بعد لقاءات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين اليوم في بيروت  يصل إلى العاصمة اللبنانية غداً الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي يلتقي فور وصوله رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، عشية جلسة الانتخاب الرئاسي. وتعول باريس على الجهود الأميركية السعودية بعد لقاء هوكشتاين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لإقناع بري بالقبول بانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية.

وأكد مصدر فرنسي متابع للوضع لـ"النهار" أن الدول الخمس في اللجنة الخماسية: الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر أكدت موافقتها على انتخاب عون،  وأن قطر أبلغت الفرنسيين أمس، وعلى أعلى المستويات، تأييدها عون، وأن كل ما نقل عن أنها تختلف مع باقي الخماسية ليس صحيحاً. ولم يستبعد المصدر أن يتصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ببري بعد لقاء الأخير المبعوث الفرنسي.

وأضاف المصدر أن السعودية أكدت عبر مبعوثها إلى لبنان الأمير يزيد بن فرحان أن خيارها الأول والأخير هو جوزف عون، وسيكون من الصعب جداً  إذا لم يتم انتخاب عون أن تساعد السعودية لبنان. ولفت المصدر إلى أنه إذا كان هناك تحرك للتصويت لجوزف عون في جلسة الأربعاء، من المستبعد أن يعرقل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع انتخابه نظراً إلى علاقاته الجيدة مع السعودية وإلى انه لا يريد أن يكون رئيس أكبر كتلة مسيحية معرقلة لانتخاب عون.

ورأى المصدر أن العرقلة قد تأتي من بري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. وأفاد بأن هوكشتاين سيوجه رسالة قوية من الولايات المتحدة إلى بري. والأخير يردد أمام زواره أن الجلسة ستكون لانتخاب رئيس، لكن بالصيغة الخاصة به، وبما أنه يرى الآن أن الولايات المتحدة والسعودية والخماسية تؤيد عون فالسؤال المطروح هو ماذا يقرر بري والثنائي الشيعي؟ واعتبر المصدر أن التصريحات الأخيرة لوفيق صفا من  أن ليس هناك فيتو من الحزب على عون وأن بري من يقرر هو نوع من إلقاء المسوؤلية على بري. وقال المصدر إن حجة السعودية في تأييد عون هي أن المرشحين الآخرين ليس باستطاعتهم القيام بما هو مطلوب من ضمان الأمن والإصلاحات، فهي تريد رئيساً لا يعرقل مسار الإصلاحات وستعمل مع عون اذا تم انتخابه على مسألة تعيين رئيس حكومة تجري إصلاحات، خصوصاً أن هناك انتخابات عامة في 2026 ستتطلب من رئيس الحكومة وحكومته خريطة طريق وتنفيذ عدد من الإصلاحات. ورأى المصدر أنه إذا تم انتخاب عون فسيخلق ذلك ديناميكية لمساعدة لبنان، لكن سيعتمد ذلك أيضاً على رئيس الحكومة المقبل.

ورأى أن موقف "حزب الله" الحالي وتصريحات قيادته تظهر أنه لم يتمكن من الخروج من منطق أنه لم يخسر الحرب في حين أن الواقع  أنه خسرها مع كل الدمار والضحايا للبنان . 

وأكد المصدر أن لودريان سيحضر جلسة الانتخاب.