سوريا... إعادة تشكيل المؤسسة الأمنية ومروحيات لملاحقة فلول نظام الأسد

المشرق-العربي 28-12-2024 | 22:50

سوريا... إعادة تشكيل المؤسسة الأمنية ومروحيات لملاحقة فلول نظام الأسد

أنس خطاب: سيعاد تشكيل المؤسسة الأمنية من جديد، بعد حلّ كافة الأفرع الأمنية وإعادة هيكلتها بصورة تليق بشعبنا وتضحياته.
سوريا... إعادة تشكيل المؤسسة الأمنية ومروحيات لملاحقة فلول نظام الأسد
Smaller Bigger

تعهّد رئيس الاستخبارات العامة في الإدارة السورية الجديدة أنس خطّاب "إعادة هيكلة" المنظومة الأمنية في البلاد بعد حلّ كل فروعها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية سانا السبت.

 

وقال خطّاب في بيان أوردته سانا إنّه "سيعاد تشكيل المؤسسة الأمنية من جديد، بعد حلّ كافة الأفرع الأمنية وإعادة هيكلتها بصورة تليق بشعبنا وتضحياته".

وأشار خطّاب الذي عُيّن في منصبه قبل يومين إلى ما عاناه السوريون "من ظلم وتسلّط النظام السابق، عبر أجهزته الأمنية المتنوعة التي عاثت في الأرض فساداً وأذاقت الشعب المآسي والجراح".

ولطالما شكّلت الأجهزة الأمنية في سوريا خلال فترة حكم حزب البعث مصدر خوف للعديد من السوريين الذين كانوا يعتبرونها مصدرا للقمع.

وعقب سقوط بشار الأسد في 8 كانون الأول (ديسمبر)، أفرج عن الموقوفين في هذه الفروع، لا سيّما في العاصمة دمشق، بعدما فرّ منها المسؤولون والعناصر الأمنية.

وباتت معظم هذه المراكز الأمنية تحت حراسة مسلحين من هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أطاح بالأسد.

ومنذ ذلك الحين توافدت عائلات إلى المراكز الأمنية في دمشق، ولا سيّما في ما يعرف بالمربّع الأمني، أملا في الحصول على معلومات عن أقارب مفقودين.

وفي بيانه أوضح خطاب أنّ "الأفرع الأمنية تنوّعت وتعدّدت لدى النظام السابق واختلفت أسماؤها وتبعياتها، إلا أنها اشتركت جميعا في أنها سُلّطت على رقاب الشعب المكلوم لأكثر من خمسة عقود من الزمن".

ويشكّل مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سوريا، والمقابر الجماعية التي يُعتقد أنّ النظام السوري دفن فيها معتقلين قضوا تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية بعد أكثر من 13 عاما من نزاع مدمّر تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.

ورغم أن لا تقديرات رسمية عن العدد الإجمالي لمن خرجوا من السجون، إلا أنه لا يقارن بعدد المعتقلين منذ العام 2011.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لقي أكثر من 100 ألف شخص مصرعهم في السجون ومراكز الاعتقال السورية منذ بدء النزاع.

 

وأوقفت قوات الامن التابعة للسلطة الجديدة الخميس، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، رئيس القضاء العسكري في سوريا والذي حكم على آلاف المعتقلين بالإعدام خلال محاكمات صورية جرت داخل سجن صيدنايا السيّئ الصيت. 

 

 

مروحيات...

واليوم، أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا عن بدء عملية تمشيط واسعة في محافظة اللاذقية غربي البلاد. 

 

وقالت إدارة العمليات العسكرية في سوريا إنها بدأت استخدام المروحيات العسكرية ضد فلول النظام "البائد" في منطقة الساحل.

وذكرت أيضا أن هذه المروحيات استخدمت لتمشيط المنطقة بعد مواجهات مع فلول النظام السابق، وأن المروحيات انطلقت من مطار اسطامو في ريف طرطوس.

 

وكانت وكالة "سانا" ذكرت أنه جرى "مصادرة كميات من الأسلحة والذخائر كانت بحوزة فلول النظام بريف اللاذقية، كما تم إلقاء القبض على عدد من فلول مليشيات الأسد وعدد من المشتبه فيهم بمنطقة ستمرخو بريف اللاذقية". 

 

 

وفود ديبلوماسية...

والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع السبت وفدا ممثلا للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، وناقش الطرفان العلاقات الديبلوماسية ومسائل الطاقة والهجرة، في إطار حركة ديبلوماسية نشطة تشهدها العاصمة السورية منذ سقوط بشار الأسد.

وخلال مؤتمر صحافي في قصر الشعب بدمشق، قال وزير الدولة الليبي للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي بعد لقائه الشرع: "عبرنا...عن دعمنا الكامل للسلطات السورية في نجاح المرحلة الانتقالية الهامة".

وأكّد الطرفان "على أهمية التنسيق والتعاون المشترك...خاصة في الملفات ذات الطابع الأمني والعسكري"، وفق اللافي، بالإضافة إلى "مناقشة أوجه التعاون في مجالات مختلفة متعلقة بملف الطاقة والتبادل التجاري بين البلدين" و"ملف الهجرة غير الشرعية".

 

ووصل زير الدفاع العراقي الشريط الحدودي مع سوريا لتفقد قطعات الجيش وحرس الحدود.

 

وتوجه وفد من وزارة الطاقة التركية إلى سوريا السبت لمساعدة السوريين في الحصول على الخدمات الأساسية بعد إطاحة بشار الأسد.

وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في محافظة نوشهير بوسط الأناضول إن "فريقا من وزارة الطاقة في طريقه إلى دمشق".

وأضاف: "سنحدد احتياجات سوريا على صعيد البنى التحتية والطاقة والكهرباء، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان استفادة (السوريين) من هذه الخدمات الأساسية".

 

وفي الإطار، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، السبت، عن مقتل 17 وإصابة 40 آخرين من عناصر القوات الموالية لتركيا من بينهم "أبو فايز" قائد ما يسمّى "لواء مغاوير الشمال".

 

اقرأ أيضاً: إيران: ما حدث في سوريا هو نتيجة خطة مشتركة أميركية صهيونية

 

 

وذكرت "قسد" في بيان: "في الساعة الواحدة من مساء الجمعة شنّت الفصائل الموالية لتركيا هجوماً على قواتنا من محورين الأول من جهة بلدة (أبو قلقل) والآخر من جهة قرية (علوش)".


وأضافت: "اندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 17 وإصابة 40 آخرين من عناصر القوات الموالية لتركيا".

 

وبحسب البيان: "وجّهت قوات (قسد) ضربة كبيرة إلى التعزيزات التي استقدمتها القوات الموالية لتركيا إلى قرية خلف مسرح العمليات والمواجهة. في الوقت الذي لم تقع أيّ خسائر في صفوف قوّاتنا، فقط أصيب أحد مقاتلينا بجروح بسيطة".


إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بين قوات العمليات العسكرية في سوريا من جهة، وعناصر من نظام بشار الأسد السابق وتجّار المخدرات من جهة أخرى، في منطقة الميادين بريف دير الزور.

وذكرت تقارير سورية أن الأمن العام التابع للعمليات العسكرية دفع بمزيد من القوات إلى منطقة الميادين في ريف دير الزور، التي تُعدّ من أهمّ المناطق التي كانت تتمركز فيها ميليشيات تابعة لإيران.


وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ إدارة العمليات العسكرية نفّذت، الجمعة، حملة دهم واسعة في مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها، شملت قرى الجلاء والهري والدوير وصبيخان.

 

أبرز عناصر نظام الأسد الذين تمّ "اعتقالهم" أو قتلهم في سوريا


عقب سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)  الجاري، شنّت السلطات الجديدة في سوريا، حملة من الملاحقات الأمنية ضدّ العديد من شخصيات النظام السابق المتّهمة بارتكاب جرائم وانتهاكات إنسانية في حقّ مواطنين، ما أدّى إلى مقتل بعضهم واعتقال آخرين.

 

اقرأ أيضاً: انفجار "سيارة مفخّخة" في منبج في شمال شرق سوريا


 

ومن أبرز تلك الشخصيات، اللواء علي محمود، الذي كان يشغل منصب مدير مكتب ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تمّ العثور على جثة محمود في التاسع من ديسمبر، مقتولاً في "ظروف غامضة" داخل مكتبه في ريف دمشق.

ولعب محمود دوراً بارزاً في العديد من العمليات العسكرية التي قادها ماهر الأسد، وأسفرت عن مقتل العديد من السوريين.

كما تولّى قيادة حملات عسكرية عدّة في عدد من المناطق السورية، بما في ذلك حملة درعا عام 2018، التي انتهت بسيطرة قوات النظام على المدينة.


"جزار الحولة"


ومن الشخصيات المتّهمة بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، المدعو شجاع العلي، الذي لقي حتفه، الخميس، عقب اشتباكات في ريف حمص الغربي بين إدارة العمليات العسكرية و"فلول من النظام السابق".

وكان العلي شخصية بارزة بين أتباع النظام السوري السابق، إذ حظي بعلاقات قوية مع قيادات الفرقة الرابعة و"حزب الله" في سوريا، حسب وسائل إعلام محلية.

وفي يونيو (حزيران) 2012، أكّد تقرير صارد عن لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة ضلوع نظام الأسد في المجزرة المروعة التي ارتكبت بمنطقة الحولة بريف حمص.


اقرأ أيضاً: فالس مع بشار: "يديعوت أحرونوت" تكشف تفاصيل العلاقة السرية بين اسرائيل والأسد

 

"مجرم سيّئ السمعة"


أوقفت السلطة السورية الجديدة، الجمعة، مسؤولاً سابقاً لدى نظام الأسد، متّهماً بارتكاب عدد كبير من الجرائم في حقّ مدنيين.


ونقل مراسل وكالة الأنباء السورية "سانا" في اللاذقية، أنّ إدارة الأمن العام بالمحافظة ألقت القبض على "المجرم الخارج عن القانون، حيان ميا، سيّئ السمعة والمسؤول عن عدد من الجرائم الكبيرة ضدّ السوريين".

ونقلت "شبكة شام" أنّ ميا يُعدّ مسؤولاً مباشراً عن عمليات دهم واعتقالات نفذتها مخابرات الأسد، حيث نشط خلال سنوات الثورة الأولى في تقديم التقارير الاستخباراتية في حق الثوار المشاركين بالمظاهرات، وصولاً إلى الإشراف على اعتقالهم.


"سفاح صيدنايا"


أسفرت الحملة الأمنية، الخميس،  عن اعتقال رئيس القضاء العسكري السابق محمّد كنجو الحسن، المعروف بـ"سفاح صيدنايا"، الذي يُعدّ أبرز المسؤولين عن عمليات الإعدام داخل سجن صيدنايا.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى "توقيف السلطة الجديدة الحسن مع 20 من عناصره" في قرية خربة معزّة، بريف طرطوس، حيث خاضت قوات أمنها، الأربعاء، اشتباكات ضدّ مسلّحين مقرّبين منه، خلال محاولتها توقيفه في مقرّ إقامته، ما أسفر عن مقتل 14 من عناصرها".

ويرتبط اسم الحسن الذي كان يرأس إدارة القضاء العسكري في سوريا، ارتباطاً وثيقاً بسجن صيدنايا، الواقع شمال دمشق، والذي أصبح رمزاً للفظاعات التي ارتكبتها سلطات الأسد ضدّ معارضيه، بعدما شهد على إعدامات خارج نطاق القضاء وعمليات تعذيب وحالات اختفاء قسري.

"عميد في الأمن السياسيّ"


أعلنت إدارة العمليات العسكرية، الجمعة، إلقاء القبض على رياض حسن "المسؤول عن الأمن السياسيّ" في دمشق، لدى نظام الأسد.
وفرع الأمن السياسي هو فرع أمنيّ كان يتبع لوزارة الداخلية خلال عهد الأسدين، ويُتّهم المسؤولون فيه بارتكاب جرائم كثيرة في حقّ السوريين.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 10/17/2025 6:20:00 AM
"وقهوة كوكبها يزهرُ … يَسطَعُ مِنها المِسكُ والعَنبرُوردية يحثها شادنٌ … كأنّها مِنْ خَدهِ تعصرُ"
ثقافة 10/17/2025 6:22:00 AM
ذلك الفنجان الصغير، الذي لا يتعدّى حجمه 200 ملليليتر، يحمل في طيّاته معاني تفوق حجمه بكثير
ثقافة 10/17/2025 6:23:00 AM
القهوة حكايةُ هويةٍ وذاكرةٍ وثقافةٍ عريقةٍ عبرت من مجالس القبائل إلى مقاهي المدن، حاملةً معها رمزية الكرم والهيبة، ونكهة التاريخ.
ثقافة 10/17/2025 6:18:00 AM
من طقوس الصوفيّة في اليمن إلى صالونات أوروبا الفكرية ومقاهي بيروت، شكّلت القهوة مساراً حضارياً رافق نشوء الوعي الاجتماعي والثقافي في العالم.