المشرق-العربي 13-04-2025 | 18:52

سوريا... "اللواء الثامن" يحل نفسه ويضع أسلحته في تصرف وزارة الدفاع (فيديو)

العقيد محمّد الحوراني يقول: "نحن أفراد وعناصر وضباط ما يعرف سابقاً باللواء الثامن نعلن رسمياً حل هذا التشكيل وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع في الجمهورية العربية في السورية".
سوريا... "اللواء الثامن" يحل نفسه ويضع أسلحته في تصرف وزارة الدفاع (فيديو)
أحمد العودة (أرشيفية)
Smaller Bigger

 

أعلن اللواء الثامن أبرز الفصائل المسلحة في جنوب سوريا بقيادة أحمد العودة، حل نفسه ووضع أسلحته وعناصره تحت تصرف وزارة الدفاع السورية وفق بيان تلاه اليوم الأحد الناطق باسمه في تسجيل مصور.

 

وقال العقيد محمّد الحوراني: "نحن أفراد وعناصر وضباط ما يعرف سابقاً باللواء الثامن نعلن رسمياً حل هذا التشكيل وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع" السورية.

 

أتى ذلك بعد يومين من اضطرابات سجلت في بلدة بصرى الشام في ريف درعا (جنوب) انتهت باتفاق مع وجهاء المنطقة أفضى إلى دخول عناصر الأمن العام التابعين لوزارة الداخلية لـ"بسط الأمن والاستقرار" على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

 

وتابع الحوراني: "هذا القرار يأتي انطلاقا من الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بسيادة الدولة" مشيراً إلى أن هذه الخطوة "بداية جديدة لتعزيز مسيرة الوطن تحت مظلة الدولة السورية".

 

 

 

 

 

وقبل أيام، كاد التصعيد في درعا يبلغ نقطة اللاعودة مع اقتراب أرتال الأمن العام من محيط مدينة بصرى الشام، التي تعتبر معقل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، غير أن ضغوطاً داخلية وخارجية دفعت الطرفين إلى عقد اتفاق تهدئة في اللحظات الأخيرة.


وأفادت مصادر خاصة "النهار" بأن قيادة اللواء الثامن، الذي أصبح يستخدم تسمية مجموعات العودة، أعطت الوحدات التابعة لها أمراً عسكرياً بالاشتباك مع  من سمتهم أرتال المجموعات المسلحة بمجرد وصولها إلى حدّ جغرافي معين، لأن ذلك، وفقاً للمصادر، يعني "تجاوز كلّ الخطوط الحمراء التي تتعلق بوجودها وحماية منطقة نفوذها".

وأبدت المصادر المقربة من قيادة اللواء الثامن استغرابها من لجوء "مجموعات مسلحة"، وفق تعبيرها، إلى هذا التصعيد، بالرغم من حلّ الإشكال الذي حصل على خلفية اعتقال قائد "كتيبة شهداء المقداد" بلال الدروبي مساء الخميس الماضي، وصدور بيان عن وجهاء وشيوخ مدينة بصرى الشام بهذا الشأن.

وأوضحت المصادر أنها استخدمت تسمية "المجموعات المسلحة" وليس الجيش أو أجهزة الأمن، لأنّ "طريقتها في إدارة ملف قضية بسيطة تتعلق باعتقال شخص - أيّاً يكن موقعه - تتنافى مع منطق الدولة وتدخل في إطار ممارسة العصابات".

وبدأ التوتر يسود في درعا مساء الخميس، بسبب قيام حاجز بإيقاف سيارة تبين أن الدروبي يستقلها، وبعد أن قاوم محاولة اعتقاله إثر العثور على كمية من المخدرات في السيارة، قام أحد عناصر الحاجز بإطلاق الرصاص عليه وإصابته في ساقه.

وكانت "كتيبة شهداء المقداد" تنضوي تحت قيادة "شباب السنة"، الفصيل الذي كان يقوده أحمد العودة قبل إجراء التسوية عام 2018، لكنها أوقفت نشاطها العسكري بعد ذلك من دون أن يتوقف الدروبي عن التنسيق مع قيادة اللواء الثامن.

وأكدت المصادر، لـ"النهار"، أن الدروبي "استأذن من قيادة اللواء قبل أن يذهب للتعاون مع الأمن العام"، مشدّدة على أنه "ليس منتسباً بشكل رسمي لجهاز الأمن العام أو قوات الجيش، لكنه يعمل بالتنسيق معهما".

 

وتوضيحاً لما حدث مساء الخميس الماضي، قالت المصادر إن "قيادة الأمن العام أبلغت قيادة اللواء الثامن أنها تقوم بعملية ملاحقة شحنة مخدرات" من درعا إلى السويداء. وأضافت أنه "في مثل هذه الحالات تقوم قيادة اللواء بنشر حواجز على الطرقات لتسهيل عملية الملاحقة. وقد أوقف أحد الحواجز سيارة الدروبي وحدث ما حدث"، لكنّها شددت على أن عناصر الحاجز لم يصيبوه عمداً وعملوا على نقله إلى أقرب مستشفى.

وعندما توترت الأجواء عقب هذه الحادثة، تدخل وجهاء وشيوخ مدينة بصرى الشام ونجحوا في فرض التهدئة، وأصدروا بياناً أعربوا فيه عن رفضهم كل أشكال العنف ضد الأمن العام، وتمسكهم بوحدة سوريا وأن بصرى الشام جزء منها. وحذروا من استغلال ظروف المنطقة لتحقيق أجندات خارجية.

 

رتل للأمن العام السوري في محيط درعا (أرشيفية)
رتل للأمن العام السوري في محيط درعا (أرشيفية)

 

وكان هناك تواصل مستمر بين قيادة اللواء الثامن وفرقة درعا التابعة للجيش السوري بقيادة العميد بنيان الحريري، وهو ما أثار استغراب قيادة اللواء في اليوم التالي عندما بدأت "مجموعات مسلحة" تحشد قواها في محيط بصرى الشام مهددة باقتحامها، لأن الحريري كان رافضاً التصعيد. وهو ما أعاد إلى الواجهة فرضية وجود أكثر من جناح داخل بنية الجيش الجديد.

وبلغت التطورات ذروتها عصر الجمعة، عندما بدأت بعض قيادات المجموعات المسلحة التي طوقت بصرى الشام وبعض المساجد في المنطقة تتحدث عن اقتحامها ما لم يقم اللواء الثامن بحلّ نفسه وتسليم سلاحه.

وأكدت مصادر اللواء الثامن، لـ"النهار"، أنه "في الساعات الأخيرة طُلب تسليم عدد من قيادات اللواء إلى الأمن العام، وهو ما رفضته القيادة رفضاً قاطعاً، موجهة إلى عناصرها أوامر صارمة بالمواجهة في حال تجاوز الأرتال الحد المتفق عليه".

ونتيجة خصوصية درعا وحساسية الموقف فيها، لاسيما مع رسم إسرائيل حدود منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، وكذلك نتيجة علاقات اللواء الثامن مع جهات خارجية، سارعت العديد من القوى بدفع من هذه الجهات للتوسط بين الطرفين منعاً لانزلاق المنطقة إلى مستنقع العنف الذي لا يريده أحد باستثناء بعض الرؤوس الحامية.

وبالفعل، نجحت الوساطة في التوصل إلى عقد اتفاق تضمن انسحاب أرتال الأمن العام من النقاط المتوترة في ريف درعا. على أن يتم تسليم خمسة من العناصر الأمنيين إلى القضاء بسبب قيامهم بإطلاق الرصاص خلال التوترات. وبالتالي لم يتضمن الاتفاق تسليم القيادات التي كانت المجموعات المسلحة تُطالب بتسليمهم.

 

اقرأ أيضاً: من هو رجل الأعمال السوري علي قدور الزرقاني الذي قتل في حلب؟

 

 

 

التمسك سابقاً بالسلاح

وغابت "غرفة عمليات الجنوب"، وهي ائتلاف فصائل في محافظة درعا بقيادة أحمد العودة، وأول من دخل دمشق عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد "لحماية مؤسساتها الحيوية"، عن اجتماع أعلنت فيه السلطات في كانون الأول/ديسمبر عن حل جميع التشكيلات المسلحة وانضمامها تحت مظلة وزارة الدفاع.

 

وتمسّكت قوات أحمد العودة ومن بينها مجموعات اللواء الثامن، بسلاحها وحافظت على معداتها الثقيلة وتجهيزاتها الكاملة.

 

وفي الثامن من كانون الأول/ديسمبر، دخلت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى دمشق بعد هجوم مباغت بدأته من شمال سوريا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وأدى ذلك إلى الإطاحة ببشار الأسد ونهاية حكم عائلته الذي استمرّ أكثر من نصف قرن.

 

وشكل مقاتلون محليون من فصائل معارضة سابقة وآخرون ممن أجروا اتفاق تسوية مع النظام غرفة عمليات الجنوب في السادس من كانون الأول/ديسمبر.

 

وتُعدّ محافظة درعا التي شكّلت مهد الاحتجاجات الشعبية، المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها جميع مقاتلي الفصائل المعارضة بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها في تمّوز/يوليو 2018، إذ وضع اتفاق تسوية رعته موسكو حدّا للعمليات العسكرية وأبقى على وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة.

 

وانسحبت قوات أحمد العودة من العاصمة بعد وصول مقاتلي الشمال بقيادة هيئة تحرير الشام "خشية من حدوث فوضى أو تصادم مسلح" على ما قال المتحدث الرسمي باسمها حينها، موضحا: "عدنا أدراجنا إلى مدينة درعا" بعد ظهر الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

 

والتقى العودة بعد يومين من سقوط دمشق بقائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، لكنه لم يشارك بعد ذلك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي وجمع فيه قادة فصائل المسلحة قبلوا بالانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.

 

وتسعى السلطات الجديدة لبسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية من خلال تفاهمات جرت مع الأكراد شمال شرق البلاد، واتصالات مع الدروز جنوباً.

 

وأجرى ممثلون عن الأقلية الدرزية التي تتمركز بشكل رئيسي في السويداء، مفاوضات مع السلطة في دمشق بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل دمج مجموعاتهم المسلحة ضمن الجيش السوري.

 

وفي 11 آذار/مارس، وقّع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي اتفاقا يقضي "بدمج" كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.

 

وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة أميركيا على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، تضم أبرز حقول النفط والغاز. وشكّلت قوات سوريا الديموقراطية، ذراعها العسكرية، رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من دحره من آخر معاقل سيطرته في البلاد عام 2019.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟