الهدنة تلوح في غزة... "مرحلة حاسمة" ونهائية لكن بعض الخلافات "لم تُحسم بعد"

المشرق-العربي 14-01-2025 | 13:32

الهدنة تلوح في غزة... "مرحلة حاسمة" ونهائية لكن بعض الخلافات "لم تُحسم بعد"

أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء بأن المحادثات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى وصلت إلى "مراحلها النهائية".
الهدنة تلوح في غزة... "مرحلة حاسمة" ونهائية لكن بعض الخلافات "لم تُحسم بعد"
من غزة (ا ف ب)
Smaller Bigger

أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء بأن المحادثات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى وصلت إلى "مراحلها النهائية".

وقال الأنصاري خلال مؤتمر صحافي أسبوعي: "نعتقد أننا في المراحل النهائية... بالتأكيد نحن على أمل بأن هذا سيؤدي إلى اتفاق قريبا جدا"، محذرا من أنه "حتى يتم الإعلان... لا ينبغي لنا أن نبالغ في التفاؤل حيال ما يجري الآن".

 

وأضاف الأنصاري أن قطر سلمت مسودتي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار إلى كل من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل، مضيفا أن هذه هي أقرب نقطة من التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر الماضية.

 

وقال إن العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، تمّت تسويتها خلال المحادثات التي جرت على مدى الأسابيع الأخيرة.

وأفاد الأنصاري في مؤتمر صحافي بأنه "خلال الأشهر الماضية، كانت هناك قضايا أساسية ومسائل رئيسية بين الطرفين لم يتم حلها. تمّت تسوية هذه القضايا خلال المحادثات في الأسابيع القليلة الماضية، وبالتالي وصلنا إلى نقطة تم فيها معالجة القضايا الرئيسية التي كانت تعيق التوصل إلى اتفاق".

 

"حماس"

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى مراحلها النهائية، وعبرت عن أملها في أن "تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل".

وقالت "حماس" في بيان: "أجرت قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية، حيث وضعتهم في صورة التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية في الدوحة".

وأضافت: "أكدت قيادة الحركة والقوى المختلفة على استمرار التواصل والتشاور حتى إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وصل إلى مراحله النهائية، معبرين عن أملهم أن تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل".

 

في إسرائيل...

كذلك، قال مسؤول إسرائيلي اليوم إن المحادثات الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وصلت إلى مرحلة حاسمة وبات الاتفاق وشيكا لكن بعض نقاط الخلاف لا تزال بحاجة إلى تسوية.

وأوضح المسؤول: "نحن قريبون لكننا لم نصل بعد".

 

وقالت أذاعة الجيش الإسرائيلي إن "المفاوضات مستمرة وهي في مرحلتها النهائية".

 

وأفاد مصدران مطلعان على المفاوضات لوكالة "أسوشيتد برس" بأن حركة "حماس" وافقت على مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

 

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مباحثات الدوحة تدور حول قضايا تقنية ومعظم التفاصيل تم الاتفاق عليها.

 

من جهتها، نقلت "القناة i24"، عن مسؤول اسرائيلي قوله: "نعتقد أن اتفاق صفقة التبادل قد يتم خلال ساعات".

 

في المقابل، هدد إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي والمنتمي إلى أقصى اليمين اليوم بالاستقالة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا وافق على الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه حاليا في قطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وبن غفير، الذي لن يؤدي رحيله إلى سقوط حكومة نتنياهو، حث وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على الانضمام إليه في محاولة أخيرة لمنع اتفاق وقف إطلاق النار الذي وصفه بأنه استسلام خطير لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال بن غفير على موقع التواصل الاجتماعي إكس: "تلك الخطوة هي فرصتنا الوحيدة لوقف تنفيذ (الاتفاق) والحيلولة دون استسلام إسرائيل لحماس بعد أكثر من عام على حرب دامية سقط فيها أكثر من 400 جندي من جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة، وللتأكد من أن موتهم لم يذهب سدى".

وأبدى سموتريتش أمس الاثنين اعتراضه على الاتفاق دون التلويح بالانسحاب من الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو. ومن المتوقع أن يدعم أغلبية الوزراء اتفاق وقف إطلاق النار المقسم إلى عدة مراحل والذي يهدف إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.

وأعاد بن غفير التأكيد على تعليقات سموتريتش أمس الاثنين بأن إسرائيل يتعين عليها مواصلة حملتها العسكرية في قطاع غزة حتى استسلام "حماس".

وتتوسط الولايات المتحدة ومصر وقطر في المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار قال مسؤولون إنه بات وشيكا.

وتعارض بعض عائلات الرهائن الاتفاق خشية أن تؤدي المراحل المقرر تنفيذها إلى إطلاق سراح بعض المحتجزين واستمرار احتجاز مجموعة أخرى من المتبقين وعددهم 98 شخصا.

وأظهرت استطلاعات متعاقبة دعما واسعا للاتفاق بين الإسرائيليين.

 

اقرأ أيضا: عدّاد الضحايا يرتفع في غزة... قتلى في قصف إسرائيلي على القطاع

 

المانيا

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم إن التوصل إلى اتفاق بات في المتناول على ما يبدو بعد شهور من المفاوضات.

وذكر شولتس في بيان: "نتفهم مدى الألم الذي يسببه أي اتفاق مع منظمة حماس الإرهابية لإسرائيل. ومع ذلك، يجب أن تكون حياة الرهائن على رأس الأولويات الآن"، مضيفا أن ذلك يوفر فرصة لوقف إطلاق النار لتخفيف المعاناة في غزة.

اللمسات النهائية

واليوم، استأنف مفاوضون في الدوحة المحادثات الرامية لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل خطة لإنهاء الحرب في غزة، بعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن اتفاقا أيده لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن "على وشك" أن يصبح واقعا.

وقال مسؤول مطلع على المفاوضات إن الوسطاء سلموا إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسودة نهائية لاتفاق أمس الاثنين بعد "انفراجة" تحققت عند منتصف الليل في المحادثات التي حضرها مبعوثان للرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وافاد مصدر فلسطيني قريب من المحادثات لرويترز بأنه يتوقع الانتهاء من الاتفاق اليوم الثلاثاء إذا "سارت الأمور على ما يرام".

وعبر كل من دافيد برنياع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ورونين بار رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط وبريت مكغورك مبعوث بايدن المنتهية ولايته إلى الشرق الأوسط ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن أملهم في إبرام الاتفاق.

وقال بايدن في كلمة ألقاها أمس الاثنين لسرد إنجازاته في السياسة الخارجية: "الاتفاق... من شأنه أن يحرر الرهائن ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين يعانون بشدة في هذه الحرب التي بدأتها حماس".

وإذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق وقف إطلاق النار جهود محادثات متقطعة على مدى ما يزيد على عام بعد أن أدت الحرب إلى مقتل عشرات الألوف من الناس وتدمير معظم أنحاء قطاع غزة ونزوح كل سكانه تقريبا.

ومن شأن الاتفاق أن يخفف أيضا التوتر في الشرق الأوسط حيث أشعل القتال صراعات بالضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق وأثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.

كما سيؤدي الاتفاق إلى عودة رهائن إلى إسرائيل من بين نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين منذ هجمات السابع من  تشرين الأول (أكتوبر) 2023 التي شنتها "حماس" وأدت إلى اندلاع الحرب، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

وقال المسؤول المطلع على المحادثات، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن قطر سلمت مسودة الاتفاق إلى الجانبين في الدوحة.

وذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الكرة الآن في ملعب "حماس". وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري أن بلينكن سيقدم اليوم الثلاثاء خطة لما بعد الحرب في غزة.

وأفاد مسؤول في حماس لرويترز: "المفاوضات حققت تقدما في قضايا رئيسية ونعمل لاستكمال ما تبقى قريبا".

وقال مسؤول إسرائيلي إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن إطلاق سراح 33 رهينة، بينهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى وانسحابا تدريجيا جزئيا للقوات الإسرائيلية.

وذكر المصدر الفلسطيني القريب من المحادثات أن إسرائيل ستفرج في المقابل عن ألف سجين فلسطيني، وإن المرحلة الأولى ستستمر لمدة 60 يوما.


وتم وقف إطلاق النار مرة واحدة فقط حتى الآن، واستمر لمدة أسبوع واحد في  تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 حين أطلقت "حماس" سراح نحو نصف الرهائن، ومنهم معظم النساء والأطفال وعمال أجانب، مقابل إطلاق سراح سجناء الفلسطينيين.

واتفق الجانبان منذ شهور بشكل عام على مبدأ وقف القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" والإفراج عن فلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيل.

لكن "حماس" تتمسك بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة في حين تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب قبل القضاء على "حماس".

ولا يزال القتال مستمرا، وتركز خلال الأشهر الماضية عند الطرف الشمالي من غزة حيث تقول إسرائيل إن قواتها تحاول منع "حماس" من إعادة تنظيم صفوفها بينما يقول الفلسطينيون إن الإسرائيليين يحاولون إخلاء منطقة عازلة بشكل دائم من السكان. واستمرت الغارات الإسرائيلية على أنحاء القطاع الليلة الماضية.


ويُنظر الآن على نطاق واسع إلى تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني (يناير) على أنه موعد نهائي للتوصل لاتفاق.

وحذر الرئيس الأميركي المنتخب من أن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يُفرج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه.

وقال بلينكن إن المفاوضين يريدون التأكد من أن ترامب سيستمر في دعم الاتفاق المطروح على الطاولة، لذا كانت مشاركة مبعوثه ويتكوف، وكذلك مكغورك مبعوث بايدن، "مهمة".

 

ماذا يتضمن الافاق؟

 

وفي التفاصيل، أكد مصدران فلسطينيان مطلعان على المفاوضات لوكالة فرانس برس الثلاثاء أن إسرائيل ستفرج عن نحو ألف أسير فلسطيني في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح 33 رهينة.


وقال أحد المصدرين إن إسرائيل ستفرج عن نحو ألف أسير فلسطيني بينهم عدد من المحكوم عليهم بالسجن لسنوات طويلة. وقال مسؤول حكومي إسرائيلي: "سيتم إطلاق سراح عدة مئات من الإرهابيين" كجزء من المرحلة الاولى من الاتفاق.

 

وتتوقع إسرائيل أن يتم الإفراج عن 33 رهينة في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة مع "حماس" وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.

وأوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات أن "المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل 33 حالة إنسانية" من بين الرهائن.

وتعتقد إسرائيل أن هؤلاء الرهائن ممن هم على قيد الحياة، رغم أنها لم تتلقَ تأكيدًا بشأن مصيرهم بعد، وفقًا للتقرير.

وأكد مصدران مقربان من "حماس" على دراية بالمحادثات لوكالة فرانس برس أن المرحلة الأولى ستتضمن الإفراج عن 33 رهينة.

وأضاف التقرير: "إذا تم تنفيذ المرحلة الأولى، فبحلول اليوم السادس عشر من سريان الاتفاق، ستبدأ إسرائيل في التفاوض على المرحلة الثانية للإفراج عن باقي الأسرى (الجنود الذكور، الرجال في سن الخدمة العسكرية، وجثث الرهائن الذين قُتلوا)".

وخطف 251 شخصا خلال هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، لا يزال 94 منهم في غزة، فيما أعلن الجيش عن مقتل أو وفاة 34 منهم.

وكانت "حماس" أشارت الأسبوع الماضي إلى أنها وافقت على الإفراج عن 34 رهينة في المرحلة الأولى من الاتفاق.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه سيسمح لإسرائيل بالحفاظ على "منطقة عازلة" في قطاع غزة أثناء تنفيذ المرحلة الأولى.

أما صحيفة "هآرتس" اليسارية فقالت "وفقًا للمرحلة الأولى من الاتفاق، لا يُتوقع أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من غزة حتى تتم إعادة جميع الرهائن، لكنه سيسمح بانتقال السكان من جنوب غزة إلى شمال القطاع".

ويتطلب تنفيذ الاتفاق موافقة الحكومة الإسرائيلية، وفقًا للتقارير.

ويبدو أن نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات تتعلق بديمومة أي وقف لإطلاق النار وحجم المساعدات الإنسانية للقطاع.

ومن بين القضايا التي أعاقت التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، شروط وقف إطلاق النار التي سيتم بموجبها تبادل الأسرى وحجم المساعدات الإنسانية لغزة وعودة سكان غزة النازحين إلى ديارهم وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وإعادة فتح المعابر الحدودية.

ولطالما رفض نتنياهو بشكل قاطع انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة.

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
النهار تتحقق 10/8/2025 9:20:00 AM
إعلان مفرح من محمد شاكر خلال الساعات الماضية. "صدر حكم ببراءة والدي، فضل شاكر"، وفقاً للمتناقل. فيديو تكشف "النّهار" حقيقته.  
سياسة 10/8/2025 1:16:00 AM
تمام بليق يوضح حقيقة ما جرى مع الشيخ حسن مرعب في صيدا