إسرائيل تطوّق حي السلطان في رفح... وقتلى في القصف الاسرائيلي المتواصل على غزة

واصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة الأحد، وحاصر حي تل السلطان في رفح جنوب القطاع بعد أن أنذر سكانه بالإخلاء، عقب أسبوع من خرقه اتفاق الهدنة مع حركة "حماس".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد أن عدد القتلى منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تجاوز 50 ألفا.
وذكرت في بيان أن عدد القتلى وصل إلى 50,021 قتيلا بينما بلغ عدد المصابين 113,274 مصابا.
رفح
وقال الجيش في بيان إنه "في الساعات الأخيرة، أكملت القوات الإسرائيلية تطويق حي تل السلطان في رفح"، مضيفا أن "الهدف" هو "تفكيك البنية التحتية للإرهاب والقضاء على الإرهابيين في المنطقة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان تل السلطان بالإخلاء الفوري باعتباره منطقة قتال خطيرة.
وأنذر الجيش الإسرائيلي سكان المنطقة من خلال إلقاء منشورات مطالبة بالإخلاء عبر طائرات مسيرة، وفق ما أكد مراسل وكالة فرانس برس في غزة.
قتلى وجرحى
واليوم، قُتل وأصيب عشرات الفلسطينيين، في القصف الاسرائيلي المتواصل منذ فجر الأحد، على محافظتي رفح وخان ويونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" بمقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الجيش الاسرائيلي مركبة شرق خان يونس.
وقُتل فلسطيني في قصف مسيّرة اسرائيلية بلدة النصر شمال مدينة رفح، وشخصان آخران في قصف الجيش الاسرائيلي النازحين في حي تل السلطان غربا، وقتيل رابع في قصف مسيّرة تابعة للجيش الاسرائيلي منطقة الصيامات شمالا، فيما أصيب عدد آخر في قصف اسرائيل منزلا لعائلة شعت بحي النصر شمال مدينة رفح.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى في المحافظتين منذ فجر اليوم إلى 30 شخصا، وعشرات الجرحى.
وفي هذه الأثناء، يتواصل القصف المدفعي صوب أراضي الفلسطينيين في منطقة أبو صفية شرق جباليا شمال قطاع غزة، وبيت حانون.
كما تحلّق طائرة مروحية في هذه الأثناء غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن قياديون في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مقتل صلاح البردويل القيادي السياسي بالحركة في غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بجنوب قطاع غزة في وقت يتحدث فيه سكان عن تصعيد في الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ستة أيام.
وذكرت "حماس" أن البردويل، العضو بالمكتب السياسي للحركة، وزوجته قتلا في الغارة الإسرائيلية. ولم يصدر أي تعليق بعد من مسؤولين إسرائيليين.
اقرأ أيضا: كان يُحيي قيام الليل... من هو صلاح البردويل الذي اغتالته إسرائيل فجر الأحد؟
وتخلت إسرائيل فعليا عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/يناير بعد حرب استمرت أكثر من 17 شهرا، واستأنفت غاراتها المكثفة على غزة يوم الثلاثاء مما أنهى قرابة شهرين من الهدوء النسبي.
ودوت أصوات الانفجارات في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد في جميع أنحاء شمال ووسط وجنوب قطاع غزة حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية عدة أهداف في تلك المناطق فيما وصفه شهود بأنه تصعيد للهجوم الذي بدأ الأسبوع الماضي.
وأصدرت "حماس" بيانا اتهمت فيه إسرائيل باغتيال البردويل قائلة إنه كان يصلي هو وزوجته "قيام الليل" عندما أصاب صاروخ إسرائيلي خيمته في خان يونس.
وقالت "حماس": "نؤكد أن دماءه ودماء زوجته وسائر الشهداء الأبرار، ستبقى وقودا لمعركة التحرير والعودة، وأن هذا العدو المجرم لن ينال من عزيمتنا ولا من ثباتنا".
ونشر أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تحذيرا على منصة إكس للسكان في حي تل السلطان في غرب رفح بجنوب قطاع غزة، وقال إن الجيش يشن هجوما هناك للقضاء على "منظمات إرهابية".
وتركت عشرات الأسر منازلها في تل السلطان صوب خان يونس بعضهم سيرا على الأقدام بينما حمل البعض متعلقاتهم وأطفالهم على عربات تجرها الحمير.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا إن الهدف الرئيسي من الحرب هو القضاء على "حماس" ككيان عسكري وحاكم. وأضاف أن هدف الحملة الجديدة هو إجبار الحركة على تسليم بقية الرهائن الذين تحتجزهم.
ومن بين من قتلوا في غارات إسرائيلية يوم الثلاثاء، عصام الدعاليس الرئيس الفعلي لحكومة حماس ومحمود أبو وطفة المسؤول الأمني الكبير بحماس ومسؤولين آخرين.
وذكر مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني أن ما لا يقل عن 400، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، قتلوا يوم الثلاثاء.
واتهمت "حماس" إسرائيل بخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في كانون الثاني برفضها بدء مفاوضات لإنهاء الحرب نهائيا وانسحاب قواتها من غزة. لكن "حماس" أكدت أنها لا تزال مستعدة للتفاوض وأنها تدرس مقترحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بشأن التوصل إلى "تسوية".
ودعت دول عربية وأوروبية إلى وقف إطلاق النار بعد استئناف إسرائيل للضربات الجوية والعمليات البرية التي دمرت القطاع.
وأصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا تدعو فيه إسرائيل للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
ومنعت إسرائيل دخول السلع والمساعدات إلى القطاع واتهم أوفير فالك مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية "حماس" باستغلال المساعدات لصالحها وهو اتهام سبق لـ"حماس" أن نفته مرارا.