ترميم شجرة الميلاد في حماه بعد تظاهرات احتجاجاً على إحراقها في دمشق
أعيد ترميم شجرة الميلاد في حماه بعد تظاهرات احتجاجاً على إحراقها.

وفي التفاصيل، خرج مئات المسيحيين مساء الاثنين في تظاهرات عمّت مناطق عدة من دمشق وريفها احتجاجاً على إحراق شجرة الميلاد في مدينة السقيلبية غربي مدينة حماة. وما زاد من حدّة الاستياء الشعبي أن الفاعلين الذين أحرقوا الشجرة لم يكونوا سوريين بل يحملون الجنسية الأوزبكية، وهم عناصر تابعون لـ"هيئة تحرير الشام" ويعملون تحت لواء غرفة عمليات "الفتح المبين" بإشراف إدارة العمليات العسكرية.
اقرأ أيضاً: مسيحيو سوريا وعناصر من هيئة "تحرير الشام" على مائدة الميلاد في أحد المطاعم (فيديو)
وانطلقت التظاهرات في كل من جرمانا، دويلعة، باب توما، باب شرقي، قصاع، كشكول، والطبالة، للتنديد بالتعدّي على مظاهر الأعياد والمقدسات الدينية وحماية الأقليات.
غضب مسيحي في #سوريا بعد إحراق شجرة الميلاد في #السقيلبية
— جودی امانوس (@Ronahi02694191) December 24, 2024
المظاهرات تنتقل إلى #صحنايا في ريف #دمشق ذات الأغلبية المسيحية والدرزية رافعين معاً علم نسور الروم وعلم الدروز
تنديداً بالحوادث التي يتعرض لها المسيحيون pic.twitter.com/V5VTEaJhjZ
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الأهالي في السقيلبية حاولوا منع العناصر الأوزبك وعددهم 8 من الاقتراب من الشجرة قبل إحراقها لكنهم تراجعوا بعد إشهار الأسلحة ضدّهم.
وقد أقرت "هيئة تحرير الشام" على لسان قيادي فيها زار موقع الحادثة برفقة رجال دين مسيحيين، بانتماء الفاعلين إليها وأنهم من جنسية أجنبية، من دون تحديدها، وتعهّد بمعاقبتهم.
وقال مواطن لـ "النهار" طالباً التعريف عنه بأول حرفين من اسمه "ج.ح": "إن المشكلة تكمن في معرفة السبب الذي دفع "هيئة تحرير الشام" إلى نشر عناصر من جنسيات غير سورية في مناطق الأقليات، وهل هذه الخطوة عفوية أم هناك من ضمن الهيئة من يحاول إثارة الفتن".
اقرأ أيضاً: "النهار" في باب توما الدمشقية عشية الميلاد… ماذا يقول المسيحيون؟ (فيديو)
وقال كاهن رعية السقيلبية الأب ماهر حداد في مقطع فيديو إنه: "أقدم 8 أشخاص من "الجنسية غير السورية" على إضرام النار في شجرة الميلاد بعد مضي يومين على إنارتها، والأمن العام تمكن من إلقاء القبض عليهم وتوقيفهم، وستتمّ إعادة ترميم الشجرة وإنارتها مجدداً".
وتشير هذه الحادثة إلى مدى حساسية التحدّي الذي يواجه الإدارة الجديدة في سوريا بخصوص التعامل مع المكونات المتنوعة في النسيج السوري وعلى رأسها الأقليات كالمسيحيين. كما أنه يطرح تساؤلات جدّية حول قضية المقاتلين الأجانب في "هيئة تحرير الشام" وغيرها من الفصائل المسلحة، سواء لجهة قدرة قيادة الهيئة على ضبط هؤلاء المقاتلين، أو لجهة امتلاك المقاتلين الأجانب القدرة الكافية للتكيّف مع البراغماتية المستجدة التي ظهرت في خطاب الهيئة بعد سيطرتها على دمشق.
وقد برزت على هامش هذه الحادثة ظاهرتان تستحقان إعادة النظر. الأولى أن الإعلام الرديف لهيئة تحرير الشام سارع إلى نشر أخبار مكثفة حول ضلوع فلول النظام السابق في حرق الشجرة، في خطوة قد تبدو أنها تهدف إلى التملص من المسؤولية، لكن البعض رأى فيها محاولة لإثارة الفتنة بين الأقليات بعضها ضدّ بعض، باعتبار أن فلول النظام يُراد بهم العلويون. والثانية أن التعهد بمعاقبة الفاعلين تكرر في حوادث سابقة لكن المشكلة تكمن في غياب الشفافية وعدم وجود وسائل إعلام رسمية لتغطية ما يجري، وهو ما أدّى في النهاية إلى ضعف الثقة بمثل هذه التعهدات.
نبض