الأردن... أرقام الطلاق بأول أسبوع من رمضان تثير استياءً وجدلاً

أثار العدد الكبير لفتاوى الطلاق في الأردن خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، اهتمام المواطنين والمختصين، حيث تشهد مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل واسعة لمناقشة الأسباب مع التركيز على معالجتها أيضاً، وسط استياء ممن يبررون بأن السلوك العصبي أو العنيف سببه الصيام.
ووفق أرقام رسمية مصدرها دائرة الإفتاء العام الأردنية، فإن الدائرة أصدرت 783 فتوى في ذلك الأسبوع بينها 208 طلاق واقع و575 طلاق غير واقع، بينما تحدث مواطنون عن أن هناك حالات طلاق أخرى قد تكون وقعت ولم يتم بعد توثيقها.
أبرز الأسباب
تعليقاً على ذلك، يقول الناطق الرسمي باسم دائرة الإفتاء الدكتور أحمد الحراسيس إن "أبرز أسباب الطلاق والخلافات الزوجية في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل تمثلت بالغضب والتسرع وعدم الصبر، والتدخل السلبي من الأقارب والخلافات حول المناسبات الاجتماعية".
ومن بين الأسباب الأخرى وفقاً للحراسيس هي "غياب الوعي بالحقوق والواجبات لكل من الزوجين، فضلاً عن أسباب تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، والإساءات المتبادلة من قبل الأزواج، والظروف المادية".
وبحسب التقرير السنوي لأوضاع المحاكم الشرعية في الأردن لعام 2023 وهو أحدث تقرير، فإن هناك انخفاضاً في حالات الطلاق التراكمي وانخفاضاً في عقود الزواج للسنة الثانية على التوالي.
فقد بلغت عقود الزواج 59772 عقدا خلال العام 2023 مقارنة بـ63972 عام 2022، مع انخفاض ملحوظ في حالات زواج الفئة العمرية (16 و18 عاماً)، حيث انخفضت عقود زواج هذه الفئة من 5824 حالة في عام 2022 إلى 5072 حالة في عام 2023، وبنسبة 8.5 بالمئة.
كما انخفضت حالات الطلاق التراكمي، بنسبة 4.8 بالمئة، وبلغت نسبة الطلاق 5.9 بالمئة وهي نسبة ثابتة تقريباً في السنوات السابقة، بينما شكل الطلاق الرضائي بالاتفاق نحو 73 بالمئة من مجمل حالات الطلاق التراكمي في المملكة.
اقرأ أيضاً: لبنان - ليالي "رمضان صيدا" تتواصل في خان الإفرنج (صور)
مبررات غير مقبولة
وفي حديثها إلى "النهار"، تقول المختصة في علم الاجتماع يارا أحمد غنيمات إن "شهر رمضان والصيام يفترض أن يعزز قيم الصبر واللين والتراحم والمحبة بين الناس، لكن ما يحدث عن البعض هو العكس، إذ تسيطر عليهم العصبية وما ينتج عنها من سلوكيات عنيفة قد تكون مدمرة للأسر، لا سيما إذا انتهت بالطلاق".
وتضيف غنيمات أن "الغضب بحجة الصيام والتذرع بالحاجة إلى التدخين مثلاً أو شرب القهوة وما إلى ذلك، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مبرراً للسلوك العنيف، وهو ما ينطبق على الأسباب الأخرى التي ينتج عنها خلافات زوجية بصرف النظر عن الطرف المذنب فيها، فالمطلوب من الطرفين التعامل بتفهم ولين وبلغة الحوار بعيداً عن التشنج والعصبية، والتذكر دائماً بأن الشهر الفضيل يعد فرصة لتقوية علاقة العبد بربه من خلال الاستغفار وقراءة القرآن وأي شكل من أشكال العبادة، والأهم هو التحلي بالقيم والأخلاق لتعكس صورة مشرقة من الصيام والصائمين".
التدخين وخلافات الطعام
ومن وجهة نظر الخبير في علم الاجتماع البروفيسور حسين الخزاعي، فإن "نقص الملح على الطعام والانقطاع عن الدخان والأرجيلة والسجائر الإلكترونية، هما أهم أسباب الطلاق في شهر رمضان المبارك، حيث يولد ذلك اضطراب المزاج والعصبية والدوخة وعدم القدرة على ضبط النفس، التي ينتج عنها العصبية وعدم الصبر والتحمل والغضب".
ويضيف الخزاعي وفق ما نقل عنه موقع "عمون" المحلي أن "من الأسباب الرئيسية للطلاق في شهر رمضان تتعلق في خلافات على الطعام وأنواعه وعدم جاهزيته في وقت الإفطار وعدم وجود الملح او البهارات على الطعام، إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق في عدم عزومة اهل الزوجة وأخوانها وأخواتها على الإفطار".
وتطرق كذلك إلى أن "الظروف الاقتصادية لها دور أيضاً، يتمثل في عدم قدرة الزوج على توفير رغبات الأسرة من مأكولات وحلويات"، داعياً في الوقت ذاته إلى "عدم دخول الأزواج للمطبخ وتفقد المأكولات التي تقوم بإعدادها الزوجة حتى لا يدب الخلاف على الطعام".