أجواء الاحتفال غائبة... عيد الفطر في قطاع غزة تحول "يوم حداد"

المشرق-العربي 30-03-2025 | 17:11

أجواء الاحتفال غائبة... عيد الفطر في قطاع غزة تحول "يوم حداد"

مع شروق الشمس خرج آلاف المواطنين يصطحبون أطفالهم والنساء لأداء صلاة العيد، التي أقيمت في خيام أو فوق أنقاض مساجد ومنازل مدمرة.
أجواء الاحتفال غائبة... عيد الفطر في قطاع غزة تحول "يوم حداد"
فلسطينيون في غزة (ا ف ب)
Smaller Bigger

بات عيد الفطر في غزة "يوما للوداع والجنازات" على وقع القصف الإسرائيلي المستمر، على قول ربة العائلة نهلة أبو مطر التي تقيم في خيمة بخان يونس.

وتضيف أبو مطر (28 عاما) لوكالة فرانس برس: "العيد كان دائمًا بالنسبة الينا يوم فرح، اشتقت إلى رائحة حلويات الكعك والمعمول التي كانت تملأ المكان. لقد حلت محلها رائحة الموت والبارود".

وتتابع أن كل شيء مختلف في هذا العيد: "لا فرح ولا طقوس، لا منازل ولا مساجد نصلي فيها، الساحات التي كنا نجتمع فيها أصبحت مليئة بالأنقاض والأشلاء".

وقتل ثمانية فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة ومنزلا في جنوب القطاع فجر الأحد، وفق الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل.

مع شروق الشمس خرج آلاف المواطنين يصطحبون أطفالهم والنساء لأداء صلاة العيد، التي أقيمت في خيام أو فوق أنقاض مساجد ومنازل مدمرة.

وافترش العديد منهم الأرض وهم يرددون تكبيرات الصلاة.

 

من غزة (ا ف ب)
من غزة (ا ف ب)

 

وأثناء الصلاة سمعت أصوات العديد من الانفجارات إثر قصف مدفعي إسرائيلي، بينما سمع هدير الطائرات المسيرة التي تملأ أجواء القطاع.

وغابت أجواء الاحتفال بالعيد التي اعتادها الغزاويون، فلا حدائق ولا ألعاب للأطفال، مع مواصلة إسرائيل قصفها الجوي والمدفعي وعملياتها العسكرية.

 

من غزة (ا ف ب)
من غزة (ا ف ب)

 

أكفان بدل ملابس جديدة 
تقول أماني القاضي إنها استيقظت في ساعة مبكرة صباح يوم العيد لتكتشف أن حريقا شب في خيمتها إثر الغارة الجوية التي استهدفت خيمة نازحين مجاورة حيث قتل ثمانية مواطنين بينهم خمسة أطفال، وعدد منهم من أقاربها.

وتورد المرأة الأربعينية: "استيقظت من نومي على صوت الانفجار كما في كل صباح، شهداء أطفال ونساء ورجال، أشلاء وصراخ وبكاء في أول ساعة في العيد". وتتابع: "الأطفال هنا يلفون بأكفان ممزقة، بدلا من أن يلبس أطفالنا ملابس جديدة للاحتفال في العيد".

وبسبب القصف، لم يتمكن الغزيون من تبادل الزيارات على جاري عادتهم.

 

فلسطينيون يصلون في غزة (ا ف ب)
فلسطينيون يصلون في غزة (ا ف ب)

 

تقول بسيون الحلبي إنها فقدت نصف أفراد عائلتها في الحرب، وتضيف: "قضيت الأعياد بكل حزن، كيف أحتفل بالعيد وأنا لم أحتفل معهم".

وتشير سيرين الوحيدي (33 عاما) وهي نازحة في خان يونس إلى أن "الوضع مأسوي، تعبنا من النزوح، تعبنا من الحياة في الخيام والجوع والغلاء وعدم توافر الماء والطعام والأدوية، تعبنا من الخوف والاحباط".

وتتساءل: "هل يعقل ان يحصل قصف ويسقط شهداء ودماء في صباح أول يوم في العيد؟ الناس يؤدون صلاة الجنائز على الشهداء بدلا من صلاة العيد والفرح".

 

فليطسنيون يزورون مقبرة في غزة (ا ف ب)
فليطسنيون يزورون مقبرة في غزة (ا ف ب)

 

وفي حي الرمال غرب مدينة غزة، بدا الطفل سمير ديب (10 سنوات) حزينا وهو يجلس أمام خيمته.

ونزحت عائلة الطفل ديب أخر مرة عندما استأنفت إسرائيل القصف الجوي قبل عدة أسابيع بعدما دمر منزلها في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

ويستذكر ديب: "الحرب سرقت مني أغلى ما أملك، سرقت مني أمي التي استشهدت في 2/1/2024". ويضيف: "بعد هذا التاريخ لم يعد لدي فرحة ولا عيد، كانت أمي تشتري لي ملابس وحلويات العيد، وكنت أذهب معها لصلاة العيد".

وقبل الحرب اعتاد الفلسطينيون على الصلاة في الساحات العامة والمساجد.

وديع هلال أدى صلاة العيد في خيمة أقيمت فوق أنقاض المسجد العمري وهو أكبر وأقدم مساجد القطاع في البلدة القديمة في مدينة غزة، وقال: "هذا العيد ليس مثل أي عيد في غزة، كله موت وحزن بسبب قصف الاحتلال. لا فرح في غزة".

وعبر عن أمله بنهاية الحرب "لنستعيد الحياة والفرح".

 

 

فلسطينية تزور مقبرة في غزة (ا ف ب)
فلسطينية تزور مقبرة في غزة (ا ف ب)

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 11/22/2025 12:24:00 PM
حرّر محضر بالواقعة وتولّت النيابة العامة التحقيق.
اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً.