذه الواقعة قبل ساعات من بدء عملياتنا أمام المركز الذي نوزع منه المساعدات"، وأحالت أسئلة إضافية إلى الجيش الإسرائيلي.
وكانت المؤسسة ذكرت في وقت سابق أنها قدمت المساعدات اليوم الثلاثاء من ثلاثة مواقع في جنوب ووسط غزة دون أي مشكلات.
وحذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين الأسبوع الماضي من الاقتراب من الطرق المؤدية إلى مواقع مؤسسة غزة الإنسانية بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا بالتوقيت المحلي، ووصف هذه الطرق بأنها مناطق عسكرية مغلقة.
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الطرود الغذائية في القطاع نهاية شهر أيار مايو، وتشرف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات تقول الأمم المتحدة إنه يفتقر للحياد والنزاهة.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس: "يوما بعد يوم، ترد تقارير عن سقوط قتلى وعشرات المصابين في نقاط توزيع تديرها إسرائيل وشركات أمن خاصة".
وأضاف: "يواصل هذا النظام المُهين إجبار آلاف الجياع واليائسين على السير عشرات الأميال، ولا يراعي من هم في أمس حاجة للمساعدة والذين يعيشون على مسافات بعيدة جدا".