"الطوفان" و"الإسناد" أنهكا "حماس" و"حزب الله"... كيف تأثرت قدراتهما العسكرية؟
تأثرت قدرات "حزب الله" وحركة "حماس" بشكل كبير في الحرب مع إسرائيل. وبعد توقيع اتفاقي وقف إطلاق النار بين "حماس" واسرائيل من جهة، و"حزب الله" واسرائيل من جهة، تبرز التحولات الكبيرة في قدرتهما على التخطيط والتنفيذ.
"حماس"
تأسست حركة "حماس" في بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، وعلى مر السنين، طورت بنية تحتية عسكرية وعززت من قوتها، وطورت قدراتها من حيث النطاق والأسلحة.
واعتمدت "حماس" على شبكة ضخمة من الأنفاق تحت قطاع غزة، لتخزين الأسلحة والإمدادات وتدريب المقاتلين بعيدا عن أنظار الاستخبارات الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد، قال المحلل العسكري رياض قهوجي لـ"النهار" إنه بعد الحرب واتفاق وقف النار بين "حماس" واسرائيل، لا يزال ثمة عناصر من الحركة الفلسطينية مسلحين، ومع ذلك، لم تعد "حماس" كما كانت قبل 7 تشرين الاول (اكتوبر) 2023، ولن تعود كذلك.
وأضاف قهوجي إن تشكيلات "حماس" باستت مسلحة بشكل خفيف جداً لمتوسط، موضحاً أن سلاح "ار بي جي" هو اكبر ما لديها.
وأضاف قهوجي أن الصواريخ القليلة التي اطلقتها الحركة تجاه اسرائيل مؤخرا، تم اطلاقها من منصات خشبية صنعها المقاتلون، وليس من منصات صواريخ. وقد تبين أن الصواريخ مطمورة في الرمل لتخبئتها، وبالتالي هذا يدل على ان القوة العسكرية لـ"حماس" قد تراجعت كثيرا، مؤكدا أن لا قدرة لها حالياً للحصول على سلاح جديد لأن غزة محاصرة من جميع الاتجاهات، وجميع المداخل والانفاق قد أُغلقت.
"حزب الله"
أما "حزب الله" فعُرف كأحد أكثر القوى العسكرية غير الحكومية تسليحاً في العالم، وهو يتلقى التمويل والمعدات العسكرية من إيران.
وزعم أمينه العام الذي اغتالته اسرائيل في أيلول/سبتمبر الماضي حسن نصر الله أن لديه مئة ألف مقاتل، لكن تقديرات مستقلة أشارت إلى أن عدد مقاتلي "حزب الله" كان يتراوح بين 20 ألفاً و50 ألفاً.
وتلقى عناصر الحزب تدريباً جيداً واكتسبوا خبرة قتالية عالية، كما شاركوا في الحرب الأهلية السورية.
وتكوّن الجزء الأكبر من ترسانته من صواريخ مدفعية أرض- أرض صغيرة وغير موجهة.
ولكن تعرض الحزب لموجة مكثفة من الهجمات الإسرائيلية، بدأت في أيلول الماضي مع تفجير عن بعد لأجهزة إرسال الرسائل الخاصة بعملاء الحزب، تلاها اقتحام بري في جنوب البلاد، بالإضافة إلى غارات جوية شديدة في جنوب لبنان وبيروت، واغتيال نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين، (إضافة الى عمليات اغتيال القادة الكبار، والهجمات المكثفة على البنية التحتية وإمدادات الأسلحة).
وفي السياق، أكد قهوجي أن "حزب الله" كذلك لا يزال لديه مجموعات مسلحة اليوم، ولكنه لم يعد كما كان قبل أيلول/سبتمبر.
وقال لـ"النهار": "حزب الله طبعا لا يزال لديه قدرة صاروخية شمال الليطاني ("كاتيوشا"، "غراد")، ويُعتقد ان لديه منشآت وورشاً لتصنيع صواريخ، ولكن ليس اكبر من الصواريخ التي سبق وذكرتها، كما ان خطوط الامداد مع ايران قُطعت كليا، جوا وبرا وبحرا"، خاصة بعد سقوط النظام السوري برئاسة بشار الاسد.
وأضاف قهوجي: "ما يملكه حاليا هو كل ما يملكه... حزب الله لم يعد كما كان قبل أيلول الماضي. هناك نقص بالمال والسلاح وتم تدمير معظم منشآته، وقواعده، ومراكز عمله".
ويعيد الحزب تنظيم نفسه ولكن "طبعا حتى لو إنه يحتفظ بقدرات عسكرية، تعتقد الاجهزة الغربية انها توازي نحو 30% ما كانت عليه قبل الحرب".
واليوم، مع التغير الكبير في المنطقة، فأن عودة "حزب الله" لما كان عليه سابقا باتت جدا صعبة ان لم تكن مستحيلة. وبحسب قهوجي، الامور متجهة لانهاء الدور العسكري للحزب.
الثابت أن قدرات كل من "حزب الله" و"حماس" بشكل كبير نتيجة الحصار والدمار. ومع التحولات الكبيرة في المنطقة، يبدو أن كلا الطرفين يواجهان تحديات كبيرة قد تشكل اختباراً لمصيرهما.
نبض