رغم وقف الحرب بين إسرائيل و"حماس"، إلّا أن الإسرائيليين لا يزالون يواجهون تبعات نفسية بسبب تراكم الأحداث في الفترة الأخيرة، من انتشار جائحة كورونا مروراً بالأزمة السياسية التي شهدتها البلاد على خلفية خطّة الإصلاح القضائي، وصولاً إلى هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر والحرب.

في هذا السياق، قالت إفرات شابروت، المديرة التنفيذية لمركز إسرائيل للصدمات والقدرة على الصمود (ناتال)، لصحيفة "جيروزالم بوست" إن "حالة الصحة العقلية في إسرائيل تشكل تحدياً كبيراً".

وسلّطت شابروت الضوء على تعقيد الوضع، موضحًا أن المتخصصين في الرعاية الصحية العقلية في البلاد "يتعاملون في الوقت نفسه مع جنود يقاتلون منذ أكثر من عام، ومدنيين عانوا من المجازر والاختطاف وتدمير مجتمعاتهم، إلى جانب الهجمات الصاروخية المطولة على معظم أنحاء إسرائيل، ما خلق صدمة وطنية ساحقة".

وأضافت أن هناك قوائم انتظار طويلة للعلاج، ومرافق غير كافية للمرضى الداخليين، واستجابات غير كافية للتعامل مع أزمات الانتحار والإدمان والعنف المنزلي، والتي قالت إنها تصاعدت جميعها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وأضافت: "من الواضح أن هناك حاجة إلى تخصيص المزيد من التمويل للصحة العقلية، بالإضافة إلى إجراء تدريبات" ذات صلة.

وبلغة الأرقام، كشفت أن "ناتال" تلقّت "عدداً لا يحصى من الاستفسارات والمكالمات لطلب الدعم منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وكانت خطوط المساعدة لدينا مفتوحة منذ الساعة 6:30 صباحاً في ذلك الصباح. ومنذ ذلك الحين، تلقينا أكثر من 70 ألف مكالمة، وتم علاج أكثر من 4000 فرد في وحدتنا السريرية".

وختمت: "لقد قدمنا عشرات الآلاف من ساعات دعم المرونة للمستجيبين الأوائل - المسعفين، والعاملين الاجتماعيين، والأطباء، والممرضات، وأخصائيي الطب الشرعي، وعمال الدفن وغيرهم، ودعمناهم خلال هذه الأزمة".