
سلّمت "حماس" فجر الخميس في غزة جثث أربع رهائن إسرائيليين بينما أفرجت الدولة العبرية في الضفة الغربية المحتلّة عن معتقلين فلسطينيين، في آخر عملية تبادل بين الطرفين تجري بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ شهر ونيّف في القطاع الفلسطيني.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي لوكالة "فرانس برس" إنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلّمت من "حماس" في جنوب القطاع أربع جثث أكّدت الحركة الفلسطينية أنّها تعود لأربع رهائن إسرائيليين.
وقال مصدر في "حماس" للوكالة إنّه "تمّ تسليم الجثامين الأربعة للأسرى الإسرائيليين قبل قليل للصليب الأحمر في خان يونس"، مشيرا إلى أنّ الحركة تنتظر الآن أن تفرج الدولة العبرية "عن دفعة المعتقلين الفلسطينيين وفق الاتفاق" المبرم بين الجانبين.
وبالفعل، ما هي إلا لحظات حتى وصلت حافلة على متنها معتقلون فلسطينيون أفرجت عنهم إسرائيل إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة حيث كان بانتظارهم حشد من المحتفلين. وارتدى المعتقلون المحرّرون الكوفية الفلسطينية ومعاطف لتغطية زيّ السجن، وترجّلوا من الحافلة ليستقبلهم الحشد بالهتافات والزغاريد، قبل أن يتوجّهوا لإجراء فحص طبي سريع.
وكبّر المحتشدون وردّدوا هتافات من بينها "الشعب يريد كتائب عز الدين القسام"، بينما كانت محافظ رام الله ليلى غنام تستقبل المفرج عنهم لدى ترجّلهم من الحافلة.
أفاد مصدر في "حماس" بأن السجناء الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم هم 445 رجلا و24 من النساء والقصر تم اعتقالهم في غزة، بالإضافة إلى 151 سجينا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لاتهامهم في هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين.
وقال السجين المفرج عنه بلال ياسين (42 عاما) لرويترز إنه أمضى 20 عاما في الاعتقال الإسرائيلي. وقال ياسين إنه تعرض لقمع وظروف سيئة طوال هذه الفترة. وأضاف "لم تذهب تضحياتنا وسجننا هباء... كنا لدينا ثقة في المقاومة".
ولم يتضح بعد متى سيتم إطلاق سراح دفعة السجناء التالية.
وبحسب مصدر في "حماس" ووسائل إعلام مصرية فقد تم تسليم 97 سجينا فلسطينيا إلى مصر.
ومن المفترض أن تفرج إسرائيل في إطار عملية التبادل هذه عن أكثر من 600 معتقل فلسطيني، لتختتم بذلك المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وخلافا للمرات السابقة جرت عملية تسليم جثث الرهائن من دون أي مراسم من جانب "حماس"، بعدما أثارت الاستعراضات العسكرية التي نظّمتها الحركة في السابق تنديدا من الدولة العبرية وأطراف دولية.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ الجثث الأربع تعود إلى كل من أوهاد يهالومي، وتساحي عيدان، وإيتسيك إلغارات، وشلومو منصور. وتتطابق هذه الأسماء مع تلك التي كان أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، أوردها في بيان مقتضب.
وما زال يتعيّن على السلطات الإسرائيلية ومنتدى عائلات الرهائن تأكيد هذه الأسماء رسميا.
وفجر الخميس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الدولة العبرية تسلّمت توابيت "أربع رهائن قتلى"، مشيرا إلى أنّ عملية التعرف على الجثث بدأت في الحال.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنّ "إسرائيل تسلّمت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر توابيت أربع رهائن قتلى"، مشيرا إلى أنه "تمّ نقل التوابيت، عبر وساطة مصرية، إلى قوة من جيش الدفاع الإسرائيلي عند معبر كرم أبو سالم، وقد بدأت الآن عملية التعرّف الأولية على الأراضي الإسرائيلية".
وكان مصدر قريب من "حماس" قال في وقت سابق إنّ "الوسطاء أبلغوا حماس أنهم يضمنون تنفيذ التبادل بالتزامن، ومواصلة العمل من أجل بدء مفاوضات المرحلة الثانية بأسرع وقت ممكن، وتنفيذ إسرائيل للبروتوكول الإنساني من دون مماطلة أو تعطيل".
وكانت "حماس" سلّمت السبت ستة رهائن إسرائيليين أحياء وجثث أربع رهائن للصليب الأحمر الذي نقلهم إلى إسرائيل. لكنّ الدولة العبرية أرجأت إطلاق سراح الدفعة المقرّرة من المعتقلين الفلسطينيين وعددهم أكثر من 600 يومها، مندّدة بـ"مراسم مهينة" أحاطت بإطلاق سراح الرهائن في غزة.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار، أطلقت "حماس" سراح 25 رهينة خلال مراسم جذبت حشودا كبيرة في أنحاء مختلفة من القطاع. ووسط الركام، رافق مقاتلون ملثمون مسلّحون الرهائن إلى منصات امتلأت بملصقات ورايات "المقاومة" التي تمثلها "حماس" وفصائل أخرى.
في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.
ويفترض أن تنتهي المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة المؤلف من ثلاثة مراحل، في الأول من آذار/مارس.
إقرأ أيضاً: المرحلة الأولى من هدنة غزة إلى خواتيمها... والعين على مفاوضات المرحلتين الثانية والثالثة
أوامر جديدة
في السياق، ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّه أصدر تعليمات بمهاجمة منصّات صواريخ في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات على مواقع في غزة أطلقت منها مقذوفات، بعد ساعات على سقوط إحداها داخل القطاع المحاصر.
وقال الجيش في بيان "في وقت سابق الأربعاء، تم تحديد إطلاق صاروخ سقط داخل قطاع غزة. وقبل فترة قصيرة، شن الجيش هجوماً على مواقع إطلاق عدّة في المنطقة التي تم إطلاق الصاروخ منها".
وفي وقت سابق، أفاد الجيش بأنّه رصد قذيفة أُطلقت من غزة قبل أن تسقط داخل القطاع المحاصر.
وقال الجيش في بيان مقتضب "تم رصد قذيفة أُطلقت من قطاع غزة وسقطت داخل قطاع غزة" مضيفاً أن "التفاصيل قيد المراجعة".