المشرق-العربي 09-02-2025 | 17:20

ملامح خطة ترامب: هل بدأت بتهجير مخيمات شمال الضفة الغربية؟

من يتمعّن جيداً بتصريحات الرجلين الأخيرة، يكتشف تناغمها بشكل جلي، فهي تمثل رؤيتهما إلى الشرق الأوسط الجديد، ومن ينظر إلى الواقع على الأرض بعد عودة آلاف الفلسطينيين إلى شمال غزة التي شاهدها العالم بدهشة كبيرة، يلاحظ أن العالم ذاته لم يلتفت إلى النزوح القسري والتهجير الصامت الذي بدأ في شمال الضفة الغربية.
ملامح خطة ترامب: هل بدأت بتهجير مخيمات شمال الضفة الغربية؟
نازحو قطاع غزة (أ ف ب).
Smaller Bigger

تبدو خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين وكأنها خريطة طريق جديدة  توافق عليها مع الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل. ويشعر ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بثقة لا مثيل لها، معتبرين أن أقصى ما يمكن أن يفعله الآخرون هو الشجب والإدانة والرفض الذي لا يغني ولا يسمن، وأن بإمكانهما المضي قدماً بخطى حثيثة في مشروعهما تطهير ما بقي من فلسطين من أهلها. 

 

 فخلال مقابلته مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، وصف نتنياهو الخطة التي اقترحها ترامب "السماح لسكان غزة بالمغادرة"، بأنها "أفضل فكرة سمعتها على الإطلاق، وهي فكرة رائعة يجب دراستها وترويجها وتنفيذها، لأنها ستخلق مستقبلاً مختلفاً للجميع"، مضيفاً: "نحن نغير الشرق الأوسط وقد فعلت إسرائيل ذلك بالفعل خلال العام الماضي، الفكرة الفعلية هي السماح لسكان غزة الذين يريدون المغادرة بالمغادرة. يمكنهم المغادرة، ثم يمكنهم العودة بعد ذلك، ويمكنهم الانتقال والعودة، شرط ألا يعبروا عن دعمهم للإرهاب، لكن يجب إعادة بناء غزة".

 

وعندما سُئل عن أهمية القضية الفلسطينية، رد نتنياهو: "لقد حققنا (اتفاقيات أبراهام) لأننا تجاوزنا الفلسطينيين، سواء حماس أم منافسيها في السلطة الفلسطينية، الذين يريدون رؤية نهاية إسرائيل". وكرر تصريحاً سابقاً لترامب قال فيه إن "إسرائيل صغيرة جداً" معقباً بأن "الرئيس أصاب الهدف تماماً، فهو على حق، لا يمكن أن نصبح أصغر، ولن يكون هنا كيان ملتزم تدميرنا".

التهجير الصامت
من يتمعن جيداً بتصريحات الرجلين الأخيرة، يكتشف تناغمها بشكل جلي، فهي تمثل رؤيتهما إلى الشرق الأوسط الجديد، ومن ينظر إلى الواقع على الأرض بعد عودة آلاف الفلسطينيين إلى شمال غزة التي شاهدها العالم بدهشة كبيرة، يلاحظ أن العالم ذاته لم يلتفت إلى النزوح القسري والتهجير الصامت الذي بدأ في شمال الضفة الغربية، قبل ما يقارب العشرين يوماً في مخيم جنين وقبل عشرة أيام في مخيمات طولكرم، وقبل أسبوع في مخيم الفارعة جنوب طوباس. 

 

للمخيمات المنكوبة في المدن الثلاث شمال الضفة الغربية رمزية وطنية تفوق صلة القرابة التي تجمع السكان، وحقيقة أنهم جميعاً ينحدرون من المنطقة الجغرافية نفسها قبل نكبة 1948، والتكاتف والتكافل الاجتماعي المتبادلين، وهم عانوا التهجير والنزوح مرات كثيرة، وفقدوا أبناءهم ومنازلهم وأموالهم وتجارتهم في سبيل تثبيت حق العودة المقدس.

 

وبحسب بيانٍ مشترك للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) الإسرائيلي، قام الطرفان بتوسيع الحملة العسكرية التي تعرف بـ"السور الحديدي" شمال الضفة الغربية من جنين مروراً بطولكرم وصولاً إلى طوباس.

 

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "لن نسمح لمحور الشر الإيراني بإقامة جبهة إرهاب تهدد مستوطنات شمال الضفة، نحن نسحق البنية التحتية للإرهاب في مخيمات اللاجئين ونمنع عودتها".

 

 وذكّر الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) الدكتور وليد حباس في حديث إلى "النهار" بأنه في بداية الحرب على غزة أعلن  مسؤولون إسرائيليون على رأسهم نتنياهو أن إسرائيل تواجه الحرب على جبهات من بينها الضفة الغربية، وهذا يعني أنهم اعتبروها ساحة حرب، وإن كانت بوتيرة أقل من غزة.

 

ولفت حباس إلى أنه بحلول منتصف عام 2024، كانت القيادتان العسكرية والسياسية الإسرائيليتان تسعيان إلى توسيع نطاق عملياتهما في الضفة الغربية بشكل ملحوظ وكبيرٍ جداً لأن التقديرات كانت تشير إلى أن شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو كانا فاصلين في الحرب على غزة، وكان متبقياً فقط الدخول إلى رفح، وهنا استطاعتا أن تتنفسا الصعداء، وأن تلتفتا إلى الضفة.

 

وتابع حباس: "في آب/أغسطس 2024، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية أسمتها "المعسكرات الصيفية"، التي كانت تعد أكبر عملية عسكرية تشهدها الضفة منذ عملية "السور الواقي"عام 2002، وكان كاتس آنذاك وزيراً للخارجية وقال حينها إننا في حرب شاملة تهدف إلى تفكيك البنية التحتية للإرهاب"، مشيراً إلى أن المخيمات لن تعود كما كانت قبل هذه العملية.
وأوضح حباس أن الأمور تدحرجت من مخيم جنين وصولاً إلى باقي مخيمات شمال الضفة، عند اقترابها من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل في المرحلة الأولى، وهنا بدأت إسرائيل تستفرد بمخيمات الضفة.

 

وخلص حباس إلى أن إسرائيل ستتسبب بدمار كبير داخل المخيمات يؤدي إلى تهجير السكان "وهنا نصل إلى النقطة الأهم التي تدور خلال نقاشات المستوى العسكري، وترتكز على أن من المحرمات أن نعود إلى الوضع الذي كان قائماً قبل العملية في مخيمات الضفة، بمعنى ممنوع أن تكون هذه العملية العسكرية جولة قتالٍ أخرى، وأن تعود حماس إلى تمركزها، وأن تبقى الكتائب المسلحة في جنين وطولكرم وطوباس قائمة، و هذا ما يمنحها حرية العمل لأنه الجو الطاغي على نقاشات الجيش".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".