وزارة الدفاع السورية: بدء المرحلة الثانية من عملية ملاحقة فلول النظام السابق في منطقة الساحل

أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الأحد، أنها بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من "ملاحقة فلول وضباط النظام السابق" في مناطق أرياف وجبال الساحل، غرب سوريا.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني، البدء في المرحلة الثانية من العملية الأمنية في مناطق الساحل السوري.
وأضاف في فيديو أن هذه المرحلة تهدف إلى ملاحقة فلول وضباط نظام الأسد البائد في الأرياف والجبال.
وتابع أنها أتت بعد استعادة الأمن والاستقرار في المدن الساحلية الرئيسية.
اقرأ أيضا: "المرصد": أكثر من 1000 قتيل في الساحل السوري... الشرع: تحديات متوقعة
وكانت القوات الأمنية أكدت أنها تعمل على تأمين الأهالي وإرجاعهم إلى منازلهم في الساحل.
وأوضح أن "التعزيزات العسكرية من إدلب هدفها فرض السيطرة الكاملة على الساحل".
هذا وأكد مصدر في وزارة الدفاع السورية تجدد الاشتباكات في ريف اللاذقية. وقال إن مواجهات عنيفة اندلعت اليوم بمحيط قرية بتعنيتا في ريف اللاذقية.
كما أضاف أن العديد من فلول النظام فروا إلى بتعنيتا.
وأعلنت وزارة الداخلية عن تمشيط منطقة القدموس والقرى المحيطة بها في ريف طرطوس.
إلى ذلك، كشف أن قوات الأمن العام اعتقلت شخصيات كبيرة من "فلول النظام".
من جهة ثانية، قالت وكالة "سانا" إن مجموعات من فلول النظام تهاجم قسم غاز بانياس، مشيرة الى ان الأمن يتصدى لهم.
في دمشق...
وفي هذا الصدد، اندلع عراك وتم اطلاق نار أثناء وقفة صامتة في ساحة المرجة بدمشق حداداً على أرواح الضحايا المدنيين والمدنيات وضحايا عناصر الأمن العام في الساحل السوري.
الشرع يدعو للحفاظ على السلم الاهلي وسط الاشتباكات
وكان الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع قد دعا في وقت سابق اليوم إلى الحفاظ على السلم الأهلي بعد مقتل مئات في مناطق ساحلية في أسوأ أعمال عنف طائفية منذ سقوط بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت إن أكثر من ألف قتلوا في الاشتباكات على مدى يومين في المنطقة الساحلية المطلة على البحر المتوسط في بعض أسوأ أعمال العنف منذ سنوات خلال الحرب الأهلية على مدى 13 عاما.
وقال الشرع: "يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية وأن نحافظ على السلم الأهلي في البلد قدر الإمكان... قادرين إن شاء الله على العيش سويا في هذا البلد قدر المستطاع".
اقرأ أيضا: التصفيات والفوضى في الساحل السوري أخطر تحدّ لحكومة الشرع... هل تغيّر المعادلة؟
جاء ذلك في وقت استمرت فيه الاشتباكات بين قوات مرتبطة بالحكام الجدد للبلاد ومقاتلين من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد.
وفر الأسد في كانون الأول/ديسمبر بعد أن حكمت عائلته سوريا لعقود بقبضة من حديد وبعد حرب أهلية دمرت البلاد.
وقالت مصادر أمنية سورية إن ما لا يقل عن 200 من عناصرها قتلوا في الاشتباكات مع أفراد سابقين في الجيش يدينون بالولاء للأسد بعد هجمات وكمائن منسقة على قواتهم يوم الخميس.
وتصاعدت الهجمات وتحولت إلى عمليات قتل انتقامية عندما توجه آلاف المسلحين من أنصار حكام سوريا الجدد من مختلف أنحاء البلاد إلى المناطق الساحلية لدعم قوات الإدارة الجديدة المحاصرة.
وقالت وزارة الدفاع السورية وإدارة الأمن العام أمس السبت إنهما تحاولان استعادة الهدوء والنظام ومنع أي انتهاكات ضد المدنيين في المنطقة الساحلية.
وألقت السلطات بمسؤولية عمليات إعدام ميدانية لعشرات الشبان ومداهمات لمنازل في قرى وبلدات علوية على فصائل مسلحة خارجة عن السيطرة جاءت لمساعدة قوات الأمن وهي جماعات تحمل أنصار الأسد منذ فترة طويلة مسؤولية جرائم سابقة.
وقال مصدر أمني سوري لرويترز اليوم الأحد إن الاشتباكات استمرت خلال الليل في عدة بلدات حيث أطلقت جماعات مسلحة النار على قوات الأمن ونصبت كمائن لسيارات على الطرق السريعة المؤدية إلى البلدات الرئيسية في المنطقة الساحلية.
وأضاف مصدر أمني أن مسلحين موالين للأسد يصعدون الآن من حملتهم، إذ نفذوا هجمات خاطفة على عدد من المرافق العامة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكر أنهم ألحقوا أضرارا بمحطة كهرباء رئيسية أدت إلى قطع الكهرباء عن أجزاء من المنطقة، في حين تعطلت محطة رئيسية لضخ المياه وعدد من مستودعات الوقود.
وأضاف أنهم يحاولون إشاعة الفوضى وتعطيل سير الحياة اليومية ومهاجمة منشآت حيوية.
وفي اللاذقية، أقامت الشرطة نقاط تفتيش جديدة داخل المدينة. وقال اثنان من السكان إن أصوات إطلاق نار ومدفعية يمكن سماعها تدوي على مشارف المدينة الساحلية.
وقال مصدر أمني إن الاشتباكات استمرت في عدة مناطق.
وأضاف مصدر آخر في الشرطة أن السلطات في دمشق أرسلت تعزيزات لدعم وجودها الأمني في المحافظة الجبلية إذ تساعد الغابات الكثيفة في التضاريس الوعرة المسلحين المناهضين للحكومة.
"قسد"
من جهته، دعا قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اليوم الشرع إلى ضرورة محاسبة مرتكبي أعمال العنف الطائفي في المناطق الساحلية، متهما الفصائل المدعومة من تركيا بالوقوف في المقام الأول وراء عمليات القتل.
وقال عبدي لرويترز في تعليقات مكتوبة إن على الشرع التدخل لوقف "المجازر" قائلا إن الفصائل "التي لا تزال تدعمها تركيا والمتشددون الإسلاميون" هي المسؤولة بشكل رئيسي.
وأحجمت وزارة الدفاع التركية عن التعليق على استفسار من رويترز. ولم يتسن الحصول على تعليق بعد من الخارجية التركية.