وزير الدفاع السوري: سوريا منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية

قال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في مقابلة هذا الأسبوع مع صحيفة "واشنطن بوست" إن سوريا منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية على طول ساحل البحر المتوسط طالما أن أي اتفاق مع الكرملين يخدم مصالح البلاد، مؤكداً على النهج البراغماتي الذي تتبعه حكومته وهي ترسم تحالفات جديدة وتعيد تقييم التحالفات القديمة التي أقيمت في ظل النظام السابق.
وتابع أن موقف روسيا تجاه الحكومة السورية الجديدة تحسن بشكل ملحوظ منذ سقوط الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، وأن دمشق تدرس مطالب موسكو.
وفي مقابلة أجريت يوم الأحد في دمشق، ناقش أبو قصرة (40 عاماً)، تحركات سوريا لبناء شراكات عسكرية وسياسية جديدة، وجهودها للتفاوض مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وخططها الطموحة لجمع عدد كبير من الفصائل المسلحة في البلاد، التي انتشرت خلال الحرب الأهلية، تحت سيطرة قيادة واحدة موحدة.
خدم أبو قصرة، وهو مهندس زراعي مدرّب، برتبة ملازم أول في جيش الأسد قبل أن ينضم إلى الثوار، وانضم لاحقاً إلى جبهة النصرة، وهي فرع من فروع تنظيم "القاعدة".
ماذا تريد الحكومة السورية الجديدة من روسيا؟
كانت روسيا خصما رئيسيا خلال الحرب، حيث تدخلت في عام 2015 لدعم الأسد وجيشه بينما كانت تطلق موجات من الغارات الجوية المدمرة على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. ولكن الآن، وبالإضافة إلى الشرعية والدعم الدوليين، يمكن للكرملين أن يقدم شيئاً تريده الحكومة السورية الجديدة بشدة: الرئيس السابق الذي فرّ بالطائرة إلى موسكو مع انهيار حكمه فجأة في أوائل ديسمبر/كانون الأول، بحسب الصحيفة.
وقد رفض وزير الدفاع، الذي كان يرتدي بدلة زرقاء دون ربطة عنق، أن يؤكد بشكل مباشر ما إذا كان الرئيس السوري الموقت، أحمد الشرع، قد طلب تسليم الأسد عندما التقى بمسؤولين روس أواخر الشهر الماضي. لكنه قال إن مسألة محاسبة الأسد أثيرت خلال الاجتماع.
وقال: "عندما قرر بشار الأسد الذهاب إلى روسيا، كان يعتقد أنه من المستحيل أن نتوصل إلى اتفاق" مع الروس. وأضاف "ربما ستعود العلاقات معهم بما يخدم مصالح سوريا أولاً ثم مصالحهم".
القواعد العسكرية الأميركية والتركية في سوريا
"الحكومة في دمشق تتفاوض أيضا على وضع القواعد العسكرية الأميركية والتركية في سوريا" بحسب وزير الدفاع الذي أضاف أن الاتفاقات العسكرية الجديدة مع أنقرة قد تتضمن تخفيض أو إعادة توزيع القوات التركية في البلاد.
وقال إن مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري في شمال شرق البلاد قيد التفاوض.
ودخلت القوات الأميركية إلى سوريا لأول مرة في عام 2015 كجزء من جهود محاربة تنظيم "داعش"، ودعم قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تسيطر على مساحات من الأراضي على الحدود مع تركيا والعراق. ولا يزال حوالي 2000 جندي أميركي في الشمال الشرقي وفي قاعدة نائية في جنوب سوريا.
وقال أبو قصرة عن المفاوضات: "الجميع كان ينتظر وصول ترامب إلى السلطة، والمسألة تحتاج إلى بعض الوقت بين الإدارة الأميركية والحكومة السورية الجديدة".