فرار الآلاف من رفح... 31 قتيلاً وأكثر من 100 جريح بضربة على مركز للنازحين




فرّ مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، اليوم الخميس، في واحدة من أكبر موجات النزوح الجماعي منذ اندلاع الحرب مع تقدّم القوات الإسرائيلية وسط الأنقاض في مدينة رفح التي أعلنتها ضمن نطاق "منطقة أمنية" تعتزم السيطرة عليها.
وبعد يوم من إعلان نيتها السيطرة على مساحات واسعة من القطاع، توغّلت القوات الإسرائيلية في المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي الذي كان بمثابة الملاذ الأخير للنازحين من مناطق أخرى خلال الحرب.
في المستجدّات، أعلنت وكالة الدفاع المدني في غزة أن ما لا يقلّ عن 31 شخصاً قُتلوا الخميس في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة كانت تستخدم كمأوى للنازحين جراء الحرب.
وأوضح المتحدّث باسم الوكالة، محمود بصل، لوكالة "فرانس برس" أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 31، بينما أصيب أكثر من 100 آخرين في الغارة التي استهدفت مدرسة دار الأرقم في حي التفاح شمالي شرق مدينة غزة.
ولم يقدّم الجيش الإسرائيلي ردّاً فورياً عند الاتصال به، لكنّه قال إنه استهدف "مركز قيادة وتحكم تابعاً لحماس في منطقة مدينة غزة".
وأضاف الجيش في بيان "كان الإرهابيون يستخدمون مركز القيادة والتحكم للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش الإسرائيلي".
ولم يتّضح في الحال ما إذا كان الجيش يتحدث عن الغارة نفسها التي استهدفت المدرسة.
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي "إنّنا نواصل عملية متدرجة ولن نتوقّف حتى نحرر جميع مخطوفينا الأحياء والأموات وقد هاجمنا أكثر من 600 هدف في قطاع غزة لإعداد الأرض للدخول البري".
في وقت سابق، ذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أنّ 97 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، من بينهم 20 على الأقل قتلوا في غارة جوية على حي الشجاعية بمدينة غزة فجر اليوم.
إلى ذلك، أعلنت "سرايا القدس" قصف موقع ناحل عوز العسكري. وقد أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية دوي صفارات الإنذار في غلاف غزة.
وقال أب لسبعة أطفال هو من بين مئات الآلاف من الفارين من رفح إلى خان يونس المجاورة، لـ"رويترز"، عبر تطبيق للتراسل: "رفح راحت، قاعدين بيمحوا فيها".
وأضاف الرجل: "هم بيدمروا كل مبنى أو بيت لسه واقف".
وبعد غارة جوية أودت بحياة أشخاص عدّة في خان يونس، تفقد عادل أبو فاخر الأضرار التي لحقت بخيمته وقال "إيش في عنا. ضل عنا حاجة؟ ما ضلش، قاعدين بنموت وإحنا نايمين".
ويُمثّل الهجوم للسيطرة على رفح تصعيداً كبيراً في الحرب التي استأنفتها إسرائيل الشهر الماضي متخلّية بذلك عمليّاً عن وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في كانون الثاني / يناير الماضي.
وفي حي الشجاعية في الشمال، وهو أحد الأحياء التي أمرت إسرائيل السكان بمغادرتها، تدفّق مئات السكان اليوم الخميس، بعضهم يحملون أمتعتهم ويسيرون على الأقدام، والبعض الآخر يحملونها على عربات تجرها الحمير وعلى دراجات أو في شاحنات صغيرة مغلقة.
وقالت امرأة من السكان "بدنا موت، يموتونا ويريحونا من هاي العيشة، إحنا مش عايشين أحنا ميتين، وين البلاد العربية وين الناس وين الطيبين وين المسلمين وين العباد وين الأمة".
وصدرت أوامر إخلاء لسكان غزة ممن عادوا إلى منازلهم المدمرة خلال وقف إطلاق النار لمغادرة التجمّعات السكنية الواقعة على الأطراف الشمالية والجنوبية للقطاع.
ويخشى السكان من أن تكون نية إسرائيل هي التهجير من تلك المناطق إلى أجل غير مسمى، ما يترك مئات الآلاف بلا مأوى دائم في واحدة من أفقر مناطق العالم وأكثرها ازدحاماً. وتشمل المنطقة الأمنية بعضاً من آخر الأراضي الزراعية في غزة وبنية تحتية مائية حيوية.
ومنذ انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في بداية آذار/مارس من دون التوصّل إلى اتفاق لتمديده، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على جميع البضائع التي تصل إلى سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ما أعاد خلق ما وصفته المنظمات الدولية بكارثة إنسانية بعد أسابيع من الهدوء النسبي.