شدد ممثل "مجلس سوريا الديموقراطية"، (مسد) الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)  في بغداد جميل رحمانو على ضرورة إقامة نظام تشاركي ديموقراطي لكل السوريين، مبدياً استعداد "مسد" للحوار مع أنقرة وإزالة كل العقبات التي تعترض العلاقات الطيبة معها.

 وقال رحمانو في حوار مع "النهار" إن "علاقتنا بالحكومة العراقية جيدة، بخاصة في المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب، لكن لا تقدم من الناحية السياسية". ورأى أنه "يجب أن تكون مسد نواة لقوات سوريا الجديدة ولها خصوصيتها"، متطلعاً إلى مناقشة هذا الملف مع حكومة دمشق الجديدة". هنا نص الحوار:




*هناك أحاديث عن فدرلة سوريا ما هي أهداف ذلك، وهل يمكن تحقيقها على أرض الواقع؟ 
-لا طلب من الحكومة الجديدة في دمشق بخصوص فدرلة سوريا، ما يطلبه سكان مناطق شمال سوريا  وشرقها هو لامركزية إدارية وسوريا ديموقراطية تشاركية، وتحقيق تلك الأهداف سيتم بالنقاش مع الحكومة الجديدة التي يقودها أحمد الشرع. هدفنا هو الاعتماد على مكونات المنطقة بإقامة نظام تشاركي ديموقراطي لامركزي لكل السوريين، لأن سوريا اليوم بحاجة إلى لامركزية إدارية بسبب تعدد المكونات والعقائد، والتي أثبتت التجارب، وبخاصة حكم البعث أن من الصعب أن يقاد البلد عن طريق فئة أو مكون أو إيديولوجيا معينة، لذلك على النظام الجديد في دمشق أخذ العبر من التاريخ القريب والحالة التي أوصلت سوريا إلى ما  هي عليه، وأن تبدأ محادثات بناءة مع كل أطياف الشعب السوري، وبخاصة مكونات الشمال والشرق. سوريا والعراق والمنطقة كلها تنظر بعين الريبة إلى الوضع الجديد في سوريا، وبخاصة إلى "هيئة تحرير الشام" التي لها خلفية قاعدية، بغض النظر عن التحول الذي شهدته خلال السنوات الماضية، لأن الواقع الجديد ربما يشجع المزيد من الفصائل المتشددة كـ"داعش" وغيرها على شن المزيد من الهجمات في سوريا ودول الجوار والاستفادة من الفراغ الحاصل في المشهد السوري ماسينعكس سلباً على دول الجوار وخاصة العراق.

* ثمة تحركات تركية  لتطبيع العلاقات مع الأكراد، هل أنتم منفتحون على هذا التطبيع وما هي شروطكم؟ 

-نحن قلنا دائما أننا منفتحون دائما على الحوار ومد يد الصداقة إلى دول الجوار، وبخاصة إلى تركيا، ولم نكن يوماً مصدر تهديد أو قلق لأي دولة. نحن نريد العيش بسلام مع الجميع ومستعدون للحوار مع أنقرة وازالة كل العقبات التي تعترض العلاقات الطيبة معها.

* هل يمكن أن نرى إقليماً كردياً في شمال سوريا بالتعاون مع النظام السوري الجديد؟ وهل ستسعى "سوريا الديموقراطية" إلى تمثيل سياسي في دمشق  وتشكيل حكومة توافقية مع "جبهة تحرير الشام؟" 

-لاتوجد أي نية أو توجه، لا من بعيد ولامن قريب، بخصوص الانفصال عن دمشق، نحن نرى أنفسنا جزءاً من سوريا لامركزية ديموقراطية. نحن نرى ونؤكد أنه يجب أن تكون "قسد" نواة لقوات سوريا الجديدة وأن تكون لها خصوصية وأن تكون جزءاً من الدفاع عن سوريا ككل ونتطلع إلى ذلك وأن نناقش هذا الملف مع حكومة دمشق الجديدة، ويمكن أن تشكل حكومة انتقالية مع "هيئة تحرير الشام"، بخاصة بعد التصريحات الأخيرة للهيئة اذا التزمت تعهداتها الأخيرة .

*وضعت "قسد" شروطا  لقبول الانضمام إلى الجيش  السوري ورحبت  بالحوار، لكنها قالت إنها ستقاتل تركيا ومن يدعمها في كوباني... فكيف برأيكم سينظر احمد الشرع إلى هذا الموقف بحكم علاقاته بتركيا؟ وهل يمكن ان نشهد وقفاً للقتال بين كل الأطراف في سوريا خلال المستقبل القريب؟

-تركيا لم تتوان عن التهديد والوعيد عبر مرتزقتها من فصائل "الجيش الوطني" المرتبطة بها، وهذا سيؤثر على حكومة دمشق، لأن هذه المعارك هي أيضا ضغط من حكومة التركية على "قوات سوريا الديموقراطية" وكذلك على حكومة الشرع واحراجها بهذا التوقيت المهم الذي يتطلب حهود كل السوريين لبناء سوريا ديموقراطية لامركزية، ونحن اقترحنا مبادرة من عشر نقاط إحداها وقف النار والتصعيد على كامل الأراضي السورية ونتمنى أن تكون هناك آذان صاغية إلى تلك المبادرة ويتوقف الصراع بشكل نهائي.

*كيف تصف "مسد" علاقتها الحالية بالحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق في ظل تقارير إعلامية تحدثت عن وجود علاقات لكم مع الحشد الشعبي...  ؟

- علاقتنا جيدة مع الحكومة العراقية، وبخاصة في المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب مع التحالف الدولي، أما من الناحية السياسية فلا يوجد تقدم. وبالنسبة إلى حكومة كردستان لدينا علاقات جيدة مع الاتحاد الوطني الكردستاني ولدينا ممثلية للإدارة الذاتية هناك، أما الحزب الديموقراطي الكردستاني فالعلاقة معه مرتبطة بالموقف التركي السياسي من الإداره الذاتيه، إذا تحسنت علاقتنا مع تركيا سينعكس ذلك إيجابا على علاقتنا معه والعكس هو الصحيح.

 أما علاقتنا مع الحشد الشعبي فقائمة فقط من ناحية تشكيل غرفة عمليات بشأن خلايا تنظيم "داعش" ومكافحة الإرهاب على طرفي الحدود.  


*ما مصير سجن الهول والمحتجزين فيه؟

-بالنسبة إلى مستقبل سجناء "داعش" ننسق مع التحالف الدولي، ونتمنى من كل دول العالم التي لها مواطنون لدينا أن تستعيدهم، أما بالنسبة إلى المقاتلين فهذا يتطلب خطة مشتركة مع التحالف الدولي حول وضعهم ومحكمة دولية.
 
*هل تخشون أن تتخلى واشنطن عنكم بعدما كنتم سنداً قوياً لها في سوريا وفي محاربة "داعش"؟

-نحن ننظر إلى العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية كعلاقات استراتيجية لمكافحة الإرهاب وهذه العلاقات مستمرة طالما الإرهاب موجود.