بدأ النازحون الفلسطينيون بالعودة إلى شمال قطاع غزة صباح الإثنين، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية في غزة "فرانس برس"، بعد اتّفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل.

وأكّد المسؤول "بدء عبور النازحين الفلسطينيين على شارع الرشيد الغربي عبر حاجز نتساريم الغربي إلى مدينة غزة وشمال قطاع غزة". وجاء ذلك بالتزامن مع انسحاب إسرائيلي من محور نتساريم.

 

 

إلى ذلك، تم فتح شارع صلاح الدين أمام المركبات للعبور من الجنوب لشمال غزة.

 

 

وتوجّه آلاف الفلسطينيين الذي جرّ بعضهم عربات محمّلة بالأمتعة باتجاه حاجز نتساريم على شارع الرشيد الممتد على طول ساحل غزة، وفقاً لصور التقطتها "فرانس برس" صباح الإثنين.

 

 

ومع ورود أنباء فتح نقاط العبور، انطلقت صيحات الفرح من آلاف الأسر النازحة في الملاجئ ومخيّمات النازحين.

وقالت غادة وهي أم لخمسة أطفال "ما في نوم.. أنا جهزت كل الأغراض مشان (لكي) أرجع مع أول ضوء نهار".

وأضافت لـ"رويترز" عبر تطبيق للتراسل "على الأقل إحنا راجعين لبيوتنا، هلقيت (الآن) بقدر أقول الحرب خلصت وأتمنى أنه الهدوء يستمر".

 

 

 

من جهّتها، اعتبرت حركة "حماس" عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله "هزيمة للاحتلال ومخطّطات التهجير".

وقالت الحركة في بيان وصلت نسخة منه لـ"فرانس برس" إن عودة عشرات آلاف النازحين شكّل "انتصاراً لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير".

 

 

فيما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن عودة النازحين هي "رد على كل الحالمين بتهجير شعبنا".

 

من جانبه، أعلن مسؤول أمني أن "أكثر من مئتي الف نازح وصلوا إلى مدينة غزة وشمال القطاع في أول ساعتين" بعد السماح لهم بالعبور.

وأكّدت الشرطة التابعة لـ"حماس" أن مئات عناصر الشرطة انتشروا على جانبي الطرقات التي يسلكها النازحون لـ"تنظيم وتأمين عبورهم إلى الشمال".

وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" في غزة إن "الاحتلال دمر أكثر من 90% من مباني والبنية التحتية في محافظتي غزة وشمال القطاع خلال الحرب" مشيراً إلى أن "مدينة غزة وشمال القطاع بحاجة إلى 135 ألف خيمة وكرفان (بيوت متنقلة) فوراً".

 

 

 

مفاوضات

وبعد اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق، تدخّل الوسطاء على خط الحلحلة بين الطرفين وأعلنت "حماس" تسليمها الأسيرة الاسرائيلية أربيل يهود واثنين من رفاقها الجمعة المقبل، وعليه سمحت إسرائيل بعودة النازحين إلى شمالي القطاع.

 

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية فجر الإثنين أن الجيش الإسرائيلي سيسمح ابتداء من الصباح بعودة النازحين في غزة إلى شمال القطاع.

وقال المتحدّث باسم الخارجية القطرية ماجد محمد الأنصاري في بيان نشره على صفحته بمنصة "إكس" إنه "تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الأسيرة أربيل يهودا واثنان من الأسرى قبل يوم الجمعة المقبل".

وأضاف الأنصاري أن "حماس ستقوم بتسليم 3 أسرى إضافيين يوم السبت وفقاً للاتفاق بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق".

إلى ذلك، أكّد أن" تل أبيب ستسلّم قائمة بأسماء 400 شخص ممن تم اعتقالهم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 كل يوم أحد في المرحلة الاولى".

 

وبعد إعلان الخارجية القطرية، أفادت "حماس" بأنّه "في إطار جهود الحركة  لنزع الذرائع التي وضعها  رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام عودة النازحين إلى شمال القطاع، قدّمنا اقتراحاً للوسطاء بأن تجري عملية تبادل إضافية تشمل الأسيرة أربيل يهود مع إثنين آخرين من أسرى الاحتلال قبل يوم الجمعة المقبل، وأن تبقى عملية التبادل المقرّة يوم السبت المقبل كما هي في موعدها وتشمل ثلاث أسرى للاحتلال". 

 

وأضافت الحركة: "وبناءً على ذلك فقد توصلت الحركة وبجهود الوسطاء بأن تبدأ عودة النازحين ابتداء من صباح اليوم الإثنين ".

 

شروط العودة

من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي شروط العودة إلى شمال غزة وفق الآتي: 

 

-يسمح بعودة السكان مشياً على الأقدام إلى شمال قطاع غزة عبر طريق نتساريم ومن خلال شارع الرشيد (طريق البحر) اعتباراً من الساعة 07:00 صباحًا 

-يسمح بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع بعد الفحص عن طريق صلاح الدين من الساعة 09:00 صباحًا 

-نقل المسلحين أو نقل الأسلحة عبر هذه الطرق إلى شمال قطاع غزة سيعتبر خرقًا للاتفاق.  

-يحظر الاقتراب من الجيش الاسرائيلي في كل أماكن انتشاره وتمركزه.

-في منطقة جنوب القطاع يحظر الاقتراب إلى منطقة معبر رفح ومنطقة محور فيلادلفي وكافة مناطق تمركز القوات. 

 

وحذر  أفيخاي من الاقتراب من المنطقة البحرية على طول القطاع "أو ممارسة السباحة والصيد والغوص والدخول إلى البحر في الأيام المقبلة"، كما منع  التوجه نحو الأراضي الاسرائيلية والاقتراب إلى المنطقة العازلة.

 

مكتب نتنياهو

وقال مكتب نتانياهو في بيان إنه "بعد مفاوضات مكثّفة وحاسمة ستُفرج حماس عن أربيل يهود والجندية أغام بيرغر وعن رهينة آخر". كذلك، من المرتقب إطلاق سراح 3 أسرى آخرين السبت، وفق ما هو مقرّر في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة.

وأضاف: "في الوقت نفسه، تلقّت إسرائيل من حماس لائحة توضح وضع جميع الأسرى" الذين يمكن إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، الأحياء منهم والأموات، بحسب ما جاء في البيان.