المشرق-العربي
02-03-2025 | 17:10
تصعيد جرمانا... إسرائيل صانعة اللعبة في سوريا!
جاء التصعيد في جرمانا بعد أيام قليلة من رسم بنيامين نتنياهو بالنار حدود المنطقة منزوعة السلاح التي يريد تأمينها في الجنوب السوري، حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي عشرات المواقع التابعة للجيش السوري الجديد والممتدة بين أربع محافظات هي ريف دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء.

متظاهرون في السويداء ضد تدخل اسرائيل في الشأن الداخلي السوري. (أ ف ب)
بالتزامن مع عدم وفاء سلطات سوريا الانتقالية بموعد 1 آذار/مارس لتشكيل حكومة شاملة ومن دون تكليف نفسها عناء تبرير ذلك، شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق التي تسيطر عليها فصائل درزية، تصعيداً أمنياً خطيراً على خلفية مقتل أحد عناصر الأمن العام، كاد أن يطلق شرارة صراع بين فصائل المدينة وقوات الأمن لولا جنوح الطرفين في اللحظات الأخيرة إلى التفاوض بغرض التهدئة، وذلك على وقع تهديد إسرائيل بالاستعداد للتدخل من أجل حماية المدينة وسكانها الدروز.
جاء التصعيد في جرمانا بعد أيام قليلة من رسم بنيامين نتنياهو بالنار حدود المنطقة المنزوعة السلاح التي يريد تأمينها في الجنوب السوري، حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي عشرات المواقع التابعة للجيش السوري الجديد والممتدة بين أربع محافظات هي ريف دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء.
وما جعل هذا التطور مفتوح الدلالات هو مسارعة "حزب اللواء السوري" على إصدار بيان في ذروة التصعيد الأمني الذي كانت تشهده جرمانا يطالب فيه بأمرين أساسيين: الأول هو الفيديرالية والثاني السلام مع إسرائيل.
وقد يكون ما حدث في جرمانا هو محاولة جس نبض للتأكد من حدود النفوذ الإسرائيلي، وما إذا كان يشمل بقعة جغرافية معينة في الجنوب تحديداً، أم يتعلق بأماكن وجود أبناء الطائفة الدرزية بغض النظر عن موقع هذه الأماكن.
وأيّاً يكن السبب، فإن النتيجة التي أفضت إليها التطورات في جرمانا أثبتت حقيقتين من حقائق المشهد السوري بعد 8 كانون الأول/ديسمبر: الحقيقة الأولى أن إسرائيل ليست مجرد لاعب رئيسي في المشهد السوري بل هي صانعة ألعاب، وهي من ترسم القواعد والحدود في مسارح معينة. والثانية أن السلطات الانتقالية تختبر على أرض الواقع هشاشة إمساكها بالأرض في مناطق شاسعة من الجغرافيا السورية، وأن ما تمسكه بقوتها العسكرية من هذه الأرض يوجد شركاء لها فيه، ولا تملك وحدها سلطة القرار عليه.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن ترتسم هاتان الحقيقتان في الموعد الذي تعهدت به الرئاسة الانتقالية تشكيل حكومة شاملة تمثل كل أطياف المجتمع السوري، لكنها لسبب ما لم تف بهذا التعهد. والجدير بالذكر أن آخر تصريح نقلته الصحافة الأميركية للرئيس دونالد ترامب في ما خص سوريا تضمن أنه يريد أن يرى حكومة أكثر شمولاً .
ويتخوف مراقبون سوريون من أن تكون إسرائيل قد حصلت على تفويض من بعض الدول، أبرزها الولايات المتحدة، يتيح لها الانخراط في إعادة هندسة المشهد السوري بما يمكنها من التصدي للنفوذ التركي، خصوصاً في ظل بعض التطورات الدالّة مثل تسريب معلومات عن رغبة إسرائيل في بقاء القواعد الروسية والتي تزامنت مع الكشف عن عدم صحة ما أعلن عنه سابقاً في ما خص إلغاء عقد استثمار ميناء طرطوس مع شركة روسية.
ورغم أن بلال، نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان يقوم بزيارة لدمشق بالتزامن مع بدء اندلاع حوادث جرمانا الجمعة، لم يصدر عن أنقرة التي تعتبر الحليف الرئيسي لسلطات دمشق الانتقالية أيّ رد فعل على إعلان وزارة الأمن الإسرائيلية عن إيعاز نتنياهو إلى وزارتي الخارجية والدفاع الاستعداد للدفاع عن مدينة جرمانا.
وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية، مساء السبت، إن نتنياهو، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أصدرا توجيهات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للدفاع عن مدينة جرمانا السورية.
ومن جهته، قال كاتس إن إسرائيل لن تسمح لـ"النظام الإرهابي الإسلامي"، على حد قوله، باستهداف الدروز في سوريا.
وأضاف أن إسرائيل ستستهدف النظام السوري الجديد إن قرر استهداف الدروز.
وفي الواقع جاء التهديد الإسرائيلي في توقيت حساس، إثر تعرضت جرمانا لقصف من جهة محلية، ما أسفر عن سقوط قتيل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقرابة عشرة مصابين. وكانت قوات الأمن تحشد عرباتها على محاور عدة بهدف اقتحام المدينة، وفق ما ذكر بعض المصادر المحلية. غير أنه منذ صدور التهديد الإسرائيلي تراجعت قوات الأمن مفسحة المجال لدخول وفد فصائلي قادم من السويداء برئاسة ليث بلعوس قائد فصيل "شيخ الكرامة" للتفاوض على التهدئة.
ولم تكن التهدئة موضوعاً قابلاً للتفاوض، فهي كانت الخيار الوحيد بعد التهديد الإسرائيلي، لذلك سرعان ما استتبت الأمور وانخفضت حدة التوتر.
وبدأت شرارة الحوادث مع إحالة مصاب من أهالي جرمانا من مستشفى المجتهد في دمشق إلى مخفر الصالحية للتحقيق معه، ما أثار حفيظة الأهالي الذين أرسلوا أكثر من مجموعة إلى المخفر الأمر الذي تسبب بحدوث ملاسنات وصل صداها إلى جرمانا.
في هذه الأثناء كانت مجموعة عناصر من "هيئة تحرير الشام" تقترب من حاجز على مدخل جرمانا بهدف القيام بزيارة شخصية، لكن عناصر الحاجز على وقع التوتر الناتج من ملاسنات المخفر تعرضوا لعناصر الهيئة بمضايقات تحولت إلى مشاجرة، قبل أن يقوم أحد عناصر الحاجز بإطلاق الرصاص وقتل عنصر من الهيئة.
إثر ذلك حدث التصعيد وحشدت قوات الأمن تعزيزات كبيرة في محيط المدينة بهدف اقتحامها لإلقاء القبض على المجرم.
وأصدر وجهاء المدينة بياناً لتخفيف التوتر أعربوا فيه عن استعدادهم لتسليم المجرم، والعمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا بأسرع وقت. غير أن ذلك لم يمنع قصف المدينة وسقوط قتيل لا ذنب له، الأمر الذي جدد التوتر والاستنفار قبل أن يجهضه التهديد الإسرائيلي.
جاء التصعيد في جرمانا بعد أيام قليلة من رسم بنيامين نتنياهو بالنار حدود المنطقة المنزوعة السلاح التي يريد تأمينها في الجنوب السوري، حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي عشرات المواقع التابعة للجيش السوري الجديد والممتدة بين أربع محافظات هي ريف دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء.
وما جعل هذا التطور مفتوح الدلالات هو مسارعة "حزب اللواء السوري" على إصدار بيان في ذروة التصعيد الأمني الذي كانت تشهده جرمانا يطالب فيه بأمرين أساسيين: الأول هو الفيديرالية والثاني السلام مع إسرائيل.
وقد يكون ما حدث في جرمانا هو محاولة جس نبض للتأكد من حدود النفوذ الإسرائيلي، وما إذا كان يشمل بقعة جغرافية معينة في الجنوب تحديداً، أم يتعلق بأماكن وجود أبناء الطائفة الدرزية بغض النظر عن موقع هذه الأماكن.
وأيّاً يكن السبب، فإن النتيجة التي أفضت إليها التطورات في جرمانا أثبتت حقيقتين من حقائق المشهد السوري بعد 8 كانون الأول/ديسمبر: الحقيقة الأولى أن إسرائيل ليست مجرد لاعب رئيسي في المشهد السوري بل هي صانعة ألعاب، وهي من ترسم القواعد والحدود في مسارح معينة. والثانية أن السلطات الانتقالية تختبر على أرض الواقع هشاشة إمساكها بالأرض في مناطق شاسعة من الجغرافيا السورية، وأن ما تمسكه بقوتها العسكرية من هذه الأرض يوجد شركاء لها فيه، ولا تملك وحدها سلطة القرار عليه.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن ترتسم هاتان الحقيقتان في الموعد الذي تعهدت به الرئاسة الانتقالية تشكيل حكومة شاملة تمثل كل أطياف المجتمع السوري، لكنها لسبب ما لم تف بهذا التعهد. والجدير بالذكر أن آخر تصريح نقلته الصحافة الأميركية للرئيس دونالد ترامب في ما خص سوريا تضمن أنه يريد أن يرى حكومة أكثر شمولاً .
ويتخوف مراقبون سوريون من أن تكون إسرائيل قد حصلت على تفويض من بعض الدول، أبرزها الولايات المتحدة، يتيح لها الانخراط في إعادة هندسة المشهد السوري بما يمكنها من التصدي للنفوذ التركي، خصوصاً في ظل بعض التطورات الدالّة مثل تسريب معلومات عن رغبة إسرائيل في بقاء القواعد الروسية والتي تزامنت مع الكشف عن عدم صحة ما أعلن عنه سابقاً في ما خص إلغاء عقد استثمار ميناء طرطوس مع شركة روسية.
ورغم أن بلال، نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان يقوم بزيارة لدمشق بالتزامن مع بدء اندلاع حوادث جرمانا الجمعة، لم يصدر عن أنقرة التي تعتبر الحليف الرئيسي لسلطات دمشق الانتقالية أيّ رد فعل على إعلان وزارة الأمن الإسرائيلية عن إيعاز نتنياهو إلى وزارتي الخارجية والدفاع الاستعداد للدفاع عن مدينة جرمانا.
وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية، مساء السبت، إن نتنياهو، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أصدرا توجيهات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للدفاع عن مدينة جرمانا السورية.
ومن جهته، قال كاتس إن إسرائيل لن تسمح لـ"النظام الإرهابي الإسلامي"، على حد قوله، باستهداف الدروز في سوريا.
وأضاف أن إسرائيل ستستهدف النظام السوري الجديد إن قرر استهداف الدروز.
وفي الواقع جاء التهديد الإسرائيلي في توقيت حساس، إثر تعرضت جرمانا لقصف من جهة محلية، ما أسفر عن سقوط قتيل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقرابة عشرة مصابين. وكانت قوات الأمن تحشد عرباتها على محاور عدة بهدف اقتحام المدينة، وفق ما ذكر بعض المصادر المحلية. غير أنه منذ صدور التهديد الإسرائيلي تراجعت قوات الأمن مفسحة المجال لدخول وفد فصائلي قادم من السويداء برئاسة ليث بلعوس قائد فصيل "شيخ الكرامة" للتفاوض على التهدئة.
ولم تكن التهدئة موضوعاً قابلاً للتفاوض، فهي كانت الخيار الوحيد بعد التهديد الإسرائيلي، لذلك سرعان ما استتبت الأمور وانخفضت حدة التوتر.
وبدأت شرارة الحوادث مع إحالة مصاب من أهالي جرمانا من مستشفى المجتهد في دمشق إلى مخفر الصالحية للتحقيق معه، ما أثار حفيظة الأهالي الذين أرسلوا أكثر من مجموعة إلى المخفر الأمر الذي تسبب بحدوث ملاسنات وصل صداها إلى جرمانا.
في هذه الأثناء كانت مجموعة عناصر من "هيئة تحرير الشام" تقترب من حاجز على مدخل جرمانا بهدف القيام بزيارة شخصية، لكن عناصر الحاجز على وقع التوتر الناتج من ملاسنات المخفر تعرضوا لعناصر الهيئة بمضايقات تحولت إلى مشاجرة، قبل أن يقوم أحد عناصر الحاجز بإطلاق الرصاص وقتل عنصر من الهيئة.
إثر ذلك حدث التصعيد وحشدت قوات الأمن تعزيزات كبيرة في محيط المدينة بهدف اقتحامها لإلقاء القبض على المجرم.
وأصدر وجهاء المدينة بياناً لتخفيف التوتر أعربوا فيه عن استعدادهم لتسليم المجرم، والعمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا بأسرع وقت. غير أن ذلك لم يمنع قصف المدينة وسقوط قتيل لا ذنب له، الأمر الذي جدد التوتر والاستنفار قبل أن يجهضه التهديد الإسرائيلي.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
العالم العربي
9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات
9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة
9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال
9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟