قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة وأوامر بالإخلاء: "مناطق قتال خطيرة"

أعلن مسؤولون محليون في قطاع الصحة أنّ ضربات إسرائيلية قتلت ستة فلسطينيين على الأقل في غزة اليوم الأربعاء، فيما استأنف الجيش الإسرائيلي قصفه وأصدر أوامر جديدة للسكان بإخلاء مناطق القتال.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه قصف موقعاً لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) شمال غزة، حيث "تم رصد استعدادات في داخله لتنفيذ عمليات إطلاق قذائف نحو إسرائيل".
وأعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أنّ الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل، أمس الثلاثاء، أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، في واحد من أعلى معدلات سقوط القتلى في يوم واحد منذ بداية الصراع، فيما حذّرت إسرائيل من أنّ الهجوم "مجرد بداية".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 970 شخصاً خلال 48 ساعة.
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الذي أتاح متنفّساً لسكان القطاع المدمر البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة بعد حرب استمرت 17 شهراً حوّلت القطاع إلى أنقاض وأجبرت معظم سكانه على النزوح عدة مرات.
وألقى الجيش الإسرائيلي اليوم منشورات على مناطق في بيت حانون وخان يونس بشمال وجنوب قطاع غزة تأمر السكان بإخلاء منازلهم، محذّرة إيّاهم من أنّهم في "مناطق قتال خطيرة".
وجاء في أحد المنشورات التي تم إسقاطها على بيت حانون: "استمرار بقائكم في المآوي، المنازل أو الخيام الحالية يعرض حياتكم وحياة أفراد عائلاتكم للخطر. اخلوا فوراً".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، إنّه أمر بشن الغارات لأن حماس رفضت المقترحات الرامية إلى تمديد وقف إطلاق النار حتى نيسان/ أبريل.
من جهتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم، إنّها أبلغت وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأنّ الوضع في غزة "غير مقبول".
وأضافت في تصريحات للصحافيين في بروكسل: "تحدثت أمس أيضاً مع وزير الخارجية ساعر... ما الذي يحدث، ولماذا تفعلون هذا؟ وأعني أيضا أننا نقلنا رسالة مفادها أن هذا غير مقبول".
الخطة العربية في خطر
بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس، وذلك قبل أن تزور لبنان لمناقشة الصراع.
وأضافت بيربوك في بيان "استئناف القتال... يهدد الجهود الإيجابية التي تبذلها الدول العربية، التي تسعى معاً إلى مسار سلمي لغزة، بدون حماس".
ولا ترغب إسرائيل والقوى الغربية في أن تضطلع حركة حماس بأي دور في القطاع بعد انتهاء الحرب. وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، لكن الحركة لا تزال القوة المهيمنة في غزة.
ووضعت الدول العربية خطة من أجل السلام وإعادة الإعمار في غزة بعد الغضب الذي أثاره اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا" الشرق الأوسط. لكن الخطة لم تكتسب زخماً.
واليوم، قال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إنّ ثلاثة أشخاص قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الصبرة بمدينة غزة، فيما أسفرت غارة جوية أخرى عن مقتل رجلين وإصابة ستة آخرين في بلدة بيت حانون بشمال القطاع.
كما قال مسعفون فلسطينيون إنّ قصفاً بالدبابات الإسرائيلية على طريق صلاح الدين أدى إلى مقتل فلسطيني وإصابة آخرين، ليرتفع عدد القتلى إلى 416 منذ بدء الحملة الإسرائيلية الجديدة وفقا للسلطات الصحية بالقطاع.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة "وصول خمس إصابات من الطواقم الأجنبية العاملة في المؤسسات الأممية نتيجة قصف مقرهم من قبل الاحتلال في المحافظة الوسطى قبل قليل، ووفاة أحدهم فور وصوله لمستشفى شهداء الأقصى".
جاء ذلك بعدما أبلغ مسعفون "رويترز" بإصابة خمسة أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على موقع مقر للأمم المتحدة في وسط القطاع.
كما أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم، بأنّ قوات سلاح البحرية هاجمت الليلة الماضية "عدة قطع بحرية في منطقة الساحل في قطاع غزة والتي كانت معدة لتنفيذ اعتداءات إرهابية من قبل (حركتي) حماس والجهاد الإسلامي".
ولفت فلسطينيون إلى أنّ طائرة إسرائيلية مسيرة أطلقت النار على عدة قوارب صيد على شاطئ مدينة غزة، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد منها.
كما أكد مسؤولون في حماس أنّهم لا يزالون حريصين على إتمام اتفاق وقف إطلاق النار المكوّن من ثلاث مراحل كما تم توقيعه.