كشف مصدر خاص للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ‏الانقطاع الكبير لشبكة الإنترنت الذي شهدته سوريا في يوم ‏الثلاثاء الماضي، جاء نتيجة عمليات تقنية ممنهجة نفّذتها ‏السلطات التركية عبر تركيب أجهزة تنصت على أبراج ‏الاتصالات السورية.‏


وأكد المصدر أن الهدف من هذه الخطوة هو مراقبة كافة ‏أشكال الاتصالات والبيانات المتبادلة داخل المناطق السورية، ‏ما يُثير مخاوف جدية حول انتهاك الخصوصية وتصعيد ‏التهديدات الأمنية للمدنيين والنشطاء والصحفيين والعاملين في ‏الشأن العام، بحسب ما أورد المرصد. ‏


وفقاً للمصدر، تزامن الانقطاع المفاجئ للاتصالات والإنترنت ‏في عموم البلاد مع تحركات تركية لتركيب أجهزة تنصت ‏متطورة على البُنية التحتية للشبكات السورية، ما أدى إلى ‏تعطيل الخدمة لساعات. وأشار التقرير إلى أن هذه ليست ‏المرة الأولى التي تُسجَّل فيها محاولات لاختراق الخوادم ‏السورية، لكنّ التدخل التركي المباشر هذه المرة يُعتَبر تصعيداً ‏خطيراً في انتهاك السيادة الرقمية للبلاد.‏

خرق الكتروني

وفي ظلّ هذه التطورات، يوجّه المرصد السوري تحذيراً ‏عاجلاً إلى النشطاء والمدنيين في المناطق المتأثرة، داعياً ‏إياهم إلى:‏

أولاً: استخدام التطبيقات المشفرة: مثل "سيغنال" (‏Signal‏) أو ‏‏"واتساب" (‏WhatsApp‏) مع تفعيل خاصية التشفير من ‏طرف لطرف (‏End-to-End Encryption‏) لتأمين ‏المحادثات.‏

ثانياً: تفعيل خدمة ‏VPN‏: عند تصفح الإنترنت لإخفاء العنوان ‏IP‏ ومنع تتبع النشاط الرقمي.‏


ثالثاً: تجنّب المكالمات الهاتفية والرسائل النصية العادية ‏لضعف حمايتها وسهولة اعتراضها.‏


رابعاً: التحقق من إعدادات الخصوصية في جميع التطبيقات ‏المستخدمة، وتحديثها بشكل دوري.‏


ووفقاً للمرصد، يأتي هذا الكشف في سياق تصاعد التوترات ‏الإقليمية، حيث تحاول تركيا استغلال الثغرات الأمنية لتعزيز ‏نفوذها في مناطق تسيطر عليها أو توسيعه في مناطق أخرى ‏كما كشف تقرير لرويترز عن نوايا تركية لإنشاء قواعد ‏عسكرية في وسط البلاد.‏

كما ويطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان المجتمع الدولي ‏ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل للضغط على تركيا ‏لوقف انتهاكاتها، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للكشف ‏عن تفاصيل هذه العمليات كما يحذّر من عواقب إهمال حماية ‏البيانات الشخصية للمدنيين، خاصةً في ظلّ استهداف النشطاء ‏والإعلاميين بشكل متكرر.‏


وكانت شبكة الانترنت والاتصالات قد شهدت انقطاعاً كاملاً ‏يوم الثلاثاء الماضي شمل معظم المحافظات السورية وامتدت ‏لأكثر من 12 ساعة في مشهد أثار حالة من الهلع والخوف ‏بين السوريين.‏